في لحظة استرخاء وتأمل قرر أن ينسي فيها آلام وأوجاع الواقع الذي يعيشه بكل ما فيه.. وجلس مع نفسه الشاردة. وراح يحلق معا في آفاق بعيدة. رغبة منه في الابتعاد قليلا عن دنيا الصراعات وعالم الخلافات. نظر إلي السماء بعين صافية متسائلا: كيف تتحاور النجوم والكواكب وكيف تعمل مع بعضها البعض دون كسل أو ملل. جاءته الاجابة: الكل يعمل بالحب الذي هو كلمة سر الحياة الحب هو القوة القادرة علي تغيير الثوابت الراكدة والتخلص من بقايا أفكار بالية عفا عليها الزمن. وأمام الحب انهزمت الحكومة الفرنسية في شهر أكتوبر الماضي في مواجهة مشكلة خطيرة عندما فشلت في انقاذ الجسر العتيق الذي يعبر فوق نهر السين من الانهيار.. أعلن المسئولون في باريس عن ضرورة التخلص من اقفال الحب المعلقة حول السور الحديدي للجسر لانقاذه من الانهيار ولكن قوبل هذا القرار بمقاومة عنيدة من العشاق الفرنسيين والسائحين المتشبثين بالتقليد الرومانسي الفرنسي القديم والذي فيه يقوم كل العاشقين بنقش أسمائهم علي قفل نحاسي وتعليقه وغلقه حول القضبان الحديدية للجسر تعبيرا عن ارتباطهم الوثيق وحبهم الأبدي الذي يدوم طالما دام قفلهم معلقاً بجسر الحب. ثم يقومون بإلقاء مفتاح القفل ليغوص في نهر السين ومع استمرار هذا التقليد لسنوات طويلة وصل عدد الاقفال إلي نحو 700 ألف قفل. مما تسبب في حدوث أضرار في جسم الجسر تهدد بانهياره نتيجة للوزن الثقيل والمتزايد للأقفال هذا دفع السلطات الفرنسية للتحرك بشكل سريع فقامت باغلاق جسر "بون دي أرت" والمؤدي إلي متحف اللوفر بشكل مؤقت لحين إصلاحه وثبتت ألواح بلاستيكية حول أسواره. لتحول دون وصول العشاق إليه وتعليق المزيد من أقفال الحب عليه ورغم ذلك استمر المحبون في ربط أقفالهم حول أماكن أخري من الجسر. مؤكدين ان علي المسئولين البحث عن حلول بديلة لتقوية الجسر بما لا يحرمهم من طقوس الحب الخالد. وهكذا انتصرت أقفال الحب والنصر معها "مسيو" حب الفرنساوي "مسيو حب" لا ينتصر في فرنسا فقط بل التاريخ العربي والغربي يفيض بقصص الحب التي قامت عليها امبراطوريات وحضارات وحياة العظماء. باختصار.. الحب هو جنة الله في أرضه. ومن أحبه الله أنعم عليه بالحب.. فلا ننسي ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "لقد رزقني الله حب خديجة" الحب شأن إلهي. فالله هو من يؤلف بين قلوبنا ويرزقنا بالحب. فنحن عندما نحب لا نملك الاختيار. بينما الارتباط بمن نحب هو القرار.