ورش الشقق أو بير السلم لتصنيع الأسلحة المحلية أصبحت كابوساً يهدد الأمن القومي بعد أن انتشرت بشكل سرطاني بالأماكن المتطرفة والمناطق العشوائية والمدن الجديدة وأصبحت تقدم الدعم الكامل للجماعات الارهابية في تصنيع العبوات الناسفة التي تستهدف أجهزة الدولة والمواطنين وتمدهم بالخرطوش وطبنجات الصوت التي تمكنت من تحويلها إلي أسلحة قادرة علي إطلاق الأعيرة النارية. وطبقاً لاحصائية صادرة من مصلحة الأمن العام فإن الأجهزة الأمنية تمكنت مؤخراً من ضبط 77 ورشة لتصنيع الأسلحة وضبط فيها مئات الأسلحة النارية محلية الصنع والمعروف باسم "الفرد الخرطوش" وكميات كبيرة من الطلقات الحية والمسامير الثلاثية التي تستخدم في تفجير إطارات المدرعات والأمثلة كبيرة فقد تمكنت الأجهزة الأمنية في الآونة الأخيرة من ضبط ثلاث مئات من المنتمين لجماعة الاخوان الارهابية أثناء تصنيع عبوات ناسفة وقنابل المولوتوف بشقة بالظاهر بعد أن ارتاب بعض الجيران أثناء قيام المتهمات بنقل زجاجات فارغة وجراكن بنزين للشقة فقاموا بإبلاغ المباحث التي تحركت علي الفور لضبط المتهمات أثناء إعداد قنابل المولوتوف لاستخدامها أثناء المظاهرات كما جاء في اعترافاتهن. أيضاً ورشة حدادة ببولاق أثناء قيام صاحبها بتصنيع أسلحة نارية وتم ضبط العديد من الأسلحة المحلية الصنع "مقروطة" وفرد خرطوش وبنادق ساقية وهي عبارة عن ماسورة تدعي الكباس وماسورة اخري للطلقات ومزودة بمقبضين حتي يمكن التحكم فيها والتعامل معها بيد واحدة كالفرد الخرطوش وأحيل المتهم للنيابة العامة لمباشرة التحقيق ومصادرة المضبوطات. كذلك مديرية أمن القليوبية التي ضبط عامل حول مسكنه إلي ورشة لتصنيع العبوات الناسفة والأسلحة النارية وضبط بحوزته 23 قنبلة يدوية دائرية الشكل مصنعة من البارود الأسود وشظايا الزجاج والزلط وعدد من الأسلحة النارية وطبنجة صوت والطلقات المختلفة الأعيرة. وبمدينة 6 أكتوبر تمكنت المباحث الجنائية من ضبط شقيقين متلبسين بتصنيع قنابل حارقة وعثر بحوزتهم علي 80 زجاجة فارغة وجراكن بنزين وكمية من القماش لتصنيع المولوتوف وذلك بعد أن وردت معلومات عن المتهمين بالإنضمام للمظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول وقيامهم بتصنيع المولوتوف بمحل سكنهم وبعد استصدار إذن النيابة العامة تم القبض علي المتهمين واحيلوا للنيابة للتحقيق. اللواء حسام سويلم الخبير الأمني يشير إلي أن خطط الأجهزة الأمنية للقضاء علي هذه الورش التي تهدد الأمن العام تعتمد في المقام الأول علي جمع المعلومات بمصادرها المختلفة والتي يكون أهمها المعلومات التي يتم الحصول عليها من المواطنين ولهذا ادعو الجميع للابلاغ فوراً عن أي مشاهدات غريبة لورش أو شقق يتم تصنيع الأسلحة بداخلها مؤكداً أن الأرقام متاحة لكل المواطنين للابلاغ عن أي أماكن تستهدف أمن المواطن بسرية تامة لبيانات المبلغ. مؤكداً إلي أن من أهم البلاغات التي استطاعت الأجهزة الأمنية التعامل معها وضبطها في الآونة الأخيرة هي قيام بعض المنتمين لجماعة الاخوان الارهابية من طلاب جامعة المنصورة باستغلال بعض معامل كليتي العلوم والصيدلة في تصنيع مواد كيماوية حارقة وسريعة الاشتعال ويقومون باضافتها إلي محتويات زجاجات المولوتوف لتكون ذات قدرات حرق عالية كما تمكنوا من اضافة مادة السيانيد السامة لمكونات القنابل اليدوية لقتل لكبر عدد من المستهدفين عن إلقائها عليهم. وأشار بضرورة أن تكون العدالة ناجزة