تزمنًا مع ضربات إيران وإسرائيل.. العراق ترفع جاهزية قواتها تحسبًا لأي طارئ    لم تنجح إلا طالبة واحدة.. رسوب جماعي لطلاب الشهادة الإعدادية في مدرسة ببني سويف    الصين تستعد لإجلاء رعاياها في إسرائيل عبر معبر طابا الحدودي اعتبارا من الغد    الجيش الإسرائيلي يُنفذ سلسلة من الضربات في طهران ومناطق إيرانية أخرى    في مباراة توقفت أكثر من ساعة ونصف.. سالزبورج يفوز على باتشوكا ويتصدر المجموعة    كأس العالم للأندية، يوفنتوس يقسو على العين الإماراتي برباعية في الشوط الأول    زيزو يوضح حقيقة الخلاف حول ركلة جزاء تريزيجيه    أحمد الجنايني ينفي شائعة زواجه من آيتن عامر ويتوعد مروجيها    إسرائيل: منظومات الدفاع الجوي الأمريكية اعترضت موجة الصواريخ الإيرانية الأخيرة    بدء صرف مرتبات يونيو 2025.. والحد الأدنى للأجور يرتفع إلى 7 آلاف جنيه الشهر المقبل    تراجع مخزون النفط الخام في أمريكا بأكثر من التوقعات    الدولار ب50.50 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الخميس 19-6-2025    ملف يلا كورة.. ثنائي يغيب عن الأهلي.. مدير رياضي في الزمالك.. وتحقيق مع حمدي    ترقبوا خلال ساعات.. ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية بالأقصر 2025 (رابط الاستعلام برقم الجلوس)    إيران تعتقل 18 شخصا كانوا يصنعون طائرات مسيرة بمدينة مشهد لتنفيذ هجمات لصالح إسرائيل    إيران: اعتقال 18 عميلًا إسرائيليًا متورطين في تصنيع مسيرات هجومية وتجسسية    ‌جيش الاحتلال: ننفذ حاليا سلسلة من الضربات فى طهران ومناطق أخرى بإيران    محمد رمضان وهيفاء وهبي في حفل مشترك ببيروت.. وديو غنائي مرتقب مع عايض    فواكه تساعد على طرد السموم من الكبد والكلى    بنهاشم: تسديد 12 كرة على المرمى يؤكد اختراق الوداد دفاعات مانشستر سيتي    من قال (لا) في وجه من قالوا (نعم)؟!    بين الاعتراض على الفتوى وحرية الرأي!    تعرف على موعد حفل محمد رمضان وهيفاء وهبي في لبنان    تموين الإسماعيلية تكثف حملات المرور على المطاعم (صور)    رامي ربيعة أساسيا مع العين ضد يوفنتوس فى كأس العالم للأندية    تصعيد غير مسبوق: حاملة الطائرات الأمريكية الثالثة تتمركز قرب إيران    خالد الغندور يكشف صدمة للأهلي بسبب مدة غياب طاهر    دور الإعلام في نشر ودعم الثقافة في لقاء حواري بالفيوم.. صور    سماوي: مهرجان جرش في موعده وشعلته لن تنطفئ    هل الحسد يمنع الرزق؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح    قلت له أتركها لوسام أبو علي.. زيزو يكشف كواليس خلافه مع تريزيجيه على ركلة جزاء لقاء إنتر ميامي    5 جرامات تكفي.. تحذير رسمي من «الملح»!    «الزاوية الخضرا».. ديكور «الواحة الداخلية» في منزلك    الصحة تحذر من 5 شائعات عن استخدام اللولب النحاسي كوسيلة لتنظيم الأسرة    لو رايح مصيفك في مطروح... اعرف مواعيد قطارات الصيف 2025 من وإلى القاهرة    «مصر للطيران للأسواق الحرة» توقع بروتوكول تعاون مع «النيل للطيران»    رسميًا.. آخر موعد لحجز شقق الإسكان الاجتماعي 2025 بعد مد فترة التقديم الإلكتروني    كوريا الشمالية عن الهجمات الإسرائيلية على إيران: تصرف غير قانوني.. وجريمة ضد الإنسانية    ريبيرو: بالميراس يمتلك لاعبين مميزين ولديه دفاع قوى.. وزيزو لاعب جيد    المغرب 7,57م.. أوقات الصلاة في المنيا والمحافظات الخميس 19 يونيو    17 صورة من حفل زفاف ماهيتاب ابنة ماجد المصري    أحدث جلسة تصوير ل بوسي تخطف بها الأنظار.. والجمهور يعلق    هند صبري تستعد لبطولة مسلسل جديد.. وصبا مبارك تواصل النجاحات وتنتظر "220 يوم"    السفير السعودي بالقاهرة يلتقي نظيره الإيراني لبحث التطورات الإقليمية    ما حكم سماع القرآن أثناء النوم؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)    سعر البطيخ والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 19 يونيو 2025    انخفاض جديد في عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 19 يونيو محليًا وعالميًا (تفاصيل)    حفار بترول قديم ومتوقف عن العمل يسقط فى رأس غارب دون إصابات    دموع الأب تسبق النعش.. «السيدة زينب» تودّع ابنها طالب الثانوية العامة ضحية العقار المنهار    إعلام إسرائيلي: الجيش أعلن شن غارات على نحو 20 موقعًا نوويًا إيرانيًا ومواقع أسلحة    بالأسماء.. إصابة 11 شخصًا بحادث تصادم في البحيرة    ملفات تقنين الأراضي| تفاصيل اجتماع رؤساء الوحدات المحلية بقنا    احتفالية لرسم البهجة على وجوه ذوي الهمم بالفيوم.. صور    حسام صلاح عميد طب القاهرة ل«الشروق»: انتهاء الدراسات الفنية والمالية لمشروع قصر العينى الجديد    هل يجوز للزوجة زيارة والدتها المريضة رغم رفض الزوج؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: «داري على شمعتك تِقيد» متفق مع صحيح العقيدة فالحسد مدمر (فيديو)    جامعة الأزهر ضمن أفضل 300 جامعة بالعالم وفقًا لتصنيف US NEWS الأمريكي    الشيخ خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالرحمن الأبنودى يواصل اعترافاته ل«صوت الأمة»: «عبدالناصر» هو الجوهرة المضيئة فى تاريخنا المعاصر رغم سجنى فى زنازين دولته البوليسية!
نشر في صوت الأمة يوم 22 - 11 - 2012

وقعت كارثة فى بلدتنا بقنا، حيث انهمرت السيول وجرفت معها البيوت، وكنت طفلاً صغيراً، حين رأيت سيارة مكشوفة تتحرك ببطء وسط المياه التى تغطى وسطها.. اقتربت من السيارة بصعوبة والمياه تغمر نصف جسدى وسألت الرجل ذا الطول الفارع الواقف بداخلها: أنت جمال عبدالناصر: قال أيوه فسألته: عاوز أسلم عليك. فانحنى عبدالناصر وصافحنى، ولم أنس نظرة عينيه الساحرتين وهى النظرة التى صنعت كاريزمته!
ومرت سنوات.. ووجدت نفسى سجيناً فى زنزانة عبدالناصر بسبب جهرى برأيى فى الدولة البوليسية.. وبرغم سجنى.. فإن عبدالناصر هو الاشراقة الثورية الحقيقية فى حياتنا والجوهرة اللامعة فى تاريخ مصر المعاصر!.
