رغم أن الفيوم ليست من محافظات السيول إلا أن مخاطر اجتياح المياه تأتيها شتاء من ارتفاع منسوب المياه ببحيرة قارون . إلي جانب المجاري المائية من الترع والمصارف التي تتعرض جسورها من آن لآخر للانهيار بسبب التعديات والمخالفات هو ماحدث مؤخرا عندما اجتاحت مياه مصرف البطس عند مصبه ببحيرة قارون. يقول الخبير الجيولوجي الدكتور الزيني عيد معبد إن الطبيعة الجغرافية للفيوم كمنخفض وسط الصحراء وهبت الفيوم حماية خاصة من السيول التي قد تتعرض لها بعض المحافظات الأخري كأسيوط وقنا وسيناء. ويشير إلي أن بحيرة قارون تحميها من الشمال وبحيرات وادي الريان من الجنوب الغربي والاتجاه الوحيد الذي يمثل خطورة هو الاتجاه الشرقي الذي يأتي منه مخر السيل الوحيد بالفيوم الممتد في صحراء العزب والقادم من اتجاه جبل النعلون الذي يفصل بين سدمنت الجبل ببني سويف وقلمشاة بالفيوم ويقع في هذا الاتجاه طريقان هامان هما طريق القاهرة - أسيوط غرب النيل وطريق طما فيوم - سدمنت ببني سويف وقد روعي في تصميم هذه الطرق تنفيذ مواسير أسفلهما بمناطق محددة لمرور المياه إذا ما حدثت السيول ولكنه يحذر من ضرورة تطهير هذه المواسير بصفة مستمرة حتي تقوم بدورها عند اللزوم. والواقع بالصور يؤكد أن مخر السيل الوحيد بالفيوم يتعرض لتعديات صارخة بالبناء والزراعة بعد الاستيلاء علي مساحات كبيرة منه مما يهدد بكارثة عند حدوث سيول . فقد استولي السماسرة وبلطجية الأراضي علي مساحات من الأراضي وردموها وحولوها إلي كافتيريات ومنازل وأراضي تباع بالمتر يقع أكثر من ربعها في مجري مخر السيل مما يهدد بمخاطر محتملة في حالة السيول بطريق القاهرة / أسيوط الاستراتيجي الذي يقع عليه عدد من المنشآت الهامة والمشروعات ومنها مدينة الفيوم الجديدة ويعيد إلي الأذهان كما يقول أحمد يوسف من أبناء المنطقة شبح كابوس السيول الجارفة التي ضربت منطقة اللاهون عام 1996 والتي يقع بالقرب منها حاليا طريق أسيوط الغربي. ويكشف مصدر خاص - رفض ذكر اسمه - أنه عقب قيام ثورة 25 يناير انتفض ضعاف النفوس بمساعدة بعض الموظفين المنحرفين للاستيلاء علي مساحات من أراضي أملاك الدولة بهوارة المقطع تقدر مساحتها ب 93 فداناً منها 23 فداناً في المجري المخصص لمخر السيل قاموا بردمه و70 فداناً كانت مخصصة لمدارس ومعاهد دينية ومشروعات خدمية للقرية بحوض الرزقة شرق عزبة محمود السيد والمخصص جزء منها لإقامة معهد ديني وأخري لمدارس والخدمات العامة والتي تقع من الناحية الشرقية لمنطقة طلعت سلامة والغربية لطريق أسيوط الغربي والبحرية لمخر السيول والقبلية لأراض زراعية شرق طريق أسيوط الغربي وتم إحاطة تلك المساحات الكبيرة من هذه الأرض بأسوار من البلوك الأبيض. تقول التفاصيل إن محافظة الفيوم قررت عام 1998 نزع ملكية 22 فداناً و13 قيراطاً و7 أسهم تمتد من طريق أسيوط الغربي إلي بحر وهبي العمومي المجاور لعزبة محمود السيد من الناحية البحرية بطول 2 كم لتنفيذ مخر للسيول بمنطقة هوارة المقطع تحت رقم 980 منها 11 فداناً و18 قيراطاً و20 سهماً علي طريق أسيوط الغربي علي يمين القادم من الصعيد للقاهرة أمام عزبة محمود السيد بالقطعة رقم 52 حوض الرزقة رقم 41 ناحية هوارة المقطع. والقطعة الثانية رقم 64 المقابلة للأولي حوض الموين رقم 37 هوارة المقطع بمساحة 10 أفدنة و18 قيراطاً و11 سهماً بجوار إسعاف عزبة محمود خليل . وصدر قرار مجلس الوزراء رقم 2551 لسنة 1998 الخاص بإنشاء مخر للسيول للحفاظ علي الممتلكات العامة والخاصة بالمنطقة من مخاطر السيول الجارفة واعتمد لتنفيذ المشروع ثلاثة ملايين جنيه . وتم نزع ملكية الأرض من واضعي اليد لتنفيذ المشروع . وتم حفر المخرات في 10 مايو 1999وأخطرت إدارة أملاك الدولة للتنفيذ بالخطاب رقم 132 في 18 نوفمبر عام 2000 وتم الانتهاء من المشروع واستلامه وأصبحت المنطقة من يومها مؤمنة ضد مخاطر السيول وأخطرت الوحدة المحلية لهوارة المقطع وهندسة الري التابع لها المخر بتمام تنفيذ المشروع. يؤكد عبد التواب محمود إن ردم المخرات يدعو للخطورة والقلق ويعرض قري محمود السيد وهوارة المقطع نفسها وعزبة فراج والمنشآت التعليمية بها ومنها مجمع متكامل للتعليم الفني . وطريق أسيوط الغربي وممتلكات الأهالي للخطر في حالة تعرض المنطقة لسيول عندما لا تجد المياه ممراً وتصطدم بتلك المباني والمنشآت وتقطع طريق أسيوط الغربي. والطريف أن البعض من المتعدين علي تلك الأراضي استغلوا فترة المظاهرات الفئوية وقدموا شكاوي للمحافظ يطالبون بتقنين أوضاعهم المخالفة . وقامت المهندسة عنايات طاهر مدير عام الأملاك السابقة بإعداد مذكرة للعرض علي المحافظ الذي أحالها بدوره إلي رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة الفيوم الذي قرر تشكيل لجنة للمعاينة علي الطبيعة وحصر المساحة المتعدي عليها. كانت السيول قد ضربت وبعنف شديد طريق الفيوم - القاهرة عام 2011 بعد أمطار غزيرة أدت إلي حدوث انهيار أرض بالطريق بالقرب من مدخل مدينة السادس من أكتوبر مما تسبب في توقف حركة مرور السيارات بسبب البرك التي سببتها الأمطار . وكانت أكثر المناطق تضرراً منطقه كوم أوشيم من بداية بوابات الرسوم إلي مدخل مدينه طامية واشتدت الرياح وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة وسقطت بعض الأعمدة الكهربائية وعاشت أكثر من 10 قري بالمنطقة في ظلام دامس بعد أن تسببت الرياح في سقوط الأشجار علي أعمدة الإنارة وتقطعت الأسلاك الكهربائية.