الجيش الجزائري: القضاء على إرهابي في عملية عسكرية غربي العاصمة    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 بالمصانع بعد التحديث الأخير    تعرف على تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات بداية الأسبوع    أسماء.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا الجمعة المقبل    الجيش الأمريكي "يشتبك" مع 5 مسيرات فوق البحر الأحمر    يعيش في قلق وضغط.. هل تُصدر المحكمة الجنائية مذكرة باعتقال نتنياهو؟    مواعيد مباريات اليوم لمجموعة الصعود ببطولة دوري المحترفين    طقس اليوم حار نهارا مائل للبرودة ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 30    ما المحظورات التي وضعتها "التعليم" لطلاب الثانوية خلال الامتحانات؟    تكلف 3 ملايين دولار.. تفاصيل حفل زفاف الملياردير الهندي في الأهرامات    أمير هشام: تصرف مصطفى شلبي أمام دريمز الغاني ساذج وحركته سيئة    المندوه: كان يمكننا إضافة أكثر من 3 أهداف أمام دريمز.. ولماذا يتم انتقاد شيكابالا بإستمرار؟    مواعيد مباريات اي سي ميلان المتبقية في الدوري الإيطالي 2023-2024    ميدو: هذا المهاجم أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    عيار 21 يتراجع الآن لأدنى مستوياته.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم في الصاغة    صحف السعودية| مطار الملك خالد الدولي يعلن تعطل طائرة وخروجها عن مسارها.. وبن فرحان يترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة    انخفاض جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 في المصانع والأسواق    بعد وفاة والدتها.. رانيا فريد شوقي فى زيارة للسيدة نفسية    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    علييف يبلغ بلينكن ببدء عملية ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا    إصابة 13 شخصا بحالة اختناق بعد استنشاق غاز الكلور في قنا    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    مجتمع رقمي شامل.. نواب الشعب يكشفون أهمية مركز الحوسبة السحابية    خالد الغندور يوجه انتقادات حادة ل محمد عبد المنعم ومصطفى شلبي (فيديو)    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    رابطة العالم الإسلامي تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوتر في منطقة الفاشر شمال دارفور    «مسلم»: إسرائيل تسودها الصراعات الداخلية.. وهناك توافق فلسطيني لحل الأزمة    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    شقيقة الفلسطيني باسم خندقجي ل«الوطن»: أخي تعرض للتعذيب بعد ترشحه لجائزة البوكر    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    تحرك عاجل من الخطيب ضد السولية والشحات.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    أيمن يونس يشيد بتأهل الأهلي والزمالك.. ويحذر من صناع الفتن    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخرات السيول‮ .. تهدد المحافظات بالغرق‮!‬
نشر في الوفد يوم 20 - 12 - 2010

لاشك ان كارثة السيول،‮ التي‮ اجتاحت محافظات أسوان وسيناء والبحر الاحمر العام الماضي،‮ ودمرت الطرق وتجمعات سكنية،‮ وكبدت البلاد ملايين الجنيهات بخلاف خسائر في‮ الأرواح‮ .. هذه الكارثة مازالت ماثلة في‮ الأذهان‮ ،‮ وتثير مخاوف المقيمين في‮ هذه المحافظات‮ ،‮ من تكرار الكارثة‮.‬
