مجموعة من الدراسات السينمائية الجادة ضمها كتاب "ربيع الوثائقي- دراسات في وثائقيات الثورة" صدر عن الدار العربية للعلوم بالاشتراك مع قناة الجزيرة الوثائقية اشراف حسن مرزوقي. وفيه أربعة فصول عن علاقة الفيلم الوثائقي بثورات الربيع العربي في 262 صفحة. يقول الناقد الكبير سمير فريد في مقدمته عن سينما الربيع العربي: "عندي ان الفيلم الوثائقي منتج بغرض التعبير من خلال استخدام لقطات صدرت لاغراض أخري" وان الفيلم التسجيلي هو التعبير المباشر من دون استخدام لقطات صورها آخرون. وان سينما الربيع العربي هي الافلام التي تتناول ثورات الشعوب العربية التي بدأت عام 2011. سواء كانت من الانتاج العربي أو غير العربي. وسواء كانت لمخرجين عرب أو غير عرب وسواء كانت روائية أم تسجيلية أم وثائقية أو حتي أفلام تحريك". ويضيف: "أصبح كل من يريد ان يكتب بلغة السينما أن يمسك الكاميرا ويكتب. تم إنهاء احتكار "السينمائي" للسينما وأدت الثورة التكنولوجية وكاميرا الديجيتال والموبايل الي ازدهار الأفلام الوثائقية علي نحو غير مسبوق في تاريخ السينما وأصبحت تنافس الأفلام الروائية في السوق. انها تعيش عصرها الذهبي هو عصر "الديمقراطية السينمائية" يضم الفصل الأول الذي يحمل عنوان "مشاريع وثائقية بشرت بالثورات" 5 دراسات لهاشم النحاس وصفاء الليثي ود. شاكر نوري وبشار ابراهيم وأحمد أبوغابة. ويشير هاشم النحاس الي عدد كبير من الأفلام الروائية التي واجهت القهر والفساد في المجتمعات العربية مما زاد الوعي بأهمية مواجهة تلك المظالم والتحرر من القيود. وتقارن الناقدة صفاء الليثي بين المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي والمصري خيري بشارة من حيث الاهتمام بالسينما التسجيلية حتي وهما يقدمان الافلام الروائية. وفي الفصل الثاني بعنوان "الثورات والصورة ونصيب التوثيق" ينشر الكتاب 5 دراسات للنقاد: محمد رضا ود. فؤاد بوعلي ورامي عبدالرازق ووسيم القربي وضاوية خليفة. وفي الفصل الثالث دراسات للنقاد: ابراهيم العريس ود. طاهر علوان وعصام زكريا ومحمد أشويكه وعدنان حسين أحمد. وفي الفصل الرابع والأخير تحت عنوان "آفاق ثورية.. آفاق وثائقية" دراسات للنقاد: عدنان مدانات ود. عبدالله أبوعوض وأحمد القاسمي ود. الحبيب ناصري. يشير الناقد اللبناني محمد رضا الي مساهمات السينمائيين المصريين في ثورة يناير.وخاصة فيلم "18 يوما" و"الطيب والشرس والسياسي" و"مولود في 25 يناير" والتي مثلت مصر في العديد من المهرجانات. ويتذكر الناقد رامي عبدالرازق ما قام به المخرج د. علي غزولي عندما قام بتصوير موقعة الجمل من فوق سطح العمارة التي يسكنها في ميدان عبدالمنعم رياض. وهنا يقول الناقد ان الثورة أنتجت الوثيقة المصورة قبل ان تنتج أفلامها الخاصة ويحدد 3 أنواع للصورة الوثائقية وهي التي يلتقطها الهواه ثم المحترفين وأخيراً المزج بين صورتين للخروج بتأثير علي المشاهد. ويقول عدنان مدانات في دراسته "آفاق السينما التسجيلية العربية" أنه من الصعب القول بأن "سينما الثورة" بدأت مع الربيع العربي الا اذا حصرنا كلامنا في نطاق نقل الحدث. ولكن سينما الثورة بدأت مع تجارب السينما العربية وانتقالها من الترفيه الي الجهد الابداعي عند: توفيق صالح ويوسف شاهين ورضوان الكاشف وبرهان علويه ومارون بغدادي ومحمد ملص وخالد الصديق وعبدالله المحيسن ومي مصري ونوري بوزيد ومفيدة تلاتلي وايليا سليمان وميشيل خليفي وعمر أميرالاي.