منذ أن خلق الله الأرض وما عليها والإنسان يتصارع لامتلاك مقدرات العيش وأدوات الرفاهية وقد من الله علي بلاد العرب وأفريقيا بالكثير من النعم والخيرات التي لا تعد ولا تحصي فكانت علي مر العصور مطمعا للقوي الاستعمارية من الغرب وكتب التاريخ خير شاهد علي ذلك ولكن في النهاية كانت إرادة الشعوب تنتصر علي نزوات الاقتحام والقهر ولكن بعد حفر قناة السويس المصرية واكتشاف البترول تحديدا في القرن الماضي أصبحت منطقة الشرق الأوسط بأسرها في مرمي سهام الغرب الذي كان ومازال يبحث ويسعي للامتلاك ليظل باقيا في المقدمة ولتظل بلاد العرب وأفريقيا قابعة في منطقة الفقر والجهل والمرض والتخلف. فبعد الحرب العالمية الثانية تغيرت فكرة الاحتلال المباشر لأرض الغير بالقوة العسكرية بالاستنزاف الاقتصادي أو بالأدق الاستعمار الاقتصادي فرأينا الوعد الآثم للإنجليز بمنح جزء من أرض فلسطين لعصابات اليهود في العالم لتكون نواة لزرع الشر في بلاد العرب وأفريقيا لاستمرار الهيمنة غير المباشرة علي دول العرب ومقدراتهم واستكمالا للسياسات القذرة والفكر الماجن رأينا في العقدين الأخيرين نجاحات لمخططاتهم فاقت حتي تصورات واضعيها فرأينا احتلال العراق للكويت وانهيار العراق وسقوط ليبيا وصراع سوريا وفوضي تونس ومصر ومؤخراً اليمن بل وازدادوا في غيهم وصالوا وجالوا في إعلامهم وإعلامنا ليصدروا لنا فكرة ان ما يحدث عندنا هو الربيع العربي وكأن العرب لا يملكون حتي القدرة علي تقييم ما يحدث ببلادهم ان كان ربيعاً أم خريفا. وهنا ينكشف الستار عن الفكر القبيح والآمال المريضة لقوي الشر في العالم لأن الربيع عندما يأتي تجد طيب رائحة الزهور التي تتفتح علي أغصانها معلنة قدوم جو بديع وثمار يانعة وهنا يلح بخاطري العديد من الأسئلة التي أري ضرورة طرحها علي كل المؤسسات والمنظمات التي تتشدق بنشر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. هل وجود الإرهابيين في سيناء وقيامهم بالتعدي علي أبناء الجيش والشرطة المصرية زهور للربيع العربي؟ بالطبع هنا الإجابة ستكون في الاتجاه المعاكس وهذا ما يدفعني لطرح سؤالي الثاني: هل ظهور تنظيم داعش علي أرض سورياوالعراق واقترافه للعديد من الجرائم التي يندي لها جبين الإنسانية زهور للربيع العربي؟ بالطبع هنا الإجابة ستكون في الاتجاه المغاير وهذا ما يدفعني لطرح سؤالي الثالث: هل تعد جماعة بوكو حرام في نيجيريا واقترافهم أبشع أنواع الجرائم الإنسانية من زهور الربيع العربي؟ بالطبع الإجابة ستكون سلبية. فإذا كانت إجابتي عن هذه الأسئلة لا ترضي الغرب وساسته ويؤمنون بأن ما حدث ببعض البلاد العربية ربيع فأنا أدعوهم أن يقتبسوه لشعوبهم بل وسأزداد كرما وأتمني لهم أن يقتدوا بما يحدث في العراقوسوريا وليبيا واليمن ليكون استمتاعهم أكبر بلون الدم ورائحته التي تزكم الأنوف وتصم الآذان وتدمع العيون. يجب علي العرب وقادتهم الآن أن يثبتوا انهم وبحق قادرون بالحكم علي الأشياء وتقييمها وتقويمها ولا نحتاج الغرب بأطماعه لنعرف الفارق بين الفصول بألوانها وتداعياتها.