ونأمل أن تكون الحكومة،‮ قد استفادت من النتيجة المأساوية لهذه الكارثة وأن تكون قد استعدت مبكرا،‮ خاصة أن موسم الشتاء بدأ،‮ بوضع خطة جادة لصيانة وتطهير أكثر من‮ 156‮ مخراً‮ للسيول‮ ،‮ منتشرة في‮ المحافظات،‮ وخاصة حزام المخرات الذي‮ يحيط بالعاصمة،‮ وألا تكتفي‮ بما أعلنته وزارة الموارد المائية والري،‮ برصد مبلغ‮ 240‮ مليون جنيه لهذا الغرض،‮ بل عليها ان تعلن حالة طوارئ وتشرع في‮ التنفيذ حيث إن‮ غالبية مخرات السيول مغلقة تماما بأطنان من القمامة فضلا عن زحف البناء في‮ مجري‮ هذه المخرات‮ ،‮ وللأسف ليس بناء منازل عشوائية فقط،‮ بل اتسع هذا الزحف،‮ ببناء مدارس ومستشفيات،‮ وحتي‮ مشروعات مياه شرب‮ .. فأين إذن الخطة التي‮ تتحدث عنها وزارة الري‮ لتطهير وصيانة مخرات السيول؟
لقد كشفت جولة ل‮ »‬الوفد‮« علي‮ عشرات المخرات في‮ محافظتي‮ حلوان والقاهرة عن مدي‮ الإهمال الصارخ تجاه هذه المخرات التي‮ هي‮ حتي‮ الآن مغلقة بأكوام القمامة والحيوانات النافقة والسيارات الخردة‮ ،‮ وتهدد بكارثة مفاجئة قد تحصد أرواح السكان المقيمين حولها،‮ إذا ماحدث فيضان نيلي‮ أو تساقطت أمطار‮ غزيرة وعندها سوف تغمر المياه أحياء سكنية كاملة‮ ،‮ فضلا عن كونها بؤر تلوث بيئي‮ ومرضي‮ يثير مخاوف وقلق الناس‮.‬
في‮ محافظات مصر‮ .. 156‮ مخر سيول،في‮ محافظات معظمها تخترق الكتل السكنية وفي‮ نفس الوقت تمثل كوارث صحية وبيئية‮ ،‮ وبؤر تلوث ومصادر للأوبئة والأمراض‮ ،‮ وربما تبتلع بعض الضحايا من الذين شاء حظهم العاثر السكن بجوارها وتزداد خطورة تلك المخرات في‮ فصل الشتاء حيث تتحول إلي‮ مصدر قلق وخوف دائم للمقيمين بجوارها‮ .. فإذا ماهطلت أمطار‮ غزيرة في‮ هذه المناطق فيكون الخطر عظيما نظرا لأن مجري‮ هذه المخرات دائما ما‮ يكون مغلقا بأطنان من القمامة بالإضافة إلي‮ تحول ضفافها إلي‮ مقالب قمامة عامة تنشر مختلف الأمراض والأوبئة وتعد مرتعاً‮ للكلاب الضالة وانتشار الحشرات والقوارض التي‮ تهاجم البيوت وتحول حياة ساكنيها إلي‮ جحيم‮ ،‮ وايضا‮ يتم استغلال ضفاف هذه المخرات لجراجات للسيارات وخاصة القديمة مما‮ يعد مصدرا‮ »‬خصبا‮« لضعاف النفوس أو المدمنين أو متعادي‮ الإجرام ليتخذوا منها مآوي‮ لأنشطتهم‮ ،‮ وهو ما‮ يمثل خطراً‮ داهماً‮ علي‮ السكان فضلا عن المدارس والمستشفيات والمساكن التي‮ تصطف علي‮ جانبي‮ جميع المخرات في‮ مواجهة خطر السيول،‮ في‮ حال حدوثها‮.‬
كارثة العام الماضي
لقد كشفت كارثة السيول،‮ التي‮ اجتاحت محافظات أسوان وسيناء والبحر الأحمر الشتاء الماضي،‮ وما خلفته من خسائر في‮ الأرواح والممتلكات،‮ عن الإهمال والقصور تجاه مخرات السيول،‮ وتراخي‮ المحافظات عن صيانتها وتطهيرها قبل بدء فصل الشتاء مما أدي‮ إلي‮ ضخامة الكارثة‮. وطبعاً‮ لأن الحكومة لا تتحرك إلا بعد وقوع الكوارث،‮ وكونها تتعامل فقط في‮ المناطق التي‮ وقعت فيها،‮ نضع تحت ناظريها خريطة مخرات السيول المهملة حول محافظات القاهرة الكبري،‮ من بين ال‮ 156‮ مخراً‮ في‮ المحافظات والموجودة في‮ محافظة حلوان،‮ وتهدد ملايين البشر والمساكن المقامة في‮ مجاريها،‮ وتنذر منطقة شرق القاهرة كلها والمجتمعات العمرانية الجديدة فيها بكارثة ونتساءل‮ : لماذا لا‮ يتم تطهير وصيانة المخرات بانتظام قبل موسم الشتاء‮ . وهل‮ يعقل ان ننتظر حدوث كارثة وبعدها نبحث عن حلول لها؟
