الرئيس السيسى ناعيا الدكتور عمر هاشم: سيظل علمه الغزير باقيا وراسخا على مر الزمان    رسميا.. تسليم خطابات الترشح لمرشحى مستقبل وطن    الرئيس السيسي يتابع انتظام العام الدراسي ويوجه بصرف 1000جنيه حافز تدريس" شهرياً للمعلمين    وزير الخارجية: مصر ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمنها المائى    بقيمة 180 مليون جنية..ضبط 2,5 طن مواد مخدره بحوزة عصابة جلب المخدرات بالسويس    هكذا ارتفعت قيمة الصادرات المصرية خلال يوليو 2025 لتبلغ 3.7 مليار دولار    محافظ الجيزة: توزيع 2 طن من لحوم صكوك الأضاحي على الأسر الأولى بالرعاية    انتهاء صلاة الجنازة على الدكتور أحمد عمر هاشم بحضور شيخ الأزهر وكبار العلماء    جوتيريش يدعو لوقف الهجمات الإسرائيلية فى غزة واغتنام خطة ترامب لإنهاء الصراع    حلم الصعود.. منتخب مصر يقترب من التأهل إلى المونديال    ارتفاع سعر الجنيه الإسترليني أمام الجنيه المصري في تعاملات الثلاثاء 7 أكتوبر 2025    الداخلية تكشف ملابسات فيديو لقائد سيارة سمح بتحميل أطفال بصندوقها الخلفي بالمنيا    الأرصاد تحذر من اضطراب بالملاحة وارتفاع الأمواج ل3.5 متر فى بعض الشواطئ    وزير السياحة الأوزبكى يهنئ مصر بفوز خالد عنانى بمنصب مدير عام اليونسكو    نائب وزير الصحة يُحيل مقصرين بوحدة طب الأسرة بالكرادوة للتحقيق    رودريجو: كنت قريبا من برشلونة.. وحققت حلمي بالتواجد في ريال مدريد    الزمالك ينتظر عودة فيريرا لعقد جلسة الحسم    بطل المصارعة الأولمبي محمد كيشو يعلن تمثيل منتخب أمريكا (صور)    وزير الاستثمار يبحث مع الرئيس التنفيذي لجهاز مستقبل مصر التعاون في دعم سلاسل الإمداد والسلع الاستراتيجية    روسيا تعلن اعتراض طائرات مسيرة استهدفت منطقة تيومين الغنية بالنفط في غرب سيبيريا    عامان من الإبادة.. إسرائيل تقتل 67 ألف فلسطيني نحو ثلثهم أطفال    السيطرة على حريق مخزن زيوت بمسطرد وإصابة ثلاثة أشخاص في القليوبية    وزير الزراعة: إنتاجية الأرز في مصر تصل ل5 أطنان للفدان وهو الأعلى عالميا    اليوم.. انطلاق أولى فعاليات النسخة 13 من أسبوع السينما الإيبيرو أمريكية في معهد ثربانتس بالقاهرة    بالموسيقى والفنون الشعبية.. قصور الثقافة بقنا تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    وكيل الشباب بالجيزة: تنفيذ 6 مشروعات استثمارية خلال 3 أشهر بقيمة تصل ل15.5 مليون جنيه    الصحة تنظم مؤتمر اليوم العالمي لمرض السحايا للقضاء على وبائيات المرض بحلول 2030    حالة الطقس بكفر الشيخ الثلاثاء 7 أكتوبر 2025    استوديو تسجيل غير قانونى فى الجيزة.. القبض على مدير شركة مخالفة    إسرائيل دخلت «العزل»    الرئيس الفنزويلى: مجموعة إرهابية خططت لوضع شحنة ناسفة داخل السفارة الأمريكية    "الأونروا": إسرائيل تقتل الأطفال فى غزة وهم نائمون    مفاجآت فى واقعة اختفاء لوحة أثرية من مقبرة بسقارة.. فيديو    وزير الخارجية يؤكد ضرورة إطلاق مسار سياسى يفضى إلى تنفيذ حل الدولتين    طلاب الثانوى العام والبكالوريا يسجلون الدخول على منصة كيريو لدراسة البرمجة.. صور    