كان جهاد الخازن الكاتب في صحيفة "الحياة" التي تصدر من لندن موفقا في العبارة التي استخدمها في مقاله عن علاقة دول الخليج ومصر حين قال: إن الخليج يريد مصر قوية. وإذا كان الخليج يريد مصر قوية فإننا أيضا نريد أن نري دول الخليج آمنة ومستقرة لأن أمن الخليج من أمن مصر. واستقرار هذه الدول الشقيقة وازدهارها يصب في خانة المصلحة المشتركة. وفي دول الخليج العربية يعمل عشرات الآلاف من المصريين الذين يشاركون في صناعة نهضة وتقدم دولها. والذين ساهمت تحويلاتهم المالية في المقابل في زيادة الدخل القومي المصري ومشروعات التنمية والبناء داخل الوطن. وعلي الدوام فإن كل الأنظمة المصرية كانت حريصة علي دعم وتعزيز العلاقات مع الخليج. ولم يكن هناك إلا أوقاتا قصيرة تشهد توترا في العلاقات مع احدي دوله. ولكنها لا تلبث أن تنتهي إلا الأزمة مع دولة قطر والتي طال أمدها بفعل فاعل ولوجود عوامل خارجية تغذيها وتدعمها. * * * وإذا كان هناك من خاسر في المصالحة المصرية- القطرية التي تمت برعاية وجهود سعودية فهو الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري السابق والذي كان أيضا وزيرا لخارجيتها وأداة إسرائيل في المنطقة. فهذا الرجل الذي عبر في مناسبات كثيرة عن كراهيته للسعودية ولمصر وعدم تقديره لدورهما في المنطقة. كان هو من أتي "بالجزيرة" إلي قطر. وكان هو من يحركها ويوجه برامجها وحملاتها الهجومية لتنفيذ الأجندة الإسرائيلية في أن يأتي تفجير "الدمامل" والقضايا الخلافية للعالم العربي من داخله لإحداث انقسام في الفكر يتيح المجال لإسقاط أفكار القومية والعروبة وتشتيت وتمزيق العالم العربي. * * * ونحن في انتظار مصالحة مستمرة مع تركيا. وأن تعود العلاقات إلي طبيعتها. فمصر الجديدة ليست في عداء مع أحد. ولا تريد ولا تبحث إلا عن العلاقات الطيبة التي تحقق نموا وتقاربا في كل المجالات. ولكن هذه المصالحة في انتظار خطوات ومبادرات إيجابية من الدولة التركية. وهي مبادرات تستدعي الاعتراف بالنظام الحالي. وبثورة 30 يونيه وإرادة الشعب المصري. وأن يتوقف النظام التركي عن التحريض علي مصر واستضافة المحرضين عليها وتقديم الدعم لهم. وهناك بعض التصريحات التي بدأت تصدر بالفعل من داخل تركيا تدعو إلي هذا التقارب وإلي البدء في صفحة جديدة من العلاقات. ولكنها مازالت مجرد تصريحات لم ترتق بعد إلي درجة الأفعال..! * * * وصحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية وضعت قرار قطر لقناة "الجزيرة" مباشر بأنه صفعة لما تبقي من الإخوان. وهو توصيف سليم ينبغي أن يدركه الأمريكان أيضا. وأن يكونوا علي دراية أعمق بالواقع الجديد في مصر وأن يتعاملوا باحترام وتقدير للإرادة المصرية في التغيير. وإذا كانت الإدارة الأمريكية قد قررت الإفراج عن طائرات الأباتشي وبدأ تسليمها إلي مصر. فإن هذا يعكس تطورا إيجابيا في العلاقات الأمريكية المصرية القائمة علي المصلحة المشتركة للبلدين والتي تتطلب قدرا أكبر من الحوار والاستراتيجي البناء والمستمر بعيدا عن القضايا التي تمس السيادة الوطنية والتي تمثل بالنسبة لنا خطا أحمر لا يجوز تجاوزه. * * * وبعيدا عن السياسة فإننا ندعو مشايخنا العظام وعلماءنا الأفاضل من أزهر مصر الشريف إلي تجنب الظهور في البرامج التليفزيونية التي تبحث عن الإثارة. وأن يقوموا بانتقاء جيد للبرامج التي ينبغي الظهور فيها. حرصاً علي مكانتهم وقاماتهم الجليلة الرفيعة. وحتي لا يتعرض أحدهم لمواقف محرجة أو إنفعال من مذيعة طائشة.. كما حدث لوكيل وزارة الأوقاف في مداخلته مع مذيعة الجن والعفاريت..! * * * الدكتورة سامية خضر استاذة علم الاجتماع السياسي تحذر من أن مصر تصدر صفوة العقول للخارج وتبقي "المحدودة"..! وليس هناك جديد فيما قالته الدكتورة سامية لأننا أيضا خبراء في الحديث عن ضرورة عودة الطيور المهاجرة لخدمة بلدهم والعمل فيها. وهو حديث في حقيقته لا يبحث عن المصلحة العمة وإنما هو نوع من الحسد حتي يعودوا و"يشوفوا اللي بنشوفه".