خطة وزارة الري
كل عام تطالعنا وزارة الموارد المائية والري‮ بخطة تزعم أنها بالتعاون مع المحافظات لصيانة مخرات السيول‮.. وحسب خطة الوزارة هذه العام‮ ،‮ فإن هناك استعدادات لموسم هطول الأمطار أو السيول علي‮ محافظات الصعيد وسيناء ورصدت ما‮ يقرب من ‮042 مليون جنيه من الميزانية العامة للدولة،‮ لأعمال إنشاء وصيانة المخرات والسدود‮ ،‮ تحسبا لتكرار موجات السيول التي‮ تشهدها محافظات الصعيد وسيناء وتركزت الجهود علي‮ تطهير المخرات وتبطينها وعمل مخرات للمناطق التي‮ لم‮ يكن بها مخرات وتعرضت للغرق في‮ السنوات الماضية‮ ،‮ كما تم طرح أعمال تنفيذ المخرات الصناعية علي‮ الشركات التي‮ ستتولي‮ إحداها عملية التنفيذ قريباً‮ بالإضافة إلي‮ عمل سدود جديدة في‮ شبه جزيرة سيناء،‮ كما أن خطة الوزارة تعمل علي‮ صعيدين هذا العام‮ .. الأول تشريعي‮ بإجراء تعديلات علي‮ القانون‮ »‬رقم ‮21« لسنة ‮4891 حيث سيتم عرضه علي‮ مجلس الشعب في‮ دورته الحالية للتأكيد علي‮ خطر البناء في‮ مخرات السيول،‮ والثاني‮ يعتمد علي‮ اتخاذ الاحتياطات وإعداد المهمات والمعدات المطلوبة بالتنسيق مع باقي‮ أجهزة الدولة بالمحافظات والمحليات والأجهزة التنفيذية‮ ،‮ تجنبا لحدوث أضرار أو خسائر للأمطار أو السيول،‮ خاصة أن درجة توقع قوة المطر أو السيل ليست بالدقة الكافية ولا‮ يمكن توقعها إلا قبل حدوثها ب ‮42 ساعة فقط‮. والخطة أيضا كما أعلنت وزارة الموارد المائية والري‮ تستهدف الاستفادة من مياه السيول،‮ من خلال تطهير المخرات لاستيعاب كميات المياه في‮ كل محافظات الصعيد‮ ،‮ وتوصيل المخرات بنهر النيل وبالمجاري‮ المائية حتي‮ لا تتسبب في‮ عمليات نحر للشوارع أو أي‮ أضرار أخري‮ . فهل ستنجح الوزارة هذه المرة،‮ في‮ أن تستعد لمثل هذه الكوارث وهل سيتم الاستفادة من كارثة السيول الأخيرة‮.‬
مخرات مهملة
مخرات السيول بمحافظات القاهرة الكبري‮ ومخرات السيول في‮ محافظة حلوان مخرات مهملة وتمثل مشكلة خطيرة تهدد السكان المقيمين حولها إلي‮ جانب كثرة وتشعب عدد مخرات السيول فيها وتثير مخاوف تتعلق بالمحافظتين المجاورتين القاهرة والجيزة‮.‬
رعب الناس
‮»‬الوفد‮« كشفت عن حالة من الرعب والفزع بين السكان المقيمين في‮ مناطق مخرات السيول في‮ محافطة حلوان،‮ وقلقهم الشديد من حدوث كارثة نيلية مفاجئة مع زيادة هطول الأمطار والفيضان إلي‮ جانب حالتهم الصحية المتدهورة،‮ بسبب تواجد القمامة التي‮ تملأ المخرات التي‮ تقع علي‮ جانبيها منازلهم،‮ وهذا هو الحال في‮ مخرات السيول في‮ حدائق حلوان والمعصرة وطرة ووادي‮ حوف وكوتسيكا وكفر العلو،‮ وجميعها بمحافظة حلوان‮.‬
بدأنا جولتنا من أمام أكبر مخر السيول،‮ وهو مخر سيول المعصرة ومن بعده مخر سيل حدائق حلوان‮.. ومن الأمور الغريبة أن هذين المخرين تحيط بهما المباني‮ السكنية المأهولة بالسكان والممتدة إليها كل أنواع المرافق منذ عشرات السنين‮ ،‮ والمشكلة الأكبر،‮ أن هذه المخرات‮ يبدأ مجراها من الجبل وتصب في‮ نهر النيل،‮ مما‮ يتسبب في‮ زيادة مخاوف المواطنين من حدوث كارثة سيول نيلية إذا ما فاض النيل وزادت معدلات الأمطار علي‮ المنطقة‮ ،‮ والغريب أيضا ان هذه المخرات تحولت إلي‮ مقالب للقمامة،‮ التي‮ سدت مداخل ومخارج المخرات تماماً،‮ والتي‮ تأخذ شكلاً‮ منحدراً‮ من الجانبين تملؤها القمامة بكاملها رغم عمقها الكبير،‮ وهو ما‮ يهدد بتلوث مياه النيل بمئات الأطنان من القمامة والحيوانات النافقة في‮ حال جرفتها السيول إلي‮ مياه النهر‮ . ومن ناحية أخري‮ يكون لذلك مردود سلبي‮ علي‮ حياة السكان في‮ مناطق مخرات السيول باعتبارهم أول المتضررين من حدوث أي‮ سيول محتملة قد تطولهم في‮ الأرواح والممتلكات‮.‬