هكذا يقول شاعرنا الكبير عبدالرحمن الأبنودى مواصلاً حواره مع «صوت الأمة»:
علاقتك بالسلطة محل تساؤل الرؤساء الثلاثة السابقين فماذا عن ذلك؟
- الحمد لله كنت محل نظر جميع الرؤساء السابقين ومن ثم فالجميع توددوا إلىَّ وسعوا ان أكون قريبا منهم، ولكن الناس لا يفرقون بين شاعر وآخر برغم ان اختلاف مكانة كل منهما على سلم الابداع، فهناك من هو متفرد ومن هو أقل منه وليس ذنبى انه لم يحدث ذلك مع الآخرين لأن الرؤساء يعلمون من أجهزتهم من الشاعر المؤثر فى الناس ومن هو محل تقديرهم ومن الصادق ومن ذو القيمة فيسعون إليه بينما الآخرون يسعون للسلطة وترفضهم أو تقبلهم كعملاء أو كخدم وأداة من أدوات اللغوصة فى المجتمع، فالرئيس عبد الناصر لم يعرفنى الا بالصدفة حين كان فى طريقه إلى منزله وسمعنى ألقى قصيدة فى عبد المنعم رياض بعد الانتهاء من جنازته فقال هذا الرجل أقرب الأصوات لى منذ النكسة، ولم يقولوا له اننى كنت معتقلاً وافرج عنى منذ شهرين فقط ومن ثم سارع شعراوى جمعة وزير الداخلية فى ذاك الوقت باستضافتى فى برنامج شريط تسجيل للإعلامية سلوى حجازى فى أمسية ثقافية للأساتذة نجيب محفوظ واحمد بهجت وفى هذه الليلة قلت رأيى بصراحة فى دولة عبد الناصر البوليسية التى كنا نعيشها ومن ثم فبعض المثقفين والشعراء الذين لم يكفوا عن طعنى على طول المسيرة قالوا ان هذا الكلام لا يمكن ان يقال لشعراوى جمعة الا اذا كان متفقاً عليه منكرين علىّ شجاعتى وصدقى فى الوقوف فى وجه السلطة بالرغم من انه كان يمكنهم ازالة الفقرات التى لا يرغبون فيها اثناء المونتاج ولكنه لم يحدث لانه حسبما عرفت فيما بعد انه بناء على تنبيه عبد الناصر تركوا التسجيل، لدرجة ان بعض الشعراء المكسحين الذين لا يعرفون سوى كتابة بعض الأغانى ذهب به الخيال والتحشيش إلى ان لى مكتباً داخل مكتب شعراوى جمعة ! أما الرئيس السادات فقد حاول كثيرا طلب ودى لأكون صوته رغم انه كان يحسبنى على عصر عبد الناصر حتى حين ذكرت صلاح جاهين فى دواوينى قال: أليس الأبنودى هو الذى قال: ومنا فينا الموج والمركب والصحبة والريس والميناء بمعنى أنى شاعر عبد الناصر ومع ذلك كان يطلب ودى لأكون صوته باشعارى ولكنى لم أقبل حتى بلغ الأمر انى قلت لسكرتيره الخاص فوزى عبد الحافظ الذى كرر الاتصال بى فى تليفون منزلى هذا بيت شريف وأنا رجل صنعنى الشارع المصرى فلو سمحت لا تتحدث هنا مرة أخرى وكان السادات على السماعة الأخرى وكنت أعلم ذلك فقال بصيغة تهديد خفى حاضر! وبعدها انضممت إلى حزب التجمع لأعلن فقط أنى لست رجل السادات. ومن ثم عوقبت وحقق معى فى نيابة أمن الدولة العليا التى ارسلتنى للمدعى العام الاشتراكى للمحاكمة بقانون العيب! الذى لم يحاكم به فى مصر الا اثنين فقط وهما محمد حسنين هيكل القيمة العليا فى حياتنا والعبد لله ومع ذلك يطلقون علىّ عميل السادات ! فهذه اللعبة لن يستطيعوا ان يتخلوا عنها لأنهم يعيشون بها ويحيون عليها ليشككون فى دائماً برغم انهم يعلمون انى لم أكن يوماً مدعيا للبطولة ولم أكتب عن سجنى أو معاناتى مع الأنظمة وكنت أذهب للتحقيق معى وأعود إلى الاذاعة فى برامجى ولم أتحدث قط عن شىء خاص بى فى الوقت الذى كان الآخرون يتباهون بذلك إذا حدث معهم، فلو عملت عقلى بعقلهم ممكن أدخلهم السجن لأنهم يهاجموننى علنا فى الفضائيات لدرجة الاباحة وقلة الأدب ومع ذلك يحلمون ان ادخل معهم فى جملة مفيدة ولكنى أكبر من ذلك لأن ما يقال عنى من افتراء وكذب سوف يذوب ويصبح (تاريخ تافه).
أما بالنسبة لعلاقتى بمبارك فكان دائم التودد لى والسؤال عنى فى مرضى ولكى يعلم الناس ان علاجى على نفقة الدولة لم يتم الا فى المرة الأولى فقط وليعرف الجميع انى لم استخدم شعرى أبداً لخدمة الزعماء بل كنت أرفض ودهم حتى لا يتخيلوا انى مستعد لذلك والقصيدة الوحيدة التى كتبتها كانت لعبد الناصر بعد وفاته ب 41 عاماً .
