الدكتور خالد الحجلة عميد كلية الهندسة جامعة الاسكندرية حصل علي الدكتوراة عام 2000 وعين أستاذاً للعمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية ثم وكيلاً للكلية لخدمة المجتمع من عام 2011 وحتي عام 2013. تحدث عن قانون تنظيم الجامعات والميزانيات المخصصة والأحداث التي شهدتها الجامعات المصرية من عنف وسيطرة وزارة المالية علي الجامعات وضعف الميزانية المخصصة للبحث العلمي. قال: قانون تنظيم الجامعات في حد ذاته يؤكد علي استقلالية الجامعة إذا ما تم تطبيقه بطريقة صحيحة إلا أن الممارسة الفعلية الحالية تؤكد علي عدم استقلالية الجامعة خاصة من الناحية المالية والادارية وذلك نتيجة لسيطرة وزارة المالية التي تحتل الجامعات المصرية الحكومية وتمارس المركزية الشديدة والنتيجة ان الجامعات اصبحت تتحرك برأسين أحدهما يتمثل في رئيس الجامعة وعميد الكلية المنتخبين من الجمعية العمومية والآخر يتمثل في مندوب وزارة المالية ومع احترامي الشديد للوزارة اختلف مع سياستها القائمة والمتمثلة في السيطرة والتحكم في عملية الصرف مما تسبب في اعاقة كبيرة للجامعات المصرية لأنها تتحرك بعقلية مندوب وزارة المالية وليس الفئات المنتخبة المسئولة أمام الجمعية العمومية فمندوب المالية موظف بالوزارة تم تعيينه كمراقب مالي ورئيس للحسابات بالجامعة إلا انه ونتيجة للانحراف في تطبيق القانون أصبحت له صلاحيات التوقيع علي الشيكات ولا يمكن صرف أي شيء دون موافقته وبذلك أصبحت الصلاحيات في التوقيع مزدوجة بين رئيس الجامعة وعميد الكلية من جهة وبين مراقب الحسابات من جهة أخري وهو ما يتناقض مع قانون تنظيم الجامعات المادة 250 التي تعطي لمندوب وزارة المالية صفة المراقبة فقط لعمليات الصرف وكتابة تقارير بها اجراءات تصحيحية وعليه أصبحت وزارة المالية وزارة سيادية خاصة مع المشكلة الاقتصادية الحالية. 30 ألف جنيه * هل تكفي الميزانية المطروحة من الوزارة لعمليات البحث العلمي ومشاريع الكلية؟ ** بالطبع هي بعيدة عن احتياجات الكلية حتي ان الميزانية المنصرفة في العام لكلية الهندسة للبحث العلمي ثلاثون ألف جنيه فقط مع وجود 14 قسماً بالكلية والعديد من الأبحاث وحوالي 16 ألف طالب بالدراسات العليا وبالتالي تستكمل الكلية أبحاثها بالموارد الذاتية ويعتمد العديد من الطلبة علي أنفسهم في الأبحاث. * كيف تخدم المجهودات البحثية بالكلية المجتمع؟ ** هيكل تنظيم الجامعات يسمح بالتعامل مع المجتمع من خلال الوحدات ذات الطابع الخاص وهي وحدات تشكل داخل الكليات للتعامل مع المجتمع لتقديم الخدمات ويوجد ثلاث وحدات بالكلية هي وحدة الحساب العلمي ووحدة هندسة الانتاج والمركز الهندسي للخدمة العامة وجميعها تقدم للمجتمع مشروعات ودورات تدريبية من خلال استشاريين من أعضاء هيئة التدريس وإحدي هذه الوحدات وهو المركز الهندسي يساهم في المشروعات القومية الهامة مثل تطوير بناء الاسكندرية وتطوير محطة سيدي جابر ومحطة مصر بالقاهرة ومحور ترعة المحمودية والحماية البحرية لشاطئ الاسكندرية ومجموعة مباني الجامعة. مشاريع * هل هناك مشاريع مستقبلية خاصة بخدمة المجتمع تشارك فيها الكلية؟ ** تتعاون الكلية مع محافظة الاسكندرية في محاور عدة لمشاريع مستقبلية 54 بالطريق الصحراوي بالاضافة إلي دراسة مبدئية قدمته الكلية للمحافظة وهو اضاءة الشارع بالليد "LED" وهو نوع من الاضاءة يعتمد علي تيار كهربائي منخفض الجهد والاستهلاك للطاقة وهي وحدات تم تجربتها بالفعل بالكلية وسيتم استبدال الاضاءة كاملة بها في احدي مدرجات كهرباء للتجربة بالاضافة الي وجود لجنة للتواصل مع المجتمع الصناعي من خلال مؤتمرات لدراسة أثر مخلفات الشركات الصناعية علي البيئة وتقدم خدمات استشارية وتدريباً للطلاب في المصانع كما تقيم الكلية سوق عمل سنوياً لدراسة احتياجات المجتمع. أمن الجامعات * ماذا عن أزمة الحرس الجامعي؟ ** العلاقة الجامعية بين الأساتذة والطلاب يجب ألا تتدخل فيها الحراسة الشرطية لكن بشرط التزام كل طرف حتي تظل تلك العلاقة في إطارها أما إذا خرجت عن ذلك الإطار فيجب في تلك الحالة ان تتدخل الجهات الأمنية وهذا ليس معناه ان يكون مكان الشرطة داخل الجامعة فداخل الكلية لا يجب ان يكون هناك وجود إلا للأمن الاداري فقط طالما الأمور لم تخرج عن نصابها فالتعبير عن الرأي مسموح به لأن شخصية الطالب تتكون خلال تلك الفترة ولذلك يجب تقبل تعبيره عن الرأي ولكن بطريقة مقبولة ودون مبالغات. * هل حرصت الكلية علي تطوير العملية الأمنية للطلبة خاصة بعد الأحداث الأخيرة بالجامعة؟ ** بالفعل عملنا علي تطوير الأمن الاداري ولكن بطريقة تعطي صورة ان الكلية تستخدم نظاماً أمنياً وليس قمعياً والكلية حرصت ان تبدأ بتجربة ناجحة وهي وجود العنصر النسائي ضمن الحرس الاداري وهي مبادرة من كلية الهندسة لمساعدة الطالبات بالاضافة إلي زيادة عدد أفراد الأمن والتفتيش أمام جميع بوابات الكلية ومضاعفة عملية التفتيش خلال فترة الامتحانات. * لماذا تأخرت الاجراءات التأمينية الأخري للكلية مثل الكاميرات والبوابات الالكترونية؟ ** الكلية لاتزال في طور دراسة تركيب كاميرات وبوابات الكترونية إلا ان التكلفة تعد عاملاً أساسياً في تأخر التنفيذ لأن التمويل يفوق قدرة الكلية المالية علي الرغم من بدء تطبيق نظام الكاميرات في كليات المجمع النظري عن طريق الاستعانة بأساتذة من هندسة حيث أعطت الجامعة الأولوية للمجمع نتيجة لصعوبة التحكم فيه واشتعال الأحداث به خلال الفترة الأخيرة. حرية التعبير * لماذا خرجت الكثير من الجماعات الدينية من كلية الهندسة؟ ** لا أحد تفسيراً محدداً لذلك لكن الجماعات الدينية والإخوان لا يحركون الأحداث بمفردهم داخل الكلية فهناك الاشتراكيون الثوريون وغيرهم والتنوع في الفكر ليس عيباً في حد ذاته لأنه يقوي المجتمعات بشرط ألا تخرج تلك الأفكار عن نطاق التعبير عن الرأي والرأي الآخر دون تطرق إلي التخريب والشغب. * هل هناك رؤية لضبط الأحداث الحالية والتحكم في تداعياتها؟ ** الادارة هي عملية التنسيق وليس السيطرة وكل مسئول عنده صلاحية من خلال موقعه فالأساتذة مسئولون مباشرة عن الطلبة ودور الادارة هو رسم الحدود والقواعد ومنها تحديد جزء من المحاضرات من خلال رؤساء الأقسام للحديث عن الأمور العامة وامتصاص حماس الطلبة وأري ان النتائج لتلك التجربة مقبولة حتي الآن. العميد السابق * ماذا عن قرار حبس عميد الكلية السابق ودكتور بالكلية إثر اتهامهما بتحريض الطلبة؟ ** الموضوع أصبح في القضاء ولا دخل للكلية به وتدخلنا الوحيد سواء مع الطلبة المحبوسين أو الأساتذة من خلال قيام ادارة الكلية بتسهيل أداء الطلبة للامتحانات داخل محبسهم من خلال وكيل الكلية ومجموعة من الأساتذة وأشكر ادارة السجن التي تعاونت معنا أما الدكتور فهمي فتح الله عميد الكلية السابق والدكتور علي بركات نقيب المهندسين بالاسكندرية فالكلية قامت بتقديم شهادتها في حق الأستاذين من خلال بيان مجلس الكلية الذي شهد بحقيقة الأمر وأصدر المجلس بياناً يناشد فيه الجهات الأمنية مراعاة الظروف الصحية للدكتور علي بركات. * هل هناك جهات خارجية قامت بالتأثير علي الطلبة خلال الأحداث الماضية؟ ** بالطبع اكتشفنا وجود تأثير قوي من خارج الجامعة لاسيما جهات معينة وذلك أثناء مجالس التأديب لبعض الطلب المشاركين في أحداث الشغب حيث تم ارسال محامين من جهات بعينها لا صلة لهم بالجامعة أو الطلبة. وعلي المستوي العام فإن الجامعة مكان مؤثر في المجتمع لذلك عادة ما يكون محور الاهتمام بان يصبح بؤرة الأحداث بالاضافة الي انها مكان قابل للاشتعال بسهولة نتيجة لحداثة سن الشباب واختلاف طرق تعبيرهم عن رأيهم.