وسط أسرة بسيطة تتكون من أربع أفراد الأب والأم والشقيق والشقيقة نشأت في عائلتها الريفية عاشت الأمنيات وتفوقت في الدراسة ونالت الحلم في قريتها الصغيرة بعد رحلة علم وتفوق.. عشقت الكاميرا منذ نعومة أظافرها مستمعة جيدة للإذاعة متابعة دائمة للأحداث والأخبار.. وجه بشوش وقلب طيب ودعت والدتها قبل رحيلها بيوم قائلة في مكالمة هاتفية.. أشوفك علي خير يا أمي الحبيبة.. وتسلمي يا أمي خلي بالك من أخويا محمد. بجانب الحساب الشخصي علي الفيس بوك التي دونت عليه عبارة فراق "طبطب عليه يارب" الرحلة بدأت من المرحلة الابتدائية في مدرسة الوحدة المجمعة مروراً بالمدرسة الإعدادية باسطنها ثم الثانوية بنات وتفوقت بالمرحلة الثانوية حيث حصلت علي المركز الأول في مدرستها الثانوية العامة بمجموع 97% وكان حلمها منذ صغرها يراودها أن تلتحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة وشاء تفوقها وإصرارها أن تلتحق وتحقق حلمها. وفي عامها الدراسي الثالث بالجامعة كانت انطلاقتها حيث عملت في إحدي البوابات الإخبارية "الجمعة" محررة ميدانية هي وثلاث زميلات جهاد جاد المولي وآية إبراهيم وزميلات أخريات من نفس الكلية جميعهن من مركز الباجور بالمنوفية وبعد ذلك انتهت الدراسة بكلية الإعلام بتقدير جيد جداً ثم التحقت بموقع الدستور الإخباري في القسم الميداني وهنا كانت حياة الفتاة الشجاعة "ميادة أشرف رشاد" بنت قرية اسطنها 22 عاماً شهيدة الصحافة المصرية دفعت حياتها لمجرد أنها تعمل صحفية ترصد وتحقق الأحداث والمظاهرات كل صباح تحمل ميادة "اللاب توب" والكاميرا الصغيرة متواضعة الامكانيات التي اشترتها من مدخراتها لكي تتفوق في العمل الصحفي وشاء القدر أن تكون نهاية الشابة الرقيقة في شوارع عزبة النخل الحي القريب من منطقة عين شمس التي تشهد أحداثاً دامية بين قوات الأمن والمتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي. تحكي الأم والدموع تنهمر من عينها عن زهرة شباب قريتها ميادة تقول لم تكن تعرف الخوف منذ صغرها قالت إن نجلتي الابنة الوحيدة وشقيقها محمد وهو الآن في المرحلة الثانوية حالياً وكانت تمثل لي الابنة والشقيقة والصديقة ميادة بين كل صفات معالم الود والحنان طيبة القلب منذ صغرها ورفيقة الدرب في حياتي مشيرة إلي أنها كانت أمنية حياتها وحلمها أن تكون إعلامية أو صحفية وتفوقت في المرحلة الابتدائية وكان المدرسون معجبين بذكائها. .. كانت فرحة العائلة بالكامل عندما صارت الطفلة عروسة جامعية متفوقة وكانت مرتبطة بجدتها والدتي وتأثرت عند موتها حيث أوصت بأن تدفن بجوار جدتها التي كانت تعشقها منذ طفولتها. اتصلت ميادة قبل وفاتها بأيام توصيني بشقيقها محمد وأن يتفوق حتي يتمكن من الالتحاق بالكلية الحربية لخدمة الوطن وكان آخر اتصال "أشوفك علي خير يا أمي.. وتسلمي يا أمي" وكنت أشعر أن ابنتي ماتت يوم الجمعة حيث انتابني الخوف والقلق وشعرت في ظهر الجمعة يوم استشهاد ميادة بأن الشمس لسعت وجهي فردت قائلة ابنتي هتموت قلبي كان حاسس. أضافت