دعوة مرسى مرفوضة وما يحدث فى مصر كارثة المصريون لن يسمحوا بسرقة الوطن والمعركة مع الجماعة مستمرة «الإسلامجيون» والانتهازيون والفاسدون يريدون تفصيل دستور «على مقاسهم» ثورة الجياع قادمة ويجب أن نقف معاً لمنع الفوضى السلفيون يستعرضون عضلاتهم بسب الفن والفنانين تحالفات القوى السياسية تجميع لأشلاء الوطن قبل فوات الأوان المستشار عبد المجيد محمود قال: «الأبنودى مش خارج من هنا إلا على المدعى الاشتراكي» عبد الناصر بنى مصر.. والسادات عطلها.. ومبارك باعها فى لندن شاهدت انتصار أكتوبر كما لم يشاهده غيري الموت على الاسفلت أماية وأنتى بترحى بالرحى على مفارق ضحى وحدك وبتعددى على كل حاجة حلوة مفقودة ما تنسينيش يا أمة فى عدودة عدودة من أقدم خيوط سودا فى توب الحزن لا تولولى فيها ولا تهللى وحطى فيها اسم واحد مات كان صاحبى يا أمه واسمه ناجى العلي الميدان أيادى مصرية سمرا ليها فى التمييز ممددة وسط الزئير بتكسر البراويز سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس آن الآوان ترحلى يا دولة العواجيز عواجيز شداد مسعورين أكلوا بلدنا أكل ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل رسايل حراجى القط ورميت نفسى وسط الجدعان.. وبكيت وبلدنا اللى كنا بنمشيها ف نص نهار.. كان القطر فى لحضه.. فاتها بمشوار.. سامحينى يا فطنه على التأخير.. ولو الورقة يا بت الخال تكفى لاعبى لك بحر النيل والله يكفى .. وختاماً ليس ختام بابعت لك ليكى ولناس الجبلاية ولبتى عزيزة والواد عيد ألف سلام عدى النهار عدى النهار والمغربية جاية تتخفى ورا ضهر الشجر وعشان نتوه فى السكة شالت من ليالينا القمر وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها جانا نهار مقدرش يدفع مهرها حينما يتحدث الأبنودى فمصر تتحدث عن نفسها، بمدنها وشوارعها وحواريها وأزقتها، وقراها وبيوتها الطينية، والزرع والنيل، .. ولم لا؟ و«الخال» هو رائحة مصر ونبض قلبها، ومع خروج كل قصيدة من بين شفتيه يستمد منها قوة تقهر مرضه، وتعيد توهجه وتوقظ الضمائر وتحيى موات القلوب. الأبنودى يروض كلماته ويراود قصيدته عن نفسها فتنجب خيوط النور والعبير والأمل، يرسم ملامح وطن جديد بمربعاته، التى يقدس فيها قيمة مصر، ويتلمس باباً لخروجها من محنتها الحالية. «الخال»- فى حواره مع «فيتو» يتحدث بصراحة ووضوح عن مصر الجديدة.. عن الرئيس الإخوانى محمد مرسي.. وعن ناصر والسادات ومبارك.. وأشياء أخرى كثيرة فإلى نص الحوار: سلامتك ياخال.. ما أخبار صحتك؟ - منذ دخول المرض صدرى وانا احاول أن «أداديه» فأعقد معه صفقة أو هدنة، لكنه اشترط ابتعادى عن التوتر والعصبية، ونحاول تنفيذ الهدنة بشكل أو بآخر، لكن المرض يتمرد أحياناً ليعيق مسيرتى ويسرق منى طاقة الحياة، ولكن بداخلى رغبة الاستمرار، وقد حرمنى المرض من المشاركة الفعالة فى الحياة الاجتماعية والسياسية، وأحاول تعويض ذلك بكتابة القصائد والحديث إلى الاصدقاء، ومع أننى بعيد عن الساحة منذ أربع سنوات، إلا أننى لست منفصلاً عما يدور فى الشارع. هل توقظ الضمائر بمربعاتك الشعرية فى جريدة «التحرير»؟ - أنا لا اوقظ الضمائر بقدر ما أحاول إزاحة غيامات سوداء وافكار مضللة، فهناك قوى تعمل لانحراف مصر عن طريقها وتغيير ذاتها الحقيقية، وما أصنعه فى المربعات لوصف أحوالنا السياسية أملا فى بعث الأمل فى مواجهة الظلمات الراهنة، وتوليد حلم جديد ينتظره الملايين، وأقدم «المربعات» لأحافظ على تراث أجدادى وحكمتهم، ويجب أن يعى الجميع أن «المربعات» تختلف عن «الرباعيات» وقد غرقت فى بحار السيرة الهلالية لمدة نصف قرن، كتبتها من خلال «المربع» وهو عبارة عن أربع شطرات، تتوافق فيه قافية الشطرين الأول والثالث، أما الشطر الثانى فيتوافق مع الرابع، ليخرج منه الحكمة، وبالمناسبة ما يشاع عن أن «المربع» ينسب للشاعر أحمد بن عروس هى قصة غير حقيقية، ومن أجل ذلك قمت بتأليف كتاب أوضحت فيه أن ابن عروس هو صوفى تونسي، لم يزر مصر على الإطلاق، وقد اختلق الناس هذه الرواية للتضليل والمربع ترجع أصوله إلى شعراء ليبيا وتونس والجزائر والمغرب. بعد وصول الإخوان للحكم.. كيف ترى المشهد الراهن؟ - من يقرأ مربعاتى اليومية يجد بها موقفى منهم، فالإخوان المسلمون لا يريدون أن يشاركهم أحد فى «النهيبة» التى أسقطها القدر فى حجرهم وجيوبهم، ونحن كمصريين شرفاء نحب مصر لا نسمح بهذه السرقة الإخوان هيخربوها، وعموماً فالحياة مد وجذر، وإذا انتهى اليوم، فالغد قادم، والمعركة مستمرة. مصر رايحة على فين يا خال؟ - بانفعال .. لا أحب هذا السؤال، فمعانيه تحمل الخوف والقلق واليأس، أنا أضع التفاؤل والأمل أمام عيني، ولولاهما ما عشنا ولا ذقنا للحياة طعماً، ويجب أن نقول: إن مصر سوف تذهب فى الاتجاه الذى نريده، مع أن هناك بعض المتربصين والمتاجرين بالسياسة والدين، هؤلاء يحاولون هدم كيان كبير وصرح شامخ هو مصر، ولابد أن نقاتلهم وندافع - بكل ما أوتينا من قوة - عن ميراث مصرى كبير جداً، بدأ بمحمد على باشا وانتهى بعبد الناصر، ويجب علينا الحفاظ على نضال من سبقونا، ونضالنا نحن، لتتوارثه الأجيال القادمة، وإذا خان أحدنا هذا الميراث فنكون قد شاركنا فى الجريمة، التى يحاول «الإسلامجيون» والانتهازيون والفاسدون، ارتكابها الآن، بتفصيل دستور «على مقاسهم» لا يعبر عن هذه الأمة، ليأخذوا مصر إلى طريق مجهول، يجب أن نقف فى وجه هؤلاء الناس لنصيغ دستوراً حقيقياً ينير الطريق ويهدى الناس إلى الطريق الصحيح، بدون «لوغاريتمات» مبهمة تدمر مستقبلنا وصدقني، فمصر سوف تذهب فى الطريق الذى نحب أن تذهب إليه، وقد سعدت جداً بأول محاولة لضم أشلاء الوطن، بتجمعات القوى الوطنية تحت راية واحدة، وهذه أولى خطوات تصحيح المسار، وهذه الخطوة من أهم خطوات تاريخ مصر بعد الثورة، ومع أنها تأخرت إلا أنها خطوة مهمة، لأنها تزيح الظلمات التى نعيشها، وتبدد اليأس الذى ملأ القلوب، وتساعد على التصدى لتغول التيارات الإسلامية. عدى النهار.. هل نعيش مرحلة الغروب أم أننا مقبلون على ليل أسود؟ - نحن مقبلون على الغروب ونتمنى ألا تدخل مصر الليل، ويجب أن نعلم أنه إذا لم نقف معاً وبقوة فسوف تحدث الفوضى ويعم الفساد أكثر مما رأيناه فى عصر مبارك، وبالتالى ينبغى على الجميع إدراك أن «الدين لله والوطن للجميع»، وإذا لم يحدث هذا نعود - مجدداً - إلى دوامة البحث عن لقمة العيش وضيق الحال وتندلع ثورة الجياع، والمصريون يعانون - الآن - من الحصول على القوت الضروري، والفتاوى الدينية العقيمة لا تكفى لسد احتياجات المواطن الضرورية، وإذا لم تقف هذه الدعاوى إلى جانب المواطن البسيط حتى يفقد الإنسان السيطرة على نفسه تقع الكوارث، التى لا نتمناها وليعلم الجميع أن الشعب المصرى كان طفلاً، وبعد ثورة 52 يناير شب على الطوق وخدع الصبر، وأصبح شعباً آخر يصنع المعجزات، حينما خرج من الأسفلت وملأ الشوارع والميادين، ولا يعلم أحد من أين جاء. لنرجع قليلاً إلى الوراء.. ما ذكرياتك مع جمال عبد الناصر؟ - اعتقلنى عبد الناصر ستة شهور مع بعض زملائى من مبدعى الستينيات ومع ذلك أكتب عنه بحرارة، فلم أر زعيماً يضاهيه فى وطنيته وذمته المالية، وفى ذكراه الثانية والأربعين كتبت له قصيدة بعنوان «موال.. لجمال» عرفاناً له بالجميل، فلا يمكن نسيان ما فعله ناصر بتأجيج المشاعر الوطنية وإلهاب حماس الجميع للدفاع عن الوطن ضد الاستعمار وقد ساهم فى بناء مصر، فأنشأ السد العالى وأسس المصانع والمؤسسات وأنتج نهضة ثقافية وفكرية، وكل من جاء بعده يحاول هدم ما بناه ناصر. كيف عشت أيام السادات؟ - السادات كان يريدنى «شاعراً للسلطان» وبعد محاولاته المتكررة فشل فى تجنيدى لهذه المهمة، فقدمنى للمدعى العام الاشتراكى ليحاكمنى بقانون «العيب» وأجريت معى التحقيقات فى نيابة أمن الدولة العليا - وعلى ما أتذكر - قال المستشار عبد المجيد محمود - النائب العام الحالى: لن يخرج الأبنودى من هنا إلا على المدعى العام الاشتراكي»، فكانوا يبحثون لى عن تهمة، وبالفعل ذهبت إلى المدعى الاشتراكى بعد أسبوع من أجل «التحقق» وليس «التحقيق» وهذا يدل على تخبطهم وارتباكهم فى اتخاذ القرارات، وفى النهاية كان الأمر مضحكاً، فهناك حقيقة يعلمها الجميع أننى لا أجيد «صناعة البطولة»، لكن هذا هو الثمن الحقيقى الذى أدفعه للدفاع عن وطني، ولأمنع عنه أى خطر يهدد بتأخره وارتداده. وما ذكرياتك مع حرب أكتوبر؟ - قبل اندلاع الحرب بأيام كنت فى إنجلترا، وتم إغلاق المجال الجوى المصري، فلم أتمكن من العودة للوطن، فكنت أذهب يومياً إلى صديقى السيد صالح - رئيس القسم العربى بهيئة الإذاعة البريطانية «CBB» - لأتابع أخبار حرب أكتوبر لحظة بلحظة، وقد منحنى وجودى فى انجلترا الفرصة لأرى آثار الحرب من وجهة نظر الغرب، وكان لى شرف مشاهدة أضخم معركة دبابات للجيش المصرى فى التليفزيون البريطاني، وقد شاهدت انتصار مصر بعيون أعدائها، وللأسف لم ير المصريون الأفلام الحقيقية لذلك اليوم العظيم فلم يكن أى مصور سينمائى مرافقاً لقواتنا المقاتلة، وعندما عدت إلى مصر فى بداية عام 4791 كتبت أغنية «صباح الخير يا سينا» والتى غناها عبد الحليم حافظ. كيف كانت طبيعة علاقتك بالرئيس المخلوع حسنى مبارك؟ - كان يتصل بى وقت مرضي، ولا علاقة بيننا ويعتقد كثيرون أننى سافرت للعلاج على نفقة الدولة، وهذا كذب، فالحقيقة أن سفرى كان على نفقة صديقى الشاعر الأمير السعودى عبد الرحمن بن مساعد، الذى أرسل لى طائرة خاصة تقلنى إلى فرنسا، وتحمل الأمير تكاليف علاجي، وكنت قد وضعت مبلغاً بأحد المستشفيات المصرية الخاصة - قبل سفرى - وعندما جاءت فرصة سفرى للعلاج بالخارج، طالبت المستشفى بأموالي، فقالوا إنها دخلت فى الحسابات ومن الصعب استردادها، ولم أحصل عليها، وهذا ليس جديداً على عصر مبارك الذى استشرى فيه الفساد فى جميع المؤسسات. عقد الرئيس محمد مرسى لقاء مع الفنانين، هل لو وجه دعوة للأدباء تلبيها؟ - لن يدعوني، أنا رافض ومعارض بصراحة ووضوح ودون نفاق، والحكام كانوا يقومون بإرسال دعوات إلى الأدباء والشعراء من حين إلى آخر، وحسنى مبارك كان يدعوهم لمجرد «القعدة» وكل ما كنا نقترحه لا ينفذ منه أى شيء، فكان ذلك مجرد تحصيل حاصل، أما ما يحدث الآن فهو كارثة، فالسلفيون يوجهون الشتائم الوقحة للفنانين والفنانات لاستعراض عضلاتهم، والتيارات الإسلامية - عموماً - معادية تماماً للفن والإبداع، هم يرون وجودنا غير مبرر، وأننا ضد تقدمهم! الأغنيات الوطنية الحالية «باهتة» .. لماذا؟ - للأسف هناك مطربون متحولون فقد كان للسادات مطربون منافقون، وكان لمبارك «مطبلاتية» ومثل هؤلاء موجودون بوفرة، ينتقلون من غصن إلى غصن، لديهم القدرة على «مدح الشيطان» إذا تولى الحكم، والأغنية الوطنية التى كانت تثير وجدان الشعب وتلهب حماس الأمة غابت عن إذاعاتنا، تلك التى كانت تغنيها أم كلثوم وعبد الحليم وشادية ونجاة ومحمد رشدى ومحمد قنديل ومحمد عبد المطلب، الآن تقتحم الأغنيات الدينية الإذاعة، ففقدت الإذاعة ميراثاً غنائياً كبيراً كان يشد من أزر الأمة العربية بأكملها وينير لها الطريق. هل كتبت قصيدة لا تريد لها أن ترى النور؟ - لا أؤمن بالشعر السرى الذى يكتب فى الخفاء، القصيدة لا تسمى قصيدة إلا بمباركة الناس، وتلقى أمام جمع غفير، اقرأ قصائدى - طوال حياتى - فى النور، وبسبب شعرى عوقبت بقطع عيشي، طردونى من جميع الأماكن، هددونى بالقتل، شعرى كان يكشف حقائق يغيبها النظام عن الشعب، لذا كان يقلقهم كثيراً، وكانوا يمارسون الفساد والظلم والقهر، تحديتهم بالقصيدة، ولأننى رجل «من الصعيد الجواني»، فلا أنصاع لأوامر الجلاد، وتحذيراتهم لم تكن تعنينى ولا أهتم بها، لأن الشعر «حياتي». هل مازلت تحتفظ بميراث «فاطنة» والشيخ الأبنودي؟ - الحمد لله لم أفرط فى ميراثهما «فاطنة» عليها رحمة الله، لا تزال معلمتى وملهمتي، أفضالها فى عنقى والشيخ الأبنودي، رحمة الله عليه، كان رجل دين طيباً، كان يدعو إلى التسامح والحب والإخاء، عكس الإخوان والسلفيين - الآن - الذين خرجوا بفتاوى أدت إلى تفريق الناس وسقوطهم فى بحار عميقة، وعن نفسى لن أفرط فى ذرة واحدة من ميراث «فاطنة» و«الأبنودي» وأعتقد أنه لا أحد يشكك فى كيانى وجذورى الثابتة وحبى لتراب بلدي، ولازلت - رغم مرضى - أناضل لآخر نفس من أجل مصر، لترضى عنى الحاجة «فاطنة» والشيخ «الأبنودي».