تزايدت الخلافات والمشكلات التى تعيق انتقال الباعة الجائلين إلى الأسواق التى خصصتها لهم حكومة هشام قنديل، فحدثت اليوم اشتباكات عنيفة بالأسلحة البيضاء بين فتوات منطقة الموسكى وبين باعة سور حديقة الأزبكية، بسبب رغبة كل فريق في السيطرة على الحديقة؛ خاصة أن الحي لم يبلغ بشكل رسمى كل فريق بالسوق المخصص لهم، وافترش كبار بائعى منطقه الموسكى للحديقه وجلسوا بها رغم أنف باقى صغار البائعين. وعلى ضوء تلك الخلافات زار رئيس حى العتبة حسين الشاطر حديقه الأزبكية صباح اليوم محاولة منه لتهدئه الوضع وإيجاد حل لتنظيم الوقوف هناك وأثناء تواجده بالحديقه تم حصر بعض أسماء البائعين الذين إفترشوا الحديقة من بائعى الموسكى، وأعطى لكل اسم رقم خاص به وأخبرالباقين أن الأيام القادمة ستشهد حصر باقى الأسماء. وحدثت مشاده كلامية ساخنة بين أحد الباعة وبين رئيس الحى؛ وقال البائع له "الجنينة بتاعتنا ومحدش هيقدر ياخدها مننا وورونا هتعملوا أيه" ورد عليه الشاطر "أبقى ورينى أنت مين هينولهالك". وبعدها أفسح بعض البائعين لرئيس الحى طريق بين الحشود للمغادرة، ورحل عن الحديقة مؤكداً أنه سيزورهم غداً لإنهاء التنظيم. أما بائعو سور الأزبكية الذين سبق إخبارهم أن الحديقة ستكون لهم وتم إبلاغهم اليوم أن الحديقه ليست تابعة لهم وأنهم تابعون لقسم الأزبكية ورمسيس، مما أدى إلى وجود حالة من الغضب الشديد فيمابينهم. قال سعيد "أحد الباعة" أن هذه الحديقة من حقهم ويجب أن تكون الأولوية لهم وليس لبائعى الموسكى، ووصف "سعيد" بائعى الموسكى الذين أتوا صباح اليوم للحديقة بالفتوات وأشار أنهم تعدوا عليه وألقوا بفرشته خارج الحديقة وسيطروا عليها بالقوة. وقالت "أم محمد" إمرأه عاجزة صاحبة فرشة هناك، أنها لا تستطيع الذهاب لرمسيس كل يوم للبيع هناك وأنها فى العتبة منذ 15 عام وليس من حق أحد نقلها لمكان بعيد. "الناس دى أول مره نشوفها" هذا ما قاله "محمود" تعليقاً على وجود بائعى الموسكى بالحديقه، وأضاف أن هذه لن تكون أول مشكلة بين فتوات العتبة وفتوات الموسكى للسيطرة على الحديقة. وأشار باقي البائعين أنهم فى انتظار إخبارهم بأماكنهم كي يقرروا ما سيفعلونه من تنفيذ للقرار أو رفضه، لأنهم مصابون بحالة ذعر شديد خوفاً على لقمة عيشهم ومستقبل أولادهم. بهذا يستمر مسلسل الباعة الجائلين والحكومة، فالباعة غير مقتنعين بالحلول المقدمة ؛ولكن الشئ الأكيد أن هناك أطرافا تريد الاستفادة من الوضع والسيطرة على كل الأسواق، وواصلت حملات الشرطة إخلاء شوارع القاهرة من الباعة الجائلين وخاصة المناطق المحيطة بقهوه البورصة بشارع الشريفين، وبعد جدل كبير حول تحويل قهوة البورصة لسوق بديل للباعة الجائلين مما أدى إلى تنظيم بعض النشطاء العاملين بالمقهي لوقفه أمس لرفض هذا القرار، وبالفعل هدأت اليوم الأوضاع حول قهوه البورصة وبداخلها، ولم يأت أى مسئول أو بائع لتحويل المكان لسوق، وأشار العاملون هناك وبعض المواطنين أنهم لن يسمحوا لأى بائع بالافتراش عند المقهي وأرجعوا ذلك لقيمه المكان الذي يتردد علىه عدد كبير من المثقفين والنشطاء، وأن المقهي تقع بجوار البنك المركزى مما يجعل وجود سوق للباعة الجائلين مشكلة كبيرة وشكل غير حضارى.