وزير الصحة لمجدى يعقوب :الحالات مرضية كانت تُرسل سابقًا للعلاج بالخارج واليوم تُعالج بمركز أسوان للقلب    وزير الصحة يوافق على شغل أعضاء هيئة التمريض العالى المؤهلين تخصصيًا لوظائف إشرافية    انطلاق مبادرة الكشف عن الأنيميا والتقزم بين أطفال المدارس بسوهاج.. صور    أسعار الحديد في المنيا اليوم الثلاثاء7 اكتوبر 2025    التضامن تشارك في فعاليات معرض "إكسبو أصحاب الهمم الدولي" بدبي    جامعة قناة السويس تطلق الصالون الثقافي "رحلة العائلة المقدسة.. كنزا تاريخيا واقتصاديا وسياحيا"    كثافات مرورية بمحاور القاهرة.. وانتشار أمني مكثف أعلى الطرق السريعة    وزير التعليم العالي: فوز خالد العناني باليونسكو «هدية من مصر للعالم»    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-10-2025 في محافظة الشرقية    "فيها إيه يعني" بالمركز الأول بالسينمات.. وماجد الكدواني يتصدر الإيرادات ويقترب من "20 مليون" جنيه في 6 أيام فقط    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 7 اكتوبر 2025 فى محافظة المنيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-10-2025 في محافظة قنا    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 7-10-2025 في الدقهلية    رسائل تهنئة 6 أكتوبر 2025 مكتوبة للاحتفال بعيد القوات المسلحة    «وهم».. عرض جديد يضيء خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية ضمن مهرجان نقابة المهن التمثيلية    «بعد 3 ماتشات في الدوري».. إبراهيم سعيد: الغرور أصاب الزمالك واحتفلوا بالدوري مبكرا    أبو ريدة يصل المغرب ويستقبل بعثة منتخب مصر استعدادًا لمواجهة جيبوتي    تسليم التابلت لطلاب أولى ثانوي 2025-2026.. تعرف على رسوم التأمين وخطوات الاستلام    تعرف على موعد بدء تدريبات المعلمين الجدد ضمن مسابقة 30 الف معلم بقنا    الأهلي يكافئ الشحات بعقده الجديد    بعض الأخبار سيئة.. حظ برج الدلو اليوم 7 أكتوبر    هاني تمام: حب الوطن من الإيمان وحسن التخطيط والثقة بالله سر النصر في أكتوبر    أمين الفتوى: وحدة الصف والوعي بقيمة الوطن هما سر النصر في أكتوبر المجيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالرحمن الأبنودى يواصل اعترافاته ل«صوت الأمة»: «عبدالناصر» هو الجوهرة المضيئة فى تاريخنا المعاصر رغم سجنى فى زنازين دولته البوليسية!
نشر في صوت الأمة يوم 22 - 11 - 2012

وقعت كارثة فى بلدتنا بقنا، حيث انهمرت السيول وجرفت معها البيوت، وكنت طفلاً صغيراً، حين رأيت سيارة مكشوفة تتحرك ببطء وسط المياه التى تغطى وسطها.. اقتربت من السيارة بصعوبة والمياه تغمر نصف جسدى وسألت الرجل ذا الطول الفارع الواقف بداخلها: أنت جمال عبدالناصر: قال أيوه فسألته: عاوز أسلم عليك. فانحنى عبدالناصر وصافحنى، ولم أنس نظرة عينيه الساحرتين وهى النظرة التى صنعت كاريزمته!
ومرت سنوات.. ووجدت نفسى سجيناً فى زنزانة عبدالناصر بسبب جهرى برأيى فى الدولة البوليسية.. وبرغم سجنى.. فإن عبدالناصر هو الاشراقة الثورية الحقيقية فى حياتنا والجوهرة اللامعة فى تاريخ مصر المعاصر!.