لماذا سجنت فى عصر عبدالناصر؟ وما هى المدة التى قضيتها فى محبسك، وماذا عن أهم الأشعار التى كتبتها فى الزنزانة ؟
- سجنت فى عصر عبد الناصر لأننى كنت انضم إلى حركة شبابية أصغر من ان تكون تنظيماً وكنا نعبر فيها عن رأينا فى نظام الدولة البوليسية لعبد الناصر ومن ثم اخبره رجاله بأن هناك مجموعة من الشباب يعملون على قلب نظام الحكم ولابد من تهذيبهم بالسجن ومن ثم ارسلنا إلى سارتر نخبره ان مصر تسجن شعراءها، وقد كان يرفض الذهاب إلى اى دولة تحبس أدباءها وشعراءها فعرف عبد الناصر اننا مسجونون وخرجنا من محبسنا بعد زيارة سارتر للقاهرة بعد ستة شهور من الحبس وفى هذه الفترة كتبت أجمل قصائدى، حيث انتهيت من ثلثى قصيدة سيرة انسان التى كتبتها على ورق البفرة وبقلم كوبيا فى حجم عقلة الأصبع، بالاضافة إلى بعض المواويل ومنها الأرض والعيال و الزحمة ومنذ ذلك اليوم أصبحت أحب السجن جداً واغضب ممن يسىء إليه.
لماذا ؟
- جدار السجن هو آخر جدار يمكن للإنسان ان يرتكز عليه ومن ثم يمكنه محاسبة نفسه لكى يعرف قدرته على النضال من أجل وطنه، وأتذكر ان بعض المساجين الذين سجنوا معى قالوا من لم يسجن مع الأبنودى لم يعرف حلاوة السجن.
هل التقيت الرئيس عبد الناصر وتحدثت معه ؟
- المرة الوحيدة التى قابلته فيها كنت طفلاً صغيراً عام 1954، حيث حدثت سيول رهيبة أغرقت بلدتنا الصغيرة بمدينة قنا وهدمتها فانتفض مجلس الثورة بأكمله وحضر الفنانون والمطربون جميعاً فى قطار الرحمة لمشاركة اهالى الصعيد ومن ثم خرجت مع أصدقائى بشغف لرؤية شادية و فايزة و فاتن حمامة وكمال الشناوى ومريم فخر الدين وغيرهم وقد شاهدت رجلا طويلا بطول النخلة يخرج من سيارة مفتوحة المياه تغطى نصفها تقريباً فى سوق البوص والنجيلة فسألت صديقى من هذا فقال هذا الرجل يشبه عبد الناصر فخضت فى المياه إلى ان اقتربت من السيارة لأراه وطبعا لم يكن معه حراسة ثم سألته أنت عبد الناصر؟ فقال نعم فقلت له عايز أسلم عليك وبالفعل انحنى بشدة من السيارة العالية ليستطيع ان يمسك بيد العيل الحافى الغرقان فى المياه وسلم على صامتا واهتززت جداً من نظرة عينيه التى يطلق عليها كل من يعرفه كاريزما عبد الناصر ثم استدرت مرة أخرى لأعود إلى أصدقائى.
هذا يعنى انك شخصية جريئة منذ طفولتك؟
- ليست جرأة منى بقدر ما كان عبد الناصر إنساناً جميلاً جداً ولا يمكن لحاكم ان نراه غارقا فى المياه فى هذه المنطقة ودون حرس فى حين نرى حالياً من يذهب للصلاة يأخذ معه جيشاً من الأمن فلا نكاد نراه من كثرة زحام العساكر حوله.
قصيدة موال لجمال حالة ابداعية من روعة وبلاغة وصفك للرئيس عبد الناصر بالرغم من انك لست ناصرياً؟!
- عبد الناصر هو الاشراقة الثورية الحقيقية فى حياتنا والقصيدة الوحيدة التى كتبتها تمجيداً لأحد الزعماء كانت له بعد 41 عاماً من وفاته لعظمته، فلقد رأينا وعرفنا بعده الحكام لنقدر قيمة ما فعله مع الشعب المصرى ومن ثم فإن عبدالناصر جوهرة فى تاريخ مصر وعدم تمجيده تقصير وعمى سياسى، ولقد كنا ننتظر ان من يأتينا بعد الثورة رئيس مثل عبد الناصر ولكن خاب أملنا فينا وفيهم وفى كل شىء لأننا فرطنا فى الأمور بصورة مبتذلة ونستحق ما يحدث لنا وأرجو ان يكون ذلك دافعاً للاستنهاض واعادة النظر فى موقفنا المتخاذل من ثورة 25 يناير.
