مع بدء سباق البرلمان الذي كنا - ومازلنا - نأمل أن يكون انجازا متميزا لخارطة المستقبل.. يحقق استحقاقها الثالث علي خير وجه.. ويقدم لمصر البرلمان الذي تستحقه.. والذي يعبر عن تطلعات شعبها.. ويشارك بجد وإخلاص في مسيرة بناء الوطن.. مع الرئيس الذي وضعت الأمة آمالها أمانة في عنقه.. إذا بنا أمام مشهد لا ينبيء بغير كارثة.. ولا يندرج إلا تحت بند غير المعقول.. وغير المقبول.. يتمثل في تقديم طلبات الترشح لعدد من الرموز الكالحة من قيادات الحزب الوطني المنحل الذي ثارت عليه مصر كلها في بجاحة لا نظير لها.. وبدلا من أن يتواروا لعل الشعب ينساهم.. يخرجون ألسنتهم لشعب مصر.. ويتقدمون صفوف المهرولين إلي تقديم طلبات الترشح.. في برلمان الثورة.. نعم بجاحة لا نظير لها.. هل من المعقول.. أو المقبول أن نري أحمد عز وحسين مجاور وغيرهما يتقدمون صفوف المهرولين.. وربما غدا نري زكريا عزمي.. وربما أيضا وكما بشري اليوم السابع منذ أسابيع نري جمال مبارك.. هل هذا معقول؟ انها كارثة بكل المقاييس.. أن نكرر هؤلاء الذين أفسدوا الحياة السياسية في مصر.. في العودة مرة أخري لممارسة دور سياسي بعد 25 يناير وبعد ثورة الثلاثين من يونيو.. وبعد خارطة المستقبل التي لم يكن من بينها بأي حال من الأحوال إعادة الماضي برموزه وأشخاصه. انهم يحاولون بلا حياء.. ولا خجل.. وفي تحد صارخ للجميع اختراق البرلمان الجديد.. وهو أمر لا يبشر بخير.. ويدخل بكل تأكيد في نطاق التآمر علي شعب مصر ومحاولة إعادته إلي ما قبل 25 يناير وهو أمر مستحيل تماما. هل يمكن أن نتصور أحمد عز في برلمان الثورة وهو الذي زور انتخابات برلمان 2010 ووضع القوانين التي تحمي احتكاراته.. وهو صاحب الوجه الكئيب والمستفز وراء التوريث.. وهو سبب ما حاق بمصر من كوارث. إذا أفلح عز وأقرانه - لا قدر الله - في اختراق البرلمان.. أو إذا ترك يفعل هذا.. فتبعات هذا كارثية.. لأنها ستكون وقود تأليب الجماهير وثورتها. لابد من وقف هذا الهزل بأي شكل.. فما اقدموا عليه هو تحد صارخ لكل المصريين الذين عاشوا الأيام التي شارك عز واقرانه في افسادها واستثار كل شيء في هذا الوطن لصالح العصابة في الحلقة الضيقة التي أحاطت بالوريث الذي حاولوا فرضه علي مصر.. هذه العصابة التي قطفت كل ثمار التنمية في مصر وحجبتها عن شعب مصر.. لتدخل خزائنها في بنوك العالم وتسهم في تجريف الوطن. إننا من منطلق الحرص علي سلامة الوطن واستقراره.. ندعو إلي سلوك كل السبل لمنع عز وأقرانه من دخول برلمان الثورة.. ندعو إلي وضع معايير تمنعهم من اقتحام حياتنا مرة أخري.. فقد سئمنا هذه الوجوه الكالحة وكفانا ما عشنا فيه معهم من فساد وافساد.. وانحراف بالمال والسلطة.. كفانا ما شهدناه منهم في تلك الأيام الغابرة.. التي سيطروا فيها علي مصر لتكون البقرة الحلوب التي لا تدر ضروعها إلا في أفواههم وجيوبهم وبنوكهم. ان عودة هؤلاء تنذر بتداعيات لا ينبغي ان ننتظر حتي تقع ويتساوي في الخطورة مع عصابة الوطني.. عصابة الإخوان الإرهابية.. من الظاهرين والكامنين.. والمتخفين.. والذين نرجو ألا يفلح أحد منهم في دخول البرلمان القادم.. ولا ينبغي أن نكتفي بالقول بأن وعي الشعب سيسقط هؤلاء وهؤلاء.. فنحن في زمن المال السياسي.. والرشاوي الانتخابية التي تفسد كل شيء.. ولا يجب أن نترك الناخب الفقير وغير المتعلم فريسة لقيادات الوطني التي لا تخجل.. أو عصابة الإخوان المخربة والإرهابية.. علينا حصارهم بكل ما يمكن من قوانين تحمي الناخب منهم وتمنعهم من تلويث واختراق برلمان الثورة.. هذا أو الكارثة التي يجب أن نحمي الوطن منها.