هكذا يقول شاعرنا الكبير عبدالرحمن الأبنودى مواصلاً حواره مع «صوت الأمة»:
علاقتك بالسلطة محل تساؤل الرؤساء الثلاثة السابقين فماذا عن ذلك؟
- الحمد لله كنت محل نظر جميع الرؤساء السابقين ومن ثم فالجميع توددوا إلىَّ وسعوا ان أكون قريبا منهم، ولكن الناس لا يفرقون بين شاعر وآخر برغم ان اختلاف مكانة كل منهما على سلم الابداع، فهناك من هو متفرد ومن هو أقل منه وليس ذنبى انه لم يحدث ذلك مع الآخرين لأن الرؤساء يعلمون من أجهزتهم من الشاعر المؤثر فى الناس ومن هو محل تقديرهم ومن الصادق ومن ذو القيمة فيسعون إليه بينما الآخرون يسعون للسلطة وترفضهم أو تقبلهم كعملاء أو كخدم وأداة من أدوات اللغوصة فى المجتمع، فالرئيس عبد الناصر لم يعرفنى الا بالصدفة حين كان فى طريقه إلى منزله وسمعنى ألقى قصيدة فى عبد المنعم رياض بعد الانتهاء من جنازته فقال هذا الرجل أقرب الأصوات لى منذ النكسة، ولم يقولوا له اننى كنت معتقلاً وافرج عنى منذ شهرين فقط ومن ثم سارع شعراوى جمعة وزير الداخلية فى ذاك الوقت باستضافتى فى برنامج شريط تسجيل للإعلامية سلوى حجازى فى أمسية ثقافية للأساتذة نجيب محفوظ واحمد بهجت وفى هذه الليلة قلت رأيى بصراحة فى دولة عبد الناصر البوليسية التى كنا نعيشها ومن ثم فبعض المثقفين والشعراء الذين لم يكفوا عن طعنى على طول المسيرة قالوا ان هذا الكلام لا يمكن ان يقال لشعراوى جمعة الا اذا كان متفقاً عليه منكرين علىّ شجاعتى وصدقى فى الوقوف فى وجه السلطة بالرغم من انه كان يمكنهم ازالة الفقرات التى لا يرغبون فيها اثناء المونتاج ولكنه لم يحدث لانه حسبما عرفت فيما بعد انه بناء على تنبيه عبد الناصر تركوا التسجيل، لدرجة ان بعض الشعراء المكسحين الذين لا يعرفون سوى كتابة بعض الأغانى ذهب به الخيال والتحشيش إلى ان لى مكتباً داخل مكتب شعراوى جمعة ! أما الرئيس السادات فقد حاول كثيرا طلب ودى لأكون صوته رغم انه كان يحسبنى على عصر عبد الناصر حتى حين ذكرت صلاح جاهين فى دواوينى قال: أليس الأبنودى هو الذى قال: ومنا فينا الموج والمركب والصحبة والريس والميناء بمعنى أنى شاعر عبد الناصر ومع ذلك كان يطلب ودى لأكون صوته باشعارى ولكنى لم أقبل حتى بلغ الأمر انى قلت لسكرتيره الخاص فوزى عبد الحافظ الذى كرر الاتصال بى فى تليفون منزلى هذا بيت شريف وأنا رجل صنعنى الشارع المصرى فلو سمحت لا تتحدث هنا مرة أخرى وكان السادات على السماعة الأخرى وكنت أعلم ذلك فقال بصيغة تهديد خفى حاضر! وبعدها انضممت إلى حزب التجمع لأعلن فقط أنى لست رجل السادات. ومن ثم عوقبت وحقق معى فى نيابة أمن الدولة العليا التى ارسلتنى للمدعى العام الاشتراكى للمحاكمة بقانون العيب! الذى لم يحاكم به فى مصر الا اثنين فقط وهما محمد حسنين هيكل القيمة العليا فى حياتنا والعبد لله ومع ذلك يطلقون علىّ عميل السادات ! فهذه اللعبة لن يستطيعوا ان يتخلوا عنها لأنهم يعيشون بها ويحيون عليها ليشككون فى دائماً برغم انهم يعلمون انى لم أكن يوماً مدعيا للبطولة ولم أكتب عن سجنى أو معاناتى مع الأنظمة وكنت أذهب للتحقيق معى وأعود إلى الاذاعة فى برامجى ولم أتحدث قط عن شىء خاص بى فى الوقت الذى كان الآخرون يتباهون بذلك إذا حدث معهم، فلو عملت عقلى بعقلهم ممكن أدخلهم السجن لأنهم يهاجموننى علنا فى الفضائيات لدرجة الاباحة وقلة الأدب ومع ذلك يحلمون ان ادخل معهم فى جملة مفيدة ولكنى أكبر من ذلك لأن ما يقال عنى من افتراء وكذب سوف يذوب ويصبح (تاريخ تافه).