ماذا عن الحركة النقدية فى مصر؟
- لا توجد فى مصر حركة نقدية وأعرف أننا نشأنا (على ذراعنا) كما يقول الفلاحون عن الذين لا يملكون شيئا وينحتون فى الصخر من أجل ان يعيشوا ، أى اننا نشأنا بلا حركة نقدية لتنير لنا الطريق أو تحتفى بنا بل ان كل الحفاوة تأتى من قلب الشارع لأنه متقدم عن الحركة النقدية فى بلادنا.
ماذا عن المربعات الشعرية التى تكتبها يومياً فى جريدة التحرير مستفيداً من تجربتك الطويلة فى السيرة الهلالية؟
- مربعاتى الشعرية نتاج خبرتى مع الحياة وعراكى معها وعراكها معى فهى حصاد العمر وخليط من شجاعة وحسرات وحب حقيقى لهذا البلد الذى عشقناه حتى بمراراته، واخلاص كامل للشعر والصدق والحقيقة كما انها ايضاً وقفة مقاومة ضد الزيف والكذب والنصب والتحايلات باسم الدين للاستيلاء على مقدرات الأمة، بالاضافة إلى انها خلاصة تجربتى الشعرية وأحمد الله على هذا الصدى الواسع لها بين الناس وخاصة بين الأجيال الشابة التى ابتعدنا عنها طويلاً ولكن المدهش فى الأمر انه لم يكتب عنها عدا مقالين فقط احدهما للاستاذ حمدى رزق والآخر لخالد كساب وكأنهما على ما يبدو يعتبران ان الكتابة عنها تعد من قبيل الدعاية للجريدة التى اكتب فيها وهذا بالطبع أمر ساذج! ولذا انتزع مكانتى وقيمتى بنفسى ليس من خلال النقاد أو الشلل أو الاحزاب فلا أملك إلا قلمى ومنذ أن أقمت فى ريف الاسماعيلية بين أهلى وناسى البسطاء لم يعرف أحد مكانى الا المقربون من فكرى وقلبى وعقلى .
صفحتك على الانترنت تنقل آراءك إلى الشارع فماذا عنها ؟
- ليست لى اى صلة بهذه الصفحة أو بالكمبيوتر بشكل عام، حيث قررت ان أظل محتفظاً بصفاء عقلى بعيداً عن هذه الوسائل الالكترونية التى أراها تستهلك الوقت بشكل كبير من بناتى لدرجة لا يمكن كبحها ولكنى أحب ان اتعمق فى مصير هذا البلد ومن ثم قراءاتى لجميع الكتاب السياسيين الذين اعتز بهم وعلى رأسهم الاستاذ الكبير عبد الحليم قنديل الذى لم التق به حتى الآن وليس لأن هذا الحوار فى صحيفته ولكن لأنه لا يخشى فى الحق لومة لائم وأحيانا يخيل لى انه يصل إلى مراحل جنونية فى حواره مع الآخرين لدرجة اننى أراه يلامس الجنون فى دائرة الحوار من أجل مصر وذلك لأنه إنسان حقيقى جداً ويعيش ما يراه وما يحسه و ما يقوله وله بصيرة كاشفة لأمور وطنه، بالاضافة إلى بعض الأخوة فى الحياة الصحفية والثقافية الذين أفرح برؤاهم الفكرية.
فى قصيدة الميدان قلت: آن الأوان ان ترحلى يا دولة العواجيز!!
فهل رحلت بالفعل ؟
- هذه القصيدة كتبتها للأنظمة التى كانت تحكمنا برغم ان الثورة قامت بيد الشباب الا ان من استولوا عليها وحكمونا عواجيز ايضا والعجز ليس بالضرورة ان يكون فى العمر ولكنه فى الفكر ولاشك ان الفكر الإخوانى والسلفى عجوز جداً.
