تعد احداث الجمعة الماضية بمناسبة سيناريو الفوضي ومخطط الارباك الأمني الذي ينفذه الصف الثاني من الجماعة الارهابية بمنطقة عين شمس والمطرية والف مسكن لاحياء رابعة العدوية من جديد وانتشال اي محاولة امنية لتفريق المعتصمين من تلك المنطقة المكتظة بالسكان والتي يصعب اختراق شوارعها الضيقة وحواريها ونصب كماشات محكمة لاصطياد رجال الشرطة والقوات المسلحة ولاخذ بالثار لشهدائهم المزعومين.. لم يكن اختيار الاخوان للتظاهر في الف مسكن او الاعتصام في المطرية او الاحتياج في عين شمس مجرد صدفة فقد كان الاختيار الاول قبل رابعة العدوية الا ان تصدي الاهالي لهم ورغبتهم في استفزاز قيادات القوات المسلحة واحداث شلل عمدي بشرق القاهرة وتعطيل العديد من الجامعات والوزارات والهيئات الهامة وبقائهم علي مقربة من قصر الاتحادية لاعادة رئيسهم المعزول جعلهم يتنازلون عن حلم الالف مسكن وبعد المواجهات الدامية مع الامن وجدت الجماعة الارهابية ان الالف مسكن منطقة مثالية لجذب عناصر جديدة والتاثير في شريحة كبيرة من البسطاء باسم الدين علاوة علي صعوبة التصدي لهم من قبل الاجهزة الشرطية من خلال استغلال الشوارع الضيقة والحواري في الهروب والعقارات تحت الانشاء لاخفاء الاسلحة والقنابل والمولوتوف كما حدث في رابعة. كيرلس جرجس "مهندس صيانة" يري أن سر اختيار مؤيدي المعزول لمنطقة الالف مسكن وعين شمس والمطرية كونها أماكن عشوائية معظم سكانها من الجماعات الاسلامية والاخوان حيث يتعمدون التجمهر والتظاهر بموقف سيارات مدينة نصر ورابعة والحي العاشر الموجود بالالف مسكن لاحداث شلل مروري ولقربه من معسكر الامن المركزي. ويوضح علي حسانين في كل يوم جمعة تأتي سيارات نصف نقل محملة باطارات السيارات وأخري بزجاجات المولوتوف والكارثة الكبري في القنابل يدوية الصنع التي تصنع من زجاجات أدوية الكحة وسلك كهرباء ومفجر صغير ثم تخرج مجموعات من داخل مساجد العزيز بالله وأحمد عرابي والزهراء عقب صلاة الجمعة ويسلكوا شوارع الزهراء والعشرين علي أن يكون التجمع بشارع صعب صالح ويتجهوا بعد ذلك إلي نقطة شرطة الالف مسكن لبدء المناوشات يضيف محمد نادر "صاحب محل" أن مؤيدي الرئيس المعزول يحضرون بمسيرات ضخمة من مناطق متعددة ومن مختلف المحافظات وتخرج المسيرات من شارع البن البرازيلي وأحمد عصمت مزودين بالصواريخ والالعاب النارية والمفرقعات وتبدأ بحرق اطارات الكاوتش لتكون حاجز بينهم وبين قوات الامن ويرددون هتافات مناهضة ضد الجيش ويكتبون عبارات مسيئة ضد ثورة يونيو ونقوم بازالتها من علي الحوائط لكن سرعان ما يعاودوا كتابتها مرة اخري لكن ما حدث الجمعة الماضية لم يكن متوقعا حيث كان الهدوء يسود محيط ميدان الالف مسكن وعقب صلاة الجمعة مباشرة سمعنا صوت دوي اطلاق الاعيرة النارية وتصاعد الادخنة نتيجة القاء القنابل المسيلة للدموع بالاضافة إلي تكرار سيناريو ميدان رابعة العدوية بقيام الجماعة الارهابية باعتلاء العمارات تحت الانشاء الموجودة بالالف مسكن وجسر السويس وقاموا باطلاق النيران علي الشرطة. ويؤكد ماركو نبيل "مساعد صيدلي" عقب فض اعتصام رابعة والنهضة بدأت تظاهرات مؤيدي المعزول تجوب