قالت له والبراءة تكسو ملامحها: هل تعلم أن قلبي يحدثني. يحاورني. أنفرد به. أسمع صوته.. انه يكلمني بلغة جميلة. بسيطة. خالية من أي رتوش. أو غموض.. اسمع نبضاته بوضوح. يدق في أذني بكلمات تأخذني بعيداً. ترحل بي إلي عالم الصفاء والنقاء. الذي أتمني أن أعيش فيه بقية أيامي. بعد أن ضاع عمري فوق أرض الوباء والرياء!!. .. وهل تسمح لي أن أنقل اليك بعضاً من هذه الحوارات واللقاءات التي تجمعني وقلبي كما هي. دون أن تسخر مني.. فأنا لا أمتلك مثلك عضلات الأدباء. ولا مفردات الشعراء.. فقط امتلك أحاسيس صادقة تجعلني سعيدة. وتمنحي شعوراً بالبهجة أطير معها فوق سحابات خيال أقرب لواقع احسبه يناديني من قريب. ويدق باب سعادة أشم رائحتها. أتذوقها. المسها بيدي. لأنها تعيش معي كل لحظاتي. تثير بداخلي الجرأة علي تحطيم جدار الصمت بصوت الحب العالي. وتستفز كل طاقة الارادة الكامنة بين ضلوعي. تدفعني لاختراق حاجز الخوف الذي لازمني طويلاً كلما نظرت إلي عينيه التي تهزمني بشعاعها الثاقب الذي ينفذ إلي أعماق أعماقي. فيذيب جرأتي. ويدمر شجاعتي. فأضطر أن أحني رأسي ورموشي حتي لا يري ما بداخلي من رهبة اللقاء. وقال لها: وما الذي جعلك تتجرأين الآن لتحكي لي بعضاً من حواراتك مع قلبك؟ قالت وهي تقاوم الخجل الذي يعتصر فؤادها: أنت!! نعم.. أنت. قال والفرحة تفضح عينيه: الآن فقط استطيع أن احكي أنا لك وبالتفصيل كل حواراتك مع قلبك. قالت بصوت هامس: أرجوك.. أرجوك.. لا تقل شيئاً.. فانني علي يقين بأنني كتاب مفتوح أمام عينيك تقلب صفحاته كيفما تشاء.. وهكذا قال لي قلبي. لأنه صديقي الوحيد الذي أتكلم معه بلا خوف. وبلا خطوط حمراء. قال: وما الذي يمنعنا أن نوقع معاً عقداً مع السعادة. واتفاقية مع حياة جديدة خالية من التعب والاحباط.. مليئة بالراحة والتفاؤل.. كل بنودها العطاء من أجل العطاء. ليس فيها مكان للدموع. تعالي ندخل معاً من الباب الملكي للحب.. تسبقنا إليه لهفة الأشواق. ونترك وراءنا كل أهازيج الآلام التي رقصت طويلاً علي أطلال أوجاعنا.. لنعلن للدنيا أن المشاعر الصافية والقلوب الحانية تستطيع أن تهزم كل شرور الحياة الرافضة للبسمة. ونشق معاً طريقاً جديداً مملوءاً بالتفاؤل.. نزرع علي ضفتيه ورود الأمل والخير والرضا. ونرويها كل يوم بالمودة والرحمة. قالت له وهي تستنشق عبير الحلم القادم: اخييييراً.. سنقتلع معاً جذور الحرمان. ونغرس بأيدينا بذور الأمل. لنعيش حياة فوق الحياة أغصانها الحنان والاخلاص والوفاء.. وثمارها المحبة والتسامح والعطاء؟!. قال لها: لنسجد لله شكراً أن رزقنا الحب. ونقاء القلب. ورضا النفس.. واعلمي يا رقيقتي ورفيقتي أنك الحلم الكبير الذي عاش في ضميري منذ رأيتك.. وأنت الاحساس الطاهر الذي سري بين ضلوعي ينتظر لحظة اللقاء. قالت والفرحة تملؤها: اذن.. تعالي نقبل دعوة الزمان. لنحتفل سويا بانتصار الحب.. وندق طبول السعادة.. ونغني معاً أنشودة الوفاء والعهد والرجاء.. ونظرت إلي عينيه طويلاً طويلاً وقالت: ما أتعس الحياة.. اذا أضعنا منها لحظة دون حب.