تابعت خلال الأسبوعين الماضيين ما تنشره وما تبثه الصحف والفضائيات الخاصة أو التي يطلق عليها المستقلة عن تهديدات تنظيم داعش لمصر.. واعترف انني أصبت بصدمة من تناولهم لهذا الموضوع الخطير بطريقة التهويل والتضخيم تصل إلي حد الإرهاب والتخويف للقيادة والشعب المصري معا.. فتصدرت الصفحة الأولي من جريدة "فيتو" عدد الثلاثاء 4 نوفمبر 2014 عنوان رئيسي من كلمة واحدة "الحرب" وبجوارها صورة كبيرة لزعيم التنظيم المدعو أبوبكر بغدادي ولإضفاء المزيد من الاثارة لونتها بالأحمر وكتبت تحتها "المانشيت" عنوان بعرض الصفحة يقول: أمير داعش يعلن غزو مصر ب 21 كتيبة تستهدف القاهرة وشرم الشيخ والصعيد وغاب عن الصحيفة أن توضح لنا من أين جاء هذا التنظيم بهذه الكتائب وما هي حجم قوته التي تمكنه من غزو دولة بحجم وقوة مصر علي ثلاثة محاور في وقت واحد؟! أما صحيفة "اليوم السابع" عدد السبت 8 نوفمبر 2014 وضعت في منتصف الصفحة الأولي بلوك بارتفاع 5 سنتيمترات بعرض الصفحة ومكتوب عليه بالخط العريض "خطة داعش لتجنيد الشباب عبر الإنترنت" وعنواناً آخر بخط أصغر "التنظيم يتاجر بالنساء ويتاجر بحلم الخلافة ويدعو عناصره لمهاجمة المنشآت الحيوية في مصر" وللمزيد من التخويف كتبت في الصفحة السابعة عنواناً بعرض الصفحة يقول: انفراد خطة الذئاب المنفردة لاستهداف المنشآت الحيوية في مصر والمنطقة العربية. علي القراء الأعزاء أن يلاحظوا ان صحيفة اليوم السابع ذكرت ان الموضوع انفردت به رغم ان صحيفة فيتو كتبت عنه الموضوع الرئيسي قبل أيام وعلينا أيضا ملاحظة التضارب حيث تحدثت صحيفة عن غزو يقوم به جيش مكون من 21 كتيبة بينما ذكرت الأخري ان الهجمات ستنفذها جماعات منفردة وتستهدف المنشآت الحيوية وبعد ذلك بيومين اكملت صحيفة "المصري اليوم" في عدد الاثنين 10 نوفمبر 2014 حملات الدجل الإعلامي حول داعش وتعمدت التدليس علي القاريء بنشر الموضوع الرئيسي في صفحتها الأولي يقول بالخط العريض وباللون الأحمر "داعش في مصر" ونشرت بجواره صورة كبيرة ملونة لمجموعة مسلحة ترتدي أقنعة سوداء وترفع الرشاشات وتستعد لاعدام 3 ضحايا يجلسون القرفصاء ومعصوبي العينين يوحي العنوان للوهلة الأولي بأن داعش دخلت مصر وبدأت ترتكب جرائم قطع الرءوس للأبرياء بينما متن الخبر يقول شيئا معاكسا ويتضمن ان جماعة ما يسمي بيت المقدس تعلن مبايعتها لتنظيم داعش. الإرهابي أما الفضائيات المستقلة فقد انساقت أيضا وراء حملات تخويف المصريين من داعش فقامت قناتا القاهرة والناس وصدي البلد ببث فيلم وثائقي يظهر سيطرة داعش علي مناطق شاسعة في العراق وسوريا وقيام مجموعة من مسلحي التنظيم بإزالة الحاجز الترابي بين الدولتين معلنة إلغاء الحدود بين الدول بينما يظهر مسلح يلوح برشاش ويقول متشنجا سنقيم دولة الخلافة الإسلامية بالسلاح كما يحتوي الفيلم علي لقطات لرجال ونساء وأطفال يرحبون بدولة داعش ويعربون عن سعادتهم بالعيش في ظلالها. وأقل ما يمكن قوله ان هذه الصحف والقنوات تفتقد إلي المسئولية الإعلامية التي تلزم الجميع بوضع مصالح الدولة العليا وخاصة أمنها القومي فوق كل اعتبار وثانيا انها تنساق وراء تقارير إعلامية غربية مغرضة تسعي للتضخيم من قوة وخطورة داعش لتتخذها ذريعة للتدخل في شئون المنطقة وتقسيمها ليسهل السيطرة عليها.. الا تتفق هذه التقارير مع ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن صعوبة القضاء علي داعش لأن مقاتليها يعيشون بين 7 ملايين من البشر يسكنون الأماكن التي يسيطرون حاليا عليها ويتفق ما تروجه هذه الصحف والقنوات مع تصريحات أكثر من مسئول في الحكومة البريطانية يزعمون ان الحرب ضد داعش قد تستغرق 10 سنوات. وأمام هذا الدجل الإعلامي نراهن علي وعي القراء وقد عبر عن ذلك أحدهم في تعليق علي ما نشرته صحيفة المصري اليوم جاء فيه: بالله عليك عنوان يقول ان مصر خربت وداعش في مصر تصدق.. والله انت محرر وجريدة أي كلام ومروج اشاعات المفروض تتحاسب علي هذا احنا شعب لا يخاف وقاريء آخر يقول: هذه الصورة المدرجة علي الخبر مغرضة لا أعلم لماذا ولمصلحة من هذا التشويش وتلك الدعاية وعلق قاريء ثالث قائلا: "ايه العنوان الأهبل ده.. أسلوب صحافي متخلف".