شوارع وميادين حي عين شمس وتخرج احيانا من مسجد النور بالشارع الجديد بعين شمس خاصة الاغلبية من سكان شارع العشرين والاربعين من اعضاء الجماعة الاسلامية والاخوان. يقول مرقص عادل "صيدلي" أن الاحداث التي شهدتها منطقة عين شمس في عهد وزير الداخلية زكي بدر ومطاردته للجماعة الاسلامية والاخوان بمنشية التحرير كان له أكبر الاثر في بقائهم في نفس المكان وفور فض اعتصام رابعة والنهضة ظهرت التظاهرات بشكل ملحوظ خاصة للبنات والسيدات في الفترات الماضية ولكن اختفين في الاسابيع الماضية واقتصرت التظاهرات علي شباب صغير السن. يضيف محسن محمود "بائع" تحولت منطقة الالف مسكن وشارع جسر السويس إلي حرب شوارع بين انصار الرئيس المزول من ناحية والامن والاهالي من ناحية أخري بعد اطلاق الخرطوش والرصاص الحي بطريقة عشوائية علي المارة والقاء زجاجات المولوتوف الحارق واشعال اطارات السيارات وهذا التصعيد للعنف محاولة منهم للزعزعة الاستقرار وعرقلة التحول الديمقراطي ودائما تزداد شراسة الجماعة الارهابية في المناسبات التي يحتفل بها الشعب المصري بالثورة. يقول خليل ناجي "حارس أمن" أغلبية المتظاهرين من المؤيدين للرئيس المعزول من سكان المطرية والزيتون ويحضرون كل يوم جمعة بدعوي التظاهر السلمي ولكن سرعان ما تتحول المظاهرات إلي حرب شوارع بسبب قيامهم باطلاق الخرطوش وزجاجات المولوتوف الحارقة بصورة عشوائية مما يسفر عن وقوع حالات وفاة واصابات. اما مالك العقار المحترق اسلام إبراهيم فيقول الوضع أصبح سيء ولا يتحمل الصبر علي الجماعة الارهابية اكثر من ذلك.. ويوضح ان سبب قيامهم باشتغال النيران في العمارة اخفاؤه لظابط شرطة ومجموعة من الجنود في جراج العقار بعد مطاردة انصار المعزول لهم بالشوارع لعدم حملهم سلاح يردون به علي المتضاهرين. يوضح نشأت عبداللطيف ان اختيار الجماعة الارهابية لموقف الالف مسكن للتظاهر اسبوعيا لكونه ملتقي لركب المحافظات خاصة الاسماعيلية إلي جانب انه موقف الحي العاشر ورابعة ويريدون عرقلة حركة المرور. اللواء ممدوح كدواني الخبير الأمني يري أن اختيار الاماكن العشوائية ذات الكثافة السكانية للجماعة الارهابية لوجود عناصر تنتمي إلي أفكارهم وانتماءاتهم ومن خلال التجمعات يتم استغلال عناصرهم وتجنيد السكان وجيرانهم ونشر الافكار الدينية المتطرفة بالاماكن العشوائية للاستغلالهم في التظاهر وللهجوم علي الدولة والنظام والجيش ولطبيعة المكان والحارات الضيقة والتي يتم تفريق التظاهرات من الميادين الرئيسية ويهرعون إلي الحارات مما يصعب علي رجال الامن مطاردتهم. في حين يري الدكتور أحمد يحي استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قناة السويس ان الاخوان يلجأون إلي الظهير الشعبي لحمايتهم وتنفيذ مخططاتهم ووقع اختيار هذه المرة علي مناطق عين شمس والمطرية والف مسكن والطالبية بالجيزة والاماكن الريفية المنتشرة حول الجيزة ليجدوا الفرصة في تحقيق اهدافهم في التظاهر واثارة البلبلة والفوضي. يضيف ان الجماعة منذ زمن بعيد تفضل البقاء بالاماكن الشعبية داخل القاهرة وخارجها من خلال استغلال مشاكل الفئة المهمشة وتجنيدهم لضرب الاستقرار.