أما بالنسبة لعلاقتى بمبارك فكان دائم التودد لى والسؤال عنى فى مرضى ولكى يعلم الناس ان علاجى على نفقة الدولة لم يتم الا فى المرة الأولى فقط وليعرف الجميع انى لم استخدم شعرى أبداً لخدمة الزعماء بل كنت أرفض ودهم حتى لا يتخيلوا انى مستعد لذلك والقصيدة الوحيدة التى كتبتها كانت لعبد الناصر بعد وفاته ب 41 عاماً .
لماذا سجنت فى عصر عبدالناصر؟ وما هى المدة التى قضيتها فى محبسك، وماذا عن أهم الأشعار التى كتبتها فى الزنزانة ؟
- سجنت فى عصر عبد الناصر لأننى كنت انضم إلى حركة شبابية أصغر من ان تكون تنظيماً وكنا نعبر فيها عن رأينا فى نظام الدولة البوليسية لعبد الناصر ومن ثم اخبره رجاله بأن هناك مجموعة من الشباب يعملون على قلب نظام الحكم ولابد من تهذيبهم بالسجن ومن ثم ارسلنا إلى سارتر نخبره ان مصر تسجن شعراءها، وقد كان يرفض الذهاب إلى اى دولة تحبس أدباءها وشعراءها فعرف عبد الناصر اننا مسجونون وخرجنا من محبسنا بعد زيارة سارتر للقاهرة بعد ستة شهور من الحبس وفى هذه الفترة كتبت أجمل قصائدى، حيث انتهيت من ثلثى قصيدة سيرة انسان التى كتبتها على ورق البفرة وبقلم كوبيا فى حجم عقلة الأصبع، بالاضافة إلى بعض المواويل ومنها الأرض والعيال و الزحمة ومنذ ذلك اليوم أصبحت أحب السجن جداً واغضب ممن يسىء إليه.
لماذا ؟
- جدار السجن هو آخر جدار يمكن للإنسان ان يرتكز عليه ومن ثم يمكنه محاسبة نفسه لكى يعرف قدرته على النضال من أجل وطنه، وأتذكر ان بعض المساجين الذين سجنوا معى قالوا من لم يسجن مع الأبنودى لم يعرف حلاوة السجن.
هل التقيت الرئيس عبد الناصر وتحدثت معه ؟
- المرة الوحيدة التى قابلته فيها كنت طفلاً صغيراً عام 1954، حيث حدثت سيول رهيبة أغرقت بلدتنا الصغيرة بمدينة قنا وهدمتها فانتفض مجلس الثورة بأكمله وحضر الفنانون والمطربون جميعاً فى قطار الرحمة لمشاركة اهالى الصعيد ومن ثم خرجت مع أصدقائى بشغف لرؤية شادية و فايزة و فاتن حمامة وكمال الشناوى ومريم فخر الدين وغيرهم وقد شاهدت رجلا طويلا بطول النخلة يخرج من سيارة مفتوحة المياه تغطى نصفها تقريباً فى سوق البوص والنجيلة فسألت صديقى من هذا فقال هذا الرجل يشبه عبد الناصر فخضت فى المياه إلى ان اقتربت من السيارة لأراه وطبعا لم يكن معه حراسة ثم سألته أنت عبد الناصر؟ فقال نعم فقلت له عايز أسلم عليك وبالفعل انحنى بشدة من السيارة العالية ليستطيع ان يمسك بيد العيل الحافى الغرقان فى المياه وسلم على صامتا واهتززت جداً من نظرة عينيه التى يطلق عليها كل من يعرفه كاريزما عبد الناصر ثم استدرت مرة أخرى لأعود إلى أصدقائى.
هذا يعنى انك شخصية جريئة منذ طفولتك؟
- ليست جرأة منى بقدر ما كان عبد الناصر إنساناً جميلاً جداً ولا يمكن لحاكم ان نراه غارقا فى المياه فى هذه المنطقة ودون حرس فى حين نرى حالياً من يذهب للصلاة يأخذ معه جيشاً من الأمن فلا نكاد نراه من كثرة زحام العساكر حوله.
قصيدة موال لجمال حالة ابداعية من روعة وبلاغة وصفك للرئيس عبد الناصر بالرغم من انك لست ناصرياً؟!
- عبد الناصر هو الاشراقة الثورية الحقيقية فى حياتنا والقصيدة الوحيدة التى كتبتها تمجيداً لأحد الزعماء كانت له بعد 41 عاماً من وفاته لعظمته، فلقد رأينا وعرفنا بعده الحكام لنقدر قيمة ما فعله مع الشعب المصرى ومن ثم فإن عبدالناصر جوهرة فى تاريخ مصر وعدم تمجيده تقصير وعمى سياسى، ولقد كنا ننتظر ان من يأتينا بعد الثورة رئيس مثل عبد الناصر ولكن خاب أملنا فينا وفيهم وفى كل شىء لأننا فرطنا فى الأمور بصورة مبتذلة ونستحق ما يحدث لنا وأرجو ان يكون ذلك دافعاً للاستنهاض واعادة النظر فى موقفنا المتخاذل من ثورة 25 يناير.
ماذا عن الحركة النقدية فى مصر؟
- لا توجد فى مصر حركة نقدية وأعرف أننا نشأنا (على ذراعنا) كما يقول الفلاحون عن الذين لا يملكون شيئا وينحتون فى الصخر من أجل ان يعيشوا ، أى اننا نشأنا بلا حركة نقدية لتنير لنا الطريق أو تحتفى بنا بل ان كل الحفاوة تأتى من قلب الشارع لأنه متقدم عن الحركة النقدية فى بلادنا.
ماذا عن المربعات الشعرية التى تكتبها يومياً فى جريدة التحرير مستفيداً من تجربتك الطويلة فى السيرة الهلالية؟
- مربعاتى الشعرية نتاج خبرتى مع الحياة وعراكى معها وعراكها معى فهى حصاد العمر وخليط من شجاعة وحسرات وحب حقيقى لهذا البلد الذى عشقناه حتى بمراراته، واخلاص كامل للشعر والصدق والحقيقة كما انها ايضاً وقفة مقاومة ضد الزيف والكذب والنصب والتحايلات باسم الدين للاستيلاء على مقدرات الأمة، بالاضافة إلى انها خلاصة تجربتى الشعرية وأحمد الله على هذا الصدى الواسع لها بين الناس وخاصة بين الأجيال الشابة التى ابتعدنا عنها طويلاً ولكن المدهش فى الأمر انه لم يكتب عنها عدا مقالين فقط احدهما للاستاذ حمدى رزق والآخر لخالد كساب وكأنهما على ما يبدو يعتبران ان الكتابة عنها تعد من قبيل الدعاية للجريدة التى اكتب فيها وهذا بالطبع أمر ساذج! ولذا انتزع مكانتى وقيمتى بنفسى ليس من خلال النقاد أو الشلل أو الاحزاب فلا أملك إلا قلمى ومنذ أن أقمت فى ريف الاسماعيلية بين أهلى وناسى البسطاء لم يعرف أحد مكانى الا المقربون من فكرى وقلبى وعقلى .
صفحتك على الانترنت تنقل آراءك إلى الشارع فماذا عنها ؟
- ليست لى اى صلة بهذه الصفحة أو بالكمبيوتر بشكل عام، حيث قررت ان أظل محتفظاً بصفاء عقلى بعيداً عن هذه الوسائل الالكترونية التى أراها تستهلك الوقت بشكل كبير من بناتى لدرجة لا يمكن كبحها ولكنى أحب ان اتعمق فى مصير هذا البلد ومن ثم قراءاتى لجميع الكتاب السياسيين الذين اعتز بهم وعلى رأسهم الاستاذ الكبير عبد الحليم قنديل الذى لم التق به حتى الآن وليس لأن هذا الحوار فى صحيفته ولكن لأنه لا يخشى فى الحق لومة لائم وأحيانا يخيل لى انه يصل إلى مراحل جنونية فى حواره مع الآخرين لدرجة اننى أراه يلامس الجنون فى دائرة الحوار من أجل مصر وذلك لأنه إنسان حقيقى جداً ويعيش ما يراه وما يحسه و ما يقوله وله بصيرة كاشفة لأمور وطنه، بالاضافة إلى بعض الأخوة فى الحياة الصحفية والثقافية الذين أفرح برؤاهم الفكرية.
فى قصيدة الميدان قلت: آن الأوان ان ترحلى يا دولة العواجيز!!
فهل رحلت بالفعل ؟
- هذه القصيدة كتبتها للأنظمة التى كانت تحكمنا برغم ان الثورة قامت بيد الشباب الا ان من استولوا عليها وحكمونا عواجيز ايضا والعجز ليس بالضرورة ان يكون فى العمر ولكنه فى الفكر ولاشك ان الفكر الإخوانى والسلفى عجوز جداً.
