احتل الباعة الجائلون والمقاهي وسائقو النقل الثقيل والميكروباص جانبي الطريق الدائري لمسافات تصل لعشرات الكيلومترات فحولوه إلي سوق ومواقف عمومية دون أي رقابة. جولة "الجمهورية" بدأت من مطلع المنيب حتي موقف العاشر رصدت خلالها حالات الانفلات الأمني والأخلاقي وكل أنواع التعديات والتجاوزات علي الطريق. سويقة الدائري محمود الجوهري "رجل أعمال": الدائري تحول لسوق كبير تباع وتشتري فيه كل أنواع البضائع والأقمشة صورة مصغرة لميدان العتبة ورش الكاوتش والزجاج والرخام والروبابيكيا انتشرت بالاضافة إلي المباني المخالفة وعربات الكارو والتوك توك والمواقف ولايوجد من يحاسب أو يزيل تلك التجاوزات. يضيف علي منصور "عامل" المشكلة في التخلص من القمامة ومخلفات البناء بعدما تحول جانبا الطريق الدائري من المعتمدية إلي الرماية والمريوطية إلي مقالب عمومية للقمامة ومخلفات البناء وغيره وتكسير أجزاء كبيرة من الأسوار المحيطة بالدائري. ويضيف أحمد محمد سالم "محام" التعديات علي الطريق الدائري فاقت الوصف بعد ان تكلف 6.5 مليار جنيه حينئذ وبعد عشرين سنة من افتتاحه تحول من وسيلة لمنع زحف المباني علي الأرض الزراعية كما جاء في تخطيط انشائه عام 85 إلي شارع مشلول بالعاصمة الكبري. سيد أحمد "فني تكييف" يقول: أي مواطن يستطيع الآن أن يضع علي جوانب الطريق مجموعة من الكراسي والطاولات ليبيع أكواب الشاي بمقابل مادي بسيط حتي التوك توك أصبح يتحرك علي الطريق الدائري. ويوضح عبده أحمد شعبان "موظف" أن كمائن الدراجات البخارية للبلطجية التي انتشرت علي الطرق السريعة وتسير في تشكيلات عنكبوتية تتبع الضحايا قبل أن تجردهم من سياراتهم وتقتل من يقاوم دفع الاتاوة. * محمد رمضان "موظف" طريق عرضه ثلاثون مترا ليس به انارة والموجود بقايا أعمدة تحولت إلي حوامل لاطارات السيارات واعلانات ورش السمكرة ولم تشهد أي صيانة منذ عشرين عاما عندما كان كل عمود يضئ أسفله في حارة عرضها لا يزيد علي خمسة أمتار اليوم وقد هلك ما هلك من الأعمدة وسرق ما سرق من كابلات مازالت البقايا قليلة الأمر الذي جعل الضوء يسمح بالكاