لا شك أن أعداد الدين والوطن والأمة العربية يعملون علي تفتيت منطقتنا العربية بكل السبل والوسائل. سواء أكان ذلك عن طريق تعذية التطرف والإرهاب والتشدد والغلو المؤدي إليها. أم عن طريق إشاعة الإلحاد والأفكار والمذاهب الهدامة كالبهائية والباطنية والإسماعيلية وغيرها. أم عن طريق نشر التشيع السياسي. واستخدام المنتسبين إلي تلك الفرق والمذاهب ومن يعتنقون أو يتبنون أو ينشرون تلك الأفكار الهدامة لخلخلة النسيج الوطني المتماسك في مصر والأمة العربية. بقصد إضعافها وتفكيكها والاستيلاء علي خيراتها ومقدراتها. وتنسب البهائية إلي "ميرزا حسين علي" الملقب ببهاء الله وهو الزعيم للمذهب الذي تتولاه هذه الطائفة وتسمي هذه الطائفة أيضا البابية. وهي ليست بالنحلة المحدثة التي لم يتقدم لها في النحل المارقة من الإسلام ما يشابهها أو تتخذه أصلاً تبني عليه مزاعمها. وإنما هي وليدة من ولائد الباطنية. تغذت من ديانات وصفية وآراء فلسفية ونزعات سياسية. ثم اخترعت لنفسها صوراص من الباطل. وخرجت تزعم أنها وحي سماوي. وتسمي هذه الطائفة- أيضا "البابية" نسبة إلي "الباب" وهو لقب ميرزا علي محمد الشرازي الذي ابتدع هذه النحلة. ويزعم أن شريعته ناسخة للشريعة الاسلامية فابتدع أحكاما خالف بها أحكام الاسلام وقواعده. و"الباب" لفظ متداول عند الفرق الباطنية يطلقونه علي بعض دعاتهم. وقد استخدم الاستعمار هذه الطائفة لزعزعة عقيدة المسلمين وتفريقهم. وارتبط البهاء وأتباعه بعلاقات وثيقة مع الصهاينة والاستعمار فساندت البهائية قيام دولة اسرائيل علي حساب دولة فلسطين الشقيقة. وقد دخلت هذه الطائفة مصر في بداية القرن العشرين. وكان لها علاقة وطيدة بالحركات الصهيونية العالمية. مما دفع الحكومة المصري إلي اصدار القرار الجمهوري بالقانون رقم 263 لسنة 1960 م بحل المحافل البهائية ووقف نشاطها. ولا شك أن الفكر البهائي ليس فقط شديد الخطورة علي أمن الوطن وسلامته. بل خطرة أشد علي الدين والعقيدة الإسلامية. فمن أسسه ما يلي: 1- عدم ختم النبوات. مما يفتح الباب للدجالين والأفاكين بادعاء النبوة. 2- عدم الإيمان بالقيامةع وتأويلهم الجنة بالحياة الروحية والنار بالموت الروحي. 3- اعتقادهم أن الحج إلي الكعبة باطل وحجم إلي قبر البهاء في حيفا. 4- عدم تحريم الزواج بالمحارم. واعتقادهم بأن الله لم يحرم إلا الأم. كما يحلون الزنا وشيوعية النساء والأموال. 5- إباحة الربا. وغيره من المحرمات والموبقات. فهذه الأسس وتلك التعاليم تتناقض مع أصول الدين الإسلامي وعقائده تناقضا تاماً. بل إنما هذه النحلة الباطلة لا علاقة لها بالإسلام ولا علاقة للإسلام بها. وتخرج معتنقيها من دائرته. وقد أدركت وزارة الأوقاف خطر البهائية الكبير في ظل الظروف التي تمر بها مصرنا العزيزة والمنطقة العربية. حيث يحاول أعداء الدين والوطن تفسيخ وتفتيت النسيج الاجتماعي لأوطاننا بطرائق شتي في التطرف فقامت الإدارة العامة لبحوث الدعوة بعقد دورات تدريبية متتابعة للتوعية بخطر هذه الأفكار علي الدين والأمن القومي كما قرر المجلس الأعلي للشئون الإسلامية طباعة بعض البحوث حول خطر الفكر البهائي إسهاماً منه في التحذير من خطر هذه الأفكار التي باتت توظف توظيفا سياسياً لصالح أعداء الدين والوطن. وإنني لأوكد أن أمننا القومي يقتضي مواجهة كل الأفكار المتطرفة سواء كان التطرف غلواً وتشدداً أم انحرافاً وتسيباً وانفلاتاً وخروجاً علي القيم الدينية والأخلاقية والمجتمعية والإنسانية فإذا أردنا أن نقضي علي التشدد من جذوره فلابد أن نقضي علي التسيب من جذوره فلكل فعل رد فعل مساو له في النسبة ومضاد له في الاتجاه. وهذه الفرق الضالة الهدامة إنما هي صنائع لأعداء ديننا وأمتنا وأمننا القومي المصري والعربي. ما يتطلب منا جميعاً كشف زيغ وأباطيل هذه الفرق. وهو ما يحتاج إلي اليقظة والتنبه. والتمسك بالهدي الاسلامي الصحيح الوسطي دون إفراد أو تفريط.