التمريض يتحمل جزءاً كبيراً من أخطاء الأطباء بعد أن تفرغ للاعتصامات من أجل زيادة الراتب والبدلات والكادر وأهملوا تماماً صحة المريض. يؤكد ذلك الدكتور محسن إدوارد استشاري التخدير في مستشفي إمبابة مطالباً بتغيير منظومة وزارة الصحة في تعيين الممرضات علي أساس الكفاءة وليس المؤهل فهناك نقص شديد في عدد الممرضات في مصر بسبب هذا الفكر لأن كل معاهد التمريض تقبل خريجي الثانوية العامة فقط ولا تقبل الدبلومات الفنية رغم أن البعض منهم يثبت كفاءة فلماذا لا تقوم الدولة بالاستفادة من خريجي الدبلومات الفنية الراغبين في الالتحاق بمهنة التمريض ويتم إلحاقهم في العمل كمساعد ممرض وأهم المشاكل هي ضعف مستوي خريجات مدارس التمريض المتوسطة وليس معاهد وكليات التمريض فمعظم خريجات تلك المدارس عديمات الخبرة غير مؤهلات التأهيل الكافي وخريجي كليات التمريض أصبحوا الآن عملة نادرة. والكثير من المستشفيات الخاصة تلجأ إليهم للعمل وهم مازالوا بالسنة الأولي أو الثانية. مضيفاً أن تحسين الخدمة الطبية بالمستشفيات يحتاج أولاً أن تقوم الدولة بزيادة الموازنة العامة المخصصة بالصحة من 4% إلي 15% إذا كنا جادين في النهوض بالمستشفيات مع ضرورة توفير الأدوية اللازمة والأجهزة خاصة في غرف العناية المركزة ويواكب ذلك زيادة الكادر لجميع العاملين بالصحة من أطباء وتمريض وباقي المهن الطبية. ويضيف الدكتور خالد الدبيكي استشاري النساء تدني مستوي الممرضات خاصة خريجي مدارس التمريض بالإضافة إلي ضعف الامكانيات بمستشفيات الحكومة جزء من سبب الخطأ الطبي في مستشفي مثل الدمرداش يجد معاناة كبيرة أثناء إجراء عمليات الولادة فأبسط الأدوات غير موجودة فإذا وجدت فتكون غير صالحة ومتهالكة مثل المقصات وموازين الأطفال والجفت اللازم لربط الحبل السري فهو متهالك ومن الممكن أن يؤدي إلي ارتجاع المشيمة ووفاة الأم فوراً. لتحسين مستوي الطب والتمريض في مصر يجب أن ترفع الدولة الميزانية المخصصة للصحة لسد العجز الشديد للأجهزة الطبية لأنها تكون سبباً في انقاذ حياة مريض. من ناحيته يري الدكتور أسامة الغنام استشاري المخ والأعصاب أن هذا الملف مهم جداً فبالفعل هناك أخطاء طبية تحدث في معظم دول العالم وذلك يقتضي حزمة من التشريعات والقوانين التي تخدم الطبيب والمريض وأن يبدأ الكادر فوراً وبعدها ستعود الطيور المهاجرة من الأطباء والممرضات للعمل مرة أخري بمستشفيات الدولة. يضيف الغنام يجب تغيير فكرة التخصص في كليات الطب حسب المجموع بل حسب الكفاءة والرغبة بالإضافة إلي أنه يجب أن نفرق بين الأخطاء والمضاعفات التي تحدث نتيجة اختلاف استجابة المرضي للعلاج وهي معروفة للجميع أما الاهمال فيجب أن يحاسب عليه الطبيب لأنه ناتج بسبب عدم اتباعه القواعد السليمة في الأداء وأهم العيوب الموجودة حالياً سوء توزيع الأطباء فنجد بعض التخصصات تعاني من نقص حاد مثل طب الأعصاب ويجب ألا ننسي تطوير التعليم الطبي في مصر ولا عيب أن نستفيد من تجارب الجامعات العالمية. وتشير الدكتورة كوثر محمود نقيب التمريض أن التمريض يقدم 60% من الخدمات الطبية المقدمة للمرضي وسيتم تطبيق الكادر الخاص للعاملين بالمهن الطبية شهر يوليو القادم لتحسين أجور الممرضات وسيستفيد من هذا الكادر نحو 160 ألف ممرضة وسينعكس هذا بدوره علي الحالة النفسية والذهنية للممرضة فتقدم خدماتها للمرضي بتركيز أعلي وسيدفع الممرضات للعودة إلي العمل بالقطاع الحكومي بعد أن وصلت نسبة التسرب إلي أكثر من 4% والعجز في المستشفيات الحكومية وصل إلي 40% ممرضة وقد وضعت النقابة خطة للقضاء علي العجز تدريجياً بحلول عام 2020 .