للفساد جوهر واحد. وألف وجه.. استشري من قبل- وعلي مدي ثلاثين عاماً- علي يد عصابة من لصوص المال العام. ومهربي ثروات الوطن.والمتاجرين بقوت الشعب. والمستأثرين بكل السلطات. والمزورين لارادة الناس. حتي خرجت الناس- يتقدمهم الشباب- لازاحة المخلوع "الأول" وكل أشكال الفساد المرتبطة به وبعصابته التي ركَّعت مصر وأذلتها وحوَّلتها الي تابع خانع لأعداء الوطن طوال ثلاثين عاماً. ومع سقوط عصابة النهب العام هذه. صعدت عصابة أخري أكثر منها دمامة ودموية وتغولاً. هي عصابة الاخوان المفسدين. لتتبدل المواقع: من السلطة الي السجن ومن السجن الي السلطة. ويظل الفساد واحداً في جوهره.وان تغير شكله ومسماه.. واذا كانت عصابة المخلوع الأول مجموعة من المسعورين لالتهام المال والنفوذ فان عصابة المخلوع الثاني مجموعة من المسعورين لالتهام الوطن نفسه. وتخريبه. وتفتيته وتقديمه لقمة سائغة لأعداء مصر من أمريكان وصهاينة وأتراك وجواسيس يحملون أسماءنا العربية وما هم بعرب ولا هم بمسلمين. واذا كان جوهر الفساد واحداً فان الخلاف بين المخلوع الأول والمخلوع الثاني وأتباعهما خلاف حول الغنيمة وتقاسم النهيبة. وليس خلافاً من أجل الوطن ومستقبل مصر.. فهذا الوطن وهذا المستقبل لا يعني أياً من العصابتين في شيء.. انه يشغل من أشعلوا الثورة في 25 يناير. ولم يكن من بينهم عصابة الاخوان. ويشغل من أشعلوا الموجة الثانية من الثورة في 30 يونيه.. ولم يكن من بينهم الاخوان أيضاً.. لكن مثلما ركب الاخوان الموجة الأولي في 25يناير يسعي أعضاء العصابة الأولي لركوب الموجة الثانية في 30 يونيه. وقد عادت وجوههم الكئيبة الكالحة الصفراء تطل علينا من جديد في وسائل الاعلام وتلتقط الكاميرات صورهم المشينة وهم يصوتون للدستور الجديد!! وبظهورهم هذا فقد دستور الثورة الجديد عدة ملايين من الثوار ومن الشباب ومن عشاق هذا الوطن الذين يدركون تماماً ان إزالة كابوس الاخوان لا يعني عودة كابوس مبارك.. فكلا الطرفين وجه لعملة واحدة!!