الظاهرة الغريبة والشاذة التى تحدث للمصريين فى ليبيا، والتى تتمثل فى اختطافهم وذبحهم على يد الإرهابيين هناك لا يجب السكوت عليها أبداً.. لقد أعلن تنظيم داعش عن اختطاف 13 مصرياً قبطياً ليرتفع عدد المخطتفين حتى الآن إلى 37 مصرياً تحت رهن هؤلاء الإرهابيين الذين لا يعرفون رحمة. فبعد ذبح الطبيب المصرى مجدى صبحى وزوجته الطبيبة سحر ، واختطاف ابنتهما «كاترين» وذبحها أيضاً، وبعد اختطاف شاب آخر وقتله ، واختطاف 17 ، وقتل اثنين منهم ، وبالأمس تم اختطاف 13 آخرين ، نكون إذن أمام ظاهرة خطيرة وبشعة تستوجب تدخل الدولة المصرية بكل أجهزتها المعنية لوقف هذه المهزلة . الخارجية عليها أن تتحرك فى أسرع ما يكون لاتخاذ الإجراءات لمقاومة هذا العبث الذى يمارسه الإرهابيون فى ليبيا، فدماء المصريين ليست بدماء عصافير لكى نراها تطير بهذه البشاعة .. إننى أطالب سامح شكرى وزير الخارجية بالتدخل الفورى لاتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على أرواح ودماء المصريين التى تسيل بهذا الشكل المخجل والمخزى .. لا يجب على وزارة الخارجية أن يهدأ لها بال أو تلين لها قناة أمام هذه الكارثة المروعة .. لماذا لا تقوم الخارجية بإصدار تصريح واضح وصريح تحذر فيه من السفر إلى ليبيا ؟! .. لماذا لا تقوم الدولة المصرية بإنشاء جسر جوى لإجلاء المصريين المتواجدين فى ليبيا طالما أنهم مستهدفون بهذا الشكل؟! . لا يوجد أبداً أى سبب يمنع الخارجية من الإقدام على أية خطوات تحمى حياة المصريين التى تضيع هباء منثوراً فى ليبيا .. إن وزارة الخارجية مسئولة مسئولية كاملة عن كل المصريين فى أى بقعة من الأرض . أستغرب جداً من تصرف الخارجية التى حتى هذه اللحظة لم تتخذ أى إجراء بشأن المصريين فى ليبيا الذين لا يتعرضون لقهر أو ظلم ، وإنما يتعرضون للذبح المهين دون أدنى سبب فعلوه .. من الواجب على الخارجية المصرية أن تستنفر همتها لمواجهة هذه الظاهرة التى باتت تشكل اعتداء صارخاً على المصريين جميعاً وليس فى ليبيا وحدها. اللافت للنظر أن المختطفين من الاخوة الأقباط هو ما يشبه توجيه رسالة إلى مصر لإحداث فتنة داخل البلاد خاصة أن الإرهابيين على اختلاف مللهم ونحلهم يتعمدون اختطاف الأقباط المصريين وهذا يعنى أنهم يصرون على افتعال أزمة داخل مصر .. وهذا يقتضى ضرورة أن تتنبه الحكومة المصرية ولا يغمض لها جفن حتى يعود كل المصريين فى ليبيا سالمين إلى أرض الوطن .. الجماعات الإرهابية تعلن بكل بجاحة ووقاحة أنها ستواصل عمليات الذبح لمن لا يرضخ تحت رايتها ، ونحن فى مصر ما زلنا نقف متفرجين على هذه الكارثة . يا وزير الخارجية تحرك بسرعة لإنقاذ إخواننا الأقباط وغيرهم من المصريين بإنشاء جسر جوى لإنقاذهم من عمليات الذبح أو القتل أو أي سوء يتعرضون له .. فالدم المصرى ليس رخيصاً إلى هذا الحد حتى نقف متفرجين علي ما يحدث ؟! . لماذا ننتظر حتى نرى النعوش الطائرة العائدة إلى أرض الوطن ؟! أعتقد أن الحكومة المصرية لا يرضيها أبداً هذا الوهن تجاه هذه الكارثة !!!.