مقالب للقمامة
‮»‬احنا اتختفنا من الدخنة الناتجة من حرق القمامة‮«.. هكذا قال أحمد علي‮ من سكان منشية حدائق حلوان وأكد اننا ندفع ‮5 جنيهات لعامل النظافة بالمنطقة بخلاف ‮5 جنيهات اخري‮ تضاف علي‮ ايصال الكهرباء فعامل النظافة‮ يقوم بجمع أكياس القمامة من أمام المنازل،‮ ويقوم بإلقائها في‮ مجري‮ مخر السيل ويتركها ويمشي،‮ وبتكدسها‮ يقوم سكان المنطقة بمحاولة التخلص منها بحرقها ثم تجئ المطافئ لإطفاء نيران الحريق وبعد ذلك تقوم بترك مياه الحريق وتمشي‮ ولكم ان تتخيلوا ان‮ يكون مجري‮ السيل مغلقا تماما بأطنان القمامة والحيوانات النافقة وهذه تتجمع عليها الكلاب الضالة والحشرات والقوارض،‮ التي‮ عادة ما تهاجمنا في‮ البيوت بخلاف الأوبئة والأمراض والميكروبات التي‮ يصاب بها أهالي‮ المنطقة مثل أمراض حساسية الصدر والتهاب الشعب الهوائية بسبب تواجد مخر السيل داخل الكتلة السكنية أضف إلي‮ ذلك العربات الخردة والمهملة التي‮ تترك علي‮ ضفاف هذا المخر،‮ والتي‮ تعد مصدراً‮ خصباً‮ لضعاف النفوس،‮ مما‮ يمثل خطراً‮ داهماً‮ علي‮ سكان المنطقة وقد طلبنا من حي‮ حلوان عمل صرف مغطي‮ في‮ المنطقة لكن الحي‮ رفض بحجة أن هذا المشروع‮ يحتاج ميزانية كبيرة وكفاية تطهير مخر السيل مرة كل سنة وخليل إمام من سكان عزبة كامل صدقي‮ البحرية بمنطقة المعصرة قال ان هناك مشكلة اخري‮ موجودة منذ فترة طويلة ولم تحل وهي‮ تقاطع ماسورة المياه النظيفة واختلاط مياهها مع مياه الصرف الصحي‮ بالمنطقة حيث‮ يتجمعان ويصبان في‮ مخر سيل المعصرة فماسورة المياه المكسورة موجودة عند المخر وأمامها من الجانب الاخر شركة المعصرة للصناعات الهندسية‮ »‬مصنع‮ 45‮ الحربي‮« هذا بخلاف أكوام القمامة والحشرات والناموس والكلاب الضآلة التي‮ تتجمع كلها في‮ مجري‮ مخر السيل وهذا ما أكدته أيضا أم محمد المقيمة بعزبة كامل صدقي‮ القبلية بحدائق حلوان‮ . في‮ مدينة الوحدة بزهراء المعادي‮ وجدنا أعمال حفر وتسوية وتركيب لمواسير داخل مجري‮ مخر السيل هناك‮ ،‮ وعندما سألنا أحد سكان المنطقة واسمه رؤوف حلمي‮ ،‮ عما‮ يحدث داخل مجري‮ المخر،‮ قال إن شركة المياه تقوم بعمل مشروع تنقية مياه تسحب من نهر النيل وتوزع علي‮ القاهرة الكبري‮ لذلك تقوم بأعمال الحفر والتركيب حيث نجد تكدساً‮ لمواسير المياه الفارغة علي‮ ضفاف المخر،‮ في‮ انتظار وضعها بداخله عن طريق الجرارات والجليدرات التي‮ تقوم بتسوية أرض المخر‮ .‬
مساكن في‮ مهب السيل
وعند مخر سيل طرة،‮ ومخر سيل التبين الأمر هناك‮ يختلف كثيراً‮ عن المخرات السابقة حيث تقع علي‮ مجراه المساكن المأهولة التي‮ ينبت بجوار مخرات سيول طرة والتبين وهكذا‮ يقوم سكان هذه المناطق بملء هذه المخرات بالقمامة بدون أن‮ يعلموا أن هذه المخرات تعد بمثابة قنبلة موقوتة تهدد حياتهم في‮ أي‮ وقت،‮ إذا ما فاضت الأمطار وتحولت إلي‮ سيول خاصة أن هذه المخرات تصب في‮ نهر النيل،‮ كما لاحظنا المستشفيات والمدارس كغيرها من المساكن مقامة في‮ مجري‮ مخرات السيول الأخري‮.