لإنهاء هذه القضايا المتعلقة بأمن المواطن حتي يتم التخلص من هذه العصابات التي تهم الأمن العام بسرعة محاكمة المقبوض عليهم أو المشتركين معهم في هذه الجرائم سواء بالتصنيع أو النقل او استخدام هذه الأسلحة. ويضيف اللواء ممدوح الكدواني الخبير الأمن أن هذه الورش تنتشر في المناطق العشوائية كما يصعب وصول أجهزة الأمن لمعلومات عنها وتجد زبونها في المناطق أيضاً مما يسهل من مهامهم في تصنيع الأسلحة وبيعها دون عناء مؤكداً علي انتشار هذه الورش في الفترة الأخيرة يرجع الزيادة الطلب علي الأسلحة النارية التي تستخدم في المظاهرات من الارهابين والمأجورين ويؤكد أن ضرورة وقوف رجال والمواطنين جنباً إلي جنب للتصدي للمظاهرة وذلك عن طريق الابلاغ فوراً عن أي ورشة أو شقة تستخدم في صناعة الأسلحة أو القنابل الحارقة وبعدها يأتي دور الأجهزة الأمنية في جمع التحريات واستصدار إذن النيابة لمداهمة هذه الأوكار فوراً. اللواء فادي الحبشي الخبير الأمن أن هذه البؤر الاجرامية يتم تحديدها من خلال إجراءات البحث ووحدات المباحث في الأماكن المختلفة ثم استصدار إذن النيابة مشيراً إلي أن منتشرة في ربوع مصر لسهولة تصنيع هذه الأسلحة وعدم تكلفتها وتستخدم في صناعتها مواسير المياه وبعض الأدوات البسيطة ولكن المشكلة في تحويل مسدس الصوت إلي حي أوبلي حيث إنها في منتهي الخطورة لأن مسدس الصوت لا توجد به ماسورة حديدية وإن وجد فهي لا تتحمل الاحتكاك والحرارة الخارجية من الطلقة وبذلك يمكن أن تنفجر الماسورة في مستخدم المسدس أو من حوله ولذلك لابد من ضبط الأسلحة الصوتية مع التركيز علي ضبط الورش التي يتخذها البعض كحرفة للحصول علي المال فبعضهم من المسجلين أو من لهم انتماءات سياسية أو "الطفشجية" وهو الذي يتولي إصلاح الأسلحة من الحدادين. مشيراً إلي أن السلاح جريمة وتصنيعه نشاط إجرامي يستوجب المواجهة العنيفة من الأجهزة الأمنية لمنع انتشار الجريمة وخاصة في الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد في الفترة الحالية وعدم استقرار الأمور السياسية الذي أدي إلي وجود تظاهرات يحمل فيها بعض الخارجين عن القانون هذه الأسلحة ويستخدمها في مواجهة قوات الشرطة. المهندس محمد القصري رئيس جهاز مدينة 15 مايو أن الجهاز يعمل علي مكافحة ظاهرة ورش تصنيع الأسلحة والشقق التي تتحول لهذا الغرض بكل حزم خلال التنسيق بين إدارتي المخالفات والأمن بجهاز المدينة وشرطة التعمير وقسم شرطة 15 مايو وذلك بالمرور الدائم علي وحدات المدينة بالكامل وفي حالة الشك في وجود مثل هذه البؤر الاجرامية يتم إبلاغ الأجهزة الأمنية فوراً ومداهمتها مؤكداً أن أهمية دور المواطنين من سكان المدينة في الابلاغ عن أي مشاهدات غريبة تحدث في أماكن سكنهم حتي يتسني لنا القيام بدورنا في تأمين سكان مدينة 15 مايو. ويتفق معه المهندس عبدالمطلب ممدوح رئيس جهاز مدينة 6 اكتوبر في ضرورة المواطنين وتفاعلهم مع الجهاز والجهات الأمنية للقضاء علي ورش بئر السلم لتصنيع الأسلحة لخطورتها علي العقار بالكامل مؤكداً أن إدارة التراخيص والتشغيل بجهاز المدينة بالتعاون مع رؤساء الأحياء بالمدينة يقومون بالمرور والتفتيش الدوري علي الأنشطة الصناعية بمدينة أكتوبر بشكل دائم لتفادي وجود هذه الأنشطة الاجرامية داخل المدينة وفي حالة تلقي أي بلاغات يتم التعامل معها في نفس اليوم من خلال شرطة التعمير والمرافق والجهاز والمباحث بالتوجه فوراً لفحص البلاغ والتأكد من صحته.