انها علمت بخبر وفاتها عن طريق وسائل الإعلام والفضائيات ولم أصدق أن ميادة ماتت وحتي الآن لم أصدق انها ماتت وأن ميادة ليس لها أي انتماءات سياسية حيث كانت تقول إنها صحفية مصرية محايدة تلتزم بآداب المهنة وعملها الصحفي والإعلامي "فالدم المصري كله حرام" وكان شقيقها ووالدها يؤيد المشير السيسي لرئاسة الجمهورية وكانت العدالة الاجتماعية حلمها وصور الزعيم جمال عبدالناصر في غرفة ميادة مدون عليها "60 سنة ثورة تسلم يا عبدالناصر" مضيفة أن نجلتها كانت تحلم بأن تسكن وتقيم في القاهرة نظراً لعملها وكانت تقول أتمني أن يكون شريك حياتي مهندساً. واستطردت قائلة إن هناك شخص كان متقدم إليها وكانوا "هيسافروا" أمريكا ولكن ميادة رفضت الارتباط إلا بمهندس ولكن القدر كان أقوي مني ومنها حيث أنهت حياتها في مهنة البحث عن المتاعب "الصحافة" "وربنا ينتقم" من القتلة الذين اغتالوا ابنتي الوحيدة زهرة شباب العمر وفلذة كبدي وأتمني أن أشوفها في الفردوس الأعلي إن شاء الله" و"في الجنة يا ميادة" واختتمت الأم قائلة حسبي الله ونعم الوكيل. عيني عليكي تدمع وقلبي بيوجعني ولكن القدر يا بنتي وأشارت إلي أن الصحفي الشهير الحسيني أبو ضيف كان قدوتها في عملها الصحفي وتأثرت ميادة جداً عندما سمعت بوفاة زميلها في أحداث قصر الاتحادية في عصر مرسي وكانت حريصة علي تعليق صورة لشهيد الحسيني أبو ضيف في المنزل وعلي حسابها الشخصي فيس بوك. واستكمل أشرف رشاد ضابط سابق بالقوات المسلحة والد الشهيدة ميادة أن نجلته كانت تمثل له كل حياته ولكنها لن تعظم علي ربنا مشيراً أنه علم بخبر وفاة نجلته عن طريق التليفزيون ثم أسرع إلي مكان الحادث في عزبة النخل ولكن لم يتمكن من رؤية ابنته في مسجد الشيخ عبيد مكان الحادث وتم نقلها إلي مستشفي هليوبوليس بمصر الجديدة. وأثني رشاد علي دور نقابة الصحفيين ومجلسها حيث قام بدور كبير في إنهاء الإجراءات من المستشفي والنيابة مضيفاً أنه لا يتهم أحدا في قتل ابنته مطالباً من الداخلية سرعة تحديد الجناة وتقديمهم إلي العدالة مشيراً إلي أن بعض وسائل الإعلام قالت إن ميادة تميل إلي الإخوان المسلمين وهذا خط وتشويه إليها ولكن هي مصرية صحفية محايدة لا تنتمي إلي أي حزب سياسي أو تيار مطالباً الإعلام بتحري الدقة. وقال إنه من مؤيدي المشير السيسي ومازال يؤيده في الترشح إلي الانتخابات الرئاسية القادمة مشيراً إلي أن بعض وسائل الإعلام روجت انني تقدمت ببلاغ ضد وزير الداخلية وهذا خطأ. وطالب محمد أشرف شقيق ميادة من وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي أن يلتحق بالكلية الحربية لاستكمال مسيرة العطاء والتضحية من أجل الوطن مثل شقيقته قائلاً.. إن ميادة كان حلمها أن تراني ضابط جيش حيث كانت القوات المسلحة تمثل لميادة شرفا كبيرا. ولها صور عديدة وهي ترفع إشارة النصر أمام أحد أبواب اللجان أثناء الاستفتاء علي الدستور علي أفراد الجيش والشرطة مشيراً إلي أن الشهيدة ميادة توصي الزملاء الصحفيين بالحذر في الأماكن الخطرة.