هل للديمقراطية ثمن لابد ان يدفعه الشعب المصرى ؟
- للديمقراطية ثمن فادح يجب ان يدفع، وقد دفع الشعب الثمن فى ثوره 25 يناير ومازلنا نقنع الشعب بالاستمرار فى ذلك لأن من الممكن ان تقول الجماهير ان حكامنا بعد الثورة كلهم مصائب ولكن علينا ان نبصرهم بأن هذا الثمن لابد ان يدفع لنجنى الثمار الحقيقية للثورة لأن حجم الشهداء والمساجين و التعذيب المرير للثوار يجب ان يحقق اهدافها التى لم تتحقق حتى الآن ، لان من استولوا عليها شاركوا الجلادين فى عقاب الثوار وسجنهم وتعذيبهم، أما القتلة والارهابيون فقد تم العفو عنهم ليخرجوا من سجنهم، بينما الثوار لايزال منهم المعتقلون حتى الآن .
برغم سوء المرحلة الحالية الا ان الديمقراطية هى التى جاءت بالحزب الحاكم للسلطة ؟
- هذه مرحلة فى حياة الديمقراطية ، وبرغم ان الانظمة الدينية لا تعترف بالديمقراطية ولا تحترمها بل تعتبرها كفراً ولكننا نعلم انه لولا الديمقراطية لما جاءوا إلى الحكم وبالديمقراطية سوف يسقطون ايضا لأن معركة الديمقراطية تحتاج إلى تفتح كبير وخبرة ولا أعتقد ان من يحكموننا يملكون هذه الرؤية لأنهم لا يستطيعون ان يروا إلا مصالحهم ومكاسبهم القريبة.
ماذا عن أزمة الشعر فى العالم العربى؟
- آن الأوان للنظر فى هذه الأزمة مع وجوب الاحتفاء بالانجازات الحقيقية التى تدفع بدماء جديدة فى عروقه فالشاعر لا ينضب أبداً وكما يقول بعض الأصدقاء إن الأبنودى شاعر لم يقرأ بعد ومن ثم بدأ شباب الثورة يبحثون فى قصائدى القديمة ليستخرجوا ما يتناسب منها فى نقد النظام الحالى.
ماذا عن أحلامك الشعرية ؟
- احلم باليوم الذى اكتب فيه عن جمال الحياة وروعتها، اكتب عن الزهور والطيور والحبيبة ، عن ابتسامات البسطاء فى الطريق وعودة كلمتى صباح ومساء الخير بين الناس، اكتب عن نجوم السماء وأحلام الصبايا فالشعر بالذات يحول صاحبه تحت وطأة الظروف إلى «اسفنجة» تمتص كل ما هو حولها بل حتى ما هو عالق فى الجو لا تراه ، والقصيدة نتاج عصر هذه الاسفنجة التى تضغط عليها يد الظروف اليابسة المعروفة ،ان العمل الإرادى للشعر الحق إنما يكون داخل القصيدة وليس فى قرار الكتابة الذى لا إرادة للشاعر فيه وإنما تمليه عليه مشكلات الحياة ومن حوله والحلم بغد أجمل لوطنه وشعبه ولن أتمكن من الكتابة عن أى من تلك الأمور قبل ان يزول نكد الناس ويمن الله علينا بمن يحبنا من الحكام فيحاول تجميل الحياة وهذا لا أراه فى المستقبل القريب سواء من التيارات الإسلامية أو منا لأننا مازلنا بعيدين كل البعد عن جماهير الشعب المصرى وقضاياه الحقيقية، ولذلك فمعظم قصائدى حزينة فى هذه السنوات، ويسأل الناس لماذا انت متشائم فأقول انا لست متشائماً أنا مجرد رجل حزين.
قصائدك وأشعارك ومواويلك حالة فريدة فى العالم العربى تشجى النفس، من صاحب الفضل فى هذا الابداع المتعمق فى شخصيتك؟
- أمى هى صاحبة الفضل فى تكوين شخصيتى وطلاقتى فى شعر العامية لأنها كانت تحفظ أغانى التراث المصرى وتنشدها عن ظهر قلب وكانت تعرف حبى للشعر فكانت تشجعنى على كتابته.
ماذا تتمنى لمصر ؟
- اتمنى ان تصبح كما نتمناها ونحبها ونحلم بأن يعيش أبناؤنا فى ظلها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.