هل للديمقراطية ثمن لابد ان يدفعه الشعب المصرى ؟
- للديمقراطية ثمن فادح يجب ان يدفع، وقد دفع الشعب الثمن فى ثوره 25 يناير ومازلنا نقنع الشعب بالاستمرار فى ذلك لأن من الممكن ان تقول الجماهير ان حكامنا بعد الثورة كلهم مصائب ولكن علينا ان نبصرهم بأن هذا الثمن لابد ان يدفع لنجنى الثمار الحقيقية للثورة لأن حجم الشهداء والمساجين و التعذيب المرير للثوار يجب ان يحقق اهدافها التى لم تتحقق حتى الآن ، لان من استولوا عليها شاركوا الجلادين فى عقاب الثوار وسجنهم وتعذيبهم، أما القتلة والارهابيون فقد تم العفو عنهم ليخرجوا من سجنهم، بينما الثوار لايزال منهم المعتقلون حتى الآن .
برغم سوء المرحلة الحالية الا ان الديمقراطية هى التى جاءت بالحزب الحاكم للسلطة ؟
- هذه مرحلة فى حياة الديمقراطية ، وبرغم ان الانظمة الدينية لا تعترف بالديمقراطية ولا تحترمها بل تعتبرها كفراً ولكننا نعلم انه لولا الديمقراطية لما جاءوا إلى الحكم وبالديمقراطية سوف يسقطون ايضا لأن معركة الديمقراطية تحتاج إلى تفتح كبير وخبرة ولا أعتقد ان من يحكموننا يملكون هذه الرؤية لأنهم لا يستطيعون ان يروا إلا مصالحهم ومكاسبهم القريبة.
ماذا عن أزمة الشعر فى العالم العربى؟
- آن الأوان للنظر فى هذه الأزمة مع وجوب الاحتفاء بالانجازات الحقيقية التى تدفع بدماء جديدة فى عروقه فالشاعر لا ينضب أبداً وكما يقول بعض الأصدقاء إن الأبنودى شاعر لم يقرأ بعد ومن ثم بدأ شباب الثورة يبحثون فى قصائدى القديمة ليستخرجوا ما يتناسب منها فى نقد النظام الحالى.
ماذا عن أحلامك الشعرية ؟
- احلم باليوم الذى اكتب فيه عن جمال الحياة وروعتها، اكتب عن الزهور والطيور والحبيبة ، عن ابتسامات البسطاء فى الطريق وعودة كلمتى صباح ومساء الخير بين الناس، اكتب عن نجوم السماء وأحلام الصبايا فالشعر بالذات يحول صاحبه تحت وطأة الظروف إلى «اسفنجة» تمتص كل ما هو حولها بل حتى ما هو عالق فى الجو لا تراه ، والقصيدة نتاج عصر هذه الاسفنجة التى تضغط عليها يد الظروف اليابسة المعروفة ،ان العمل الإرادى للشعر الحق إنما يكون داخل القصيدة وليس فى قرار الكتابة الذى لا إرادة للشاعر فيه وإنما تمليه عليه مشكلات الحياة ومن حوله والحلم بغد أجمل لوطنه وشعبه ولن أتمكن من الكتابة عن أى من تلك الأمور قبل ان يزول نكد الناس ويمن الله علينا بمن يحبنا من الحكام فيحاول تجميل الحياة وهذا لا أراه فى المستقبل القريب سواء من التيارات الإسلامية أو منا لأننا مازلنا بعيدين كل البعد عن جماهير الشعب المصرى وقضاياه الحقيقية، ولذلك فمعظم قصائدى حزينة فى هذه السنوات، ويسأل الناس لماذا انت متشائم فأقول انا لست متشائماً أنا مجرد رجل حزين.
قصائدك وأشعارك ومواويلك حالة فريدة فى العالم العربى تشجى النفس، من صاحب الفضل فى هذا الابداع المتعمق فى شخصيتك؟
- أمى هى صاحبة الفضل فى تكوين شخصيتى وطلاقتى فى شعر العامية لأنها كانت تحفظ أغانى التراث المصرى وتنشدها عن ظهر قلب وكانت تعرف حبى للشعر فكانت تشجعنى على كتابته.
ماذا تتمنى لمصر ؟
- اتمنى ان تصبح كما نتمناها ونحبها ونحلم بأن يعيش أبناؤنا فى ظلها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.