تحققت المعجزة. وتم إخلاء المنطقة المحيطة بالمسرح القومي من الباعة الجائلين. تمهيداً لافتتاحه خلال ساعات.. حي الموسكي أخبر الباعة بتوفير أماكن بديلة بجراج الترجمان وبعض الأماكن الأخري الجاري إعدادها.. إلا أن الباعة أكدوا أن المسئولين اتفقوا معهم علي إخلاء المنطقة لحين افتتاح المسرح. ويسمح لهم بالعودة مرة أخري. مما يهدد بحدوث أزمة في الأيام القادمة. الحي أعاد رصف الشارع وتركيب بلاط جديد للأرصفة وإصلاح الإنارة وتجديد الأسوار ودهانات للواجهات. بينما مازال الباعة الجائلون يفترشون الأرض أمام سنترال الأوبرا وجراج العتبة والمطافئ. المواطنون رحبوا بإخلاء المنطقة كما يقول محمد فؤاد. موظف.. إزالة الباعة الجائلين من حول أسوار المسرح القومي أعاد للمكان التاريخي مظهره الحضاري. وخاصة مع الجهد المبذول من الحي لرفع المخلفات التي تركها الباعة وتركيب البلاط الجديد حول رصيف المسرح القومي. مما سيشجع الجمهور علي العودة للمسرح مرة أخري طالما هناك سهولة في الوصول إليه. المثقفون .. هربوا ويتفق معه عادل عبدالرافع. محاسب.. مؤكداً أن الباعة الجائلين احتلوا ميدان العتبة بالكامل. خصوصاً حرم المسرح القومي. الذي طمست ملامحه. وحولوها إلي سوق عشوائي كبير لبيع بضائعهم. فكانت النتيجة الطبيعية أن هجر المكان المثقفون من المترددين علي المسرح القومي. ومسرح الطليعة. ومسرح العرائس. أعربت منال محروس. ربة منزل.. عن سعادتها البالغة بإعادة افتتاح المسرح القومي ليعود للمنطقة رونقها وتسترد العتبة قيمتها الثقافية والفنية بعد أن تحولت إلي سوق عشوائية. مؤكدة أنها ستكون أول الحاضرين هي وأسرتها لعروض المسرح القومي الذي يقدم فناً حقيقياً بعيداً عن الإسفاف والابتذال.. وبأسعار تذاكر في متناول الجميع. إحياء سور الأزبكية يضيف حسن محمد علي. صاحب مكتبة.. أن إزالة الباعة الجائلين من محيط المسرح سيعيد لسور الأزبكية الحياة مرة أخري. بعد أن تحول إلي سوق عشوائية. وبلطجة ومشاجرات ليل نهار. حتي هجر المثقفون المكان وامتنعوا عن الحضور نهائياً. عماد سيد. صاحب مكتبة.. أكد أن الباعة الجائلين أصابوا سور الأزبكية بالسكتة القلبية. حيث امتنع المثقفون عن الحضور لشراء ما يلزمهم من كتب. وبالتالي توقفت حركة البيع والشراء.. ولكني أطالب بتوفير البديل لهم. حيث إنهم ينفقون علي أسر. وحتي لا يتم استخدامهم في أعمال عنف ضد الدولة. في الوقت نفسه كشف الباعة عن مفاجأة. كما يقول خلف عبدالعال. بائع متجول.. فالحي أزالهم من أماكنهم وترك المكان لسيارات السرفيس خط المنشية/ العتبة. وقد وعدنا الحي بالعودة لأماكننا بعد الافتتاح أو النقل لسوق الترجمان. وهو يعاني من الركود. فكيف لنا أن نبيع ونشتري في سوق ليس به أي حركة؟!! وتشكو أمل محمد سعد. بائعة.. من قرار رئيس الحي برفع الباعة الجائلين من محيط المسرح قائلة: هذا المكان أكل عيشنا.. وأنا أم وأعول طفلا معاقا.. وأحصل من الفرش الذي تم رفعه علي 150 جنيهاً يومياً. أنفق منها علي أسرتي المكونة من 4 أطفال بمراحل التعليم المختلفة إلي جانب والدهم المريض. طريح الفراش.. وأتمني أن يجد لنا المسئولون أي حل سريع. ويتضرر شعبان فوزي. بائع.. من إزالة فرشته من أمام سور المسرح القومي. حيث إنه يعول 3 أسر. وليس له مصدر دخل سوي عمله كبائع. مشيراً إلي أن نقله لسوق الترجمان يعني تحرير شهادة وفاة له. حيث المكان مهجور ولا يوجد به زبائن. أما طه ناجي. بائع.. فيري أن المسئولين يعرفون أن عدداً كبيراً منا يمتلك رخصة. وهذا مصدر رزقنا الوحيد. فنحن نعول أكثر من 5000 أسرة. وطردنا يعني خلق جيل من المشردين. وتتعجب رانيا محمود. طالبة.. من وجود مثل هذه التحفة التاريخية. مؤكدة أنها فوجئت بوجوده بميدان العتبة. فلم تكن تراه. علماً بأنها من المترددين علي العتبة يومياً. ولكن نظراً لاحتلال الباعة لمداخل وأسوار العتبة.. مطالبة بعدم عودة الباعة مرة أخري. ويعترض محمد أحمد. بائع.. علي نقله من منطقة العتبة لسوق الترجمان الذي رفضه بائعو وسط البلد. مطالباً بتوفير بدائل. من جانبه أكد رئيس حي الموسكي. المحاسب حسين الشاطر.. رفع 300 بائع من حول المسرح القومي. ومنطقة محطة مترو العتبة. علماً بأنه جار توفير أماكن لهم بسوق الترجمان. فهو سوق مجهز تجهيزاً حضارياً لنقلهم خلال أسبوع. بالإضافة لوجود أماكن لهم بمنطقة الجوهري بالعتبة. وهناك خيارات أخري ستطرح عليهم.