مخرات خطرة
الحال في‮ مخر سيل وادي‮ حوف الذي‮ تحيطه المناطق السكنية وتملؤه القمامة لكن بصورة أقل بشاعة من المخرات السابقة ولكن‮ يفوق‮ غيره من المخرات،‮ حيث إنه أكثر عمقا ولكن في‮ النهاية‮ يعرض سكان هذه المنطقة لمخاوف التضرر في‮ حالة سقوط الأمطار‮.‬
وعن مخر سيل كوتسيكا الموجود أسفل طريق الأوتوستراد الأمر‮ يختلف كثيرا فلا توجد مبان سكنية أو منطقة مهيأة لإقامة المواطنين فيها،‮ كما أننا لم تجد سوي‮ مخر سيل في‮ مهب الريح تحيطه أسوار وسدود وبناء من الطوب‮ ،‮ يشبه الشكل الرباعي‮ وتحيطه الصحاري‮ من كل جانب‮ ،‮ وتملؤه الرمال والزلط ويتعرض للعوامل والتغييرات الجوية المفاجئة مثل سقوط الأمطار الغزيرة في‮ موسم الشتاء‮.
الاستفادة من السيول
الدكتور أحمد عبدالخالق الشناوي‮ وزير الري‮ والموارد المائية بحكومة الظل الوفدية أكد أن مصر لم تتعرض للسيول بصفة دائمة لكنها تنتظر الخطر في‮ أي‮ وقت‮ ،‮ لذا‮ يجب تحذير المواطنين من اقامة المباني‮ في‮ مجري‮ أي‮ مخرات السيول حتي‮ لا تحدث الكوارث مثلما حدث في‮ محافظات أسوان وسيناء والبحر الأحمر العام الماضي‮ لأن المناطق التي‮ تم بناؤها بجانب مخرات السيول،‮ تكون عادة كلها تحت تهديد السيول،‮ إن لم تكن مخرات السيول تعمل بكفاءة كاملة ويجري‮ صيانتها دوريا في‮ فصول الشتاء وهذا ما‮ يتبع المحافظات لذلك فيجب أن تقوم فوراً‮ بإخلاء المناطق التي‮ تتواجد فيها مخرات السيول من المواطنين وذلك لعدم حدوث خسائر في‮ الأرواح والممتلكات،‮ لأن هذه المناطق في‮ الغالب ما تتعرض لسيول مدمرة تأخذ كل شىء أمامها ولا تترك إلا الدمار والخراب،‮ وقال انه‮ يجب الاستفادة من مياه الأمطار والسيول وهذا‮ يتطلب بناء سدود جديدة بخلاف صيانة السدود والبحيرات الصناعية المخصصة لهذا الغرض ليتم تخزين مياه السيول فيها،‮ والتي‮ تسهم بشكل كبير في‮ توجيه هذه المياه إلي‮ الزراعات المباشرة‮ ،‮ ومن الممكن ان‮ يتم حقن مياه السيول داخل المياه الجوفية لتحسين خواص هذه النوعية من المياه ذات الملوحة المرتفعة والتي‮ تستخدم في‮ زراعة أنواع معينة من المحاصيل،‮ كما أن الغرض من هذه السدود التقليل من سرعة وتدفق المياه كما أنها تسهم في‮ احتجازها لكي‮ نقلل من آثارها الخطيرة علي‮ الأرواح والممتلكات،‮ وذلك من المهام الأساسية لوزارة والري‮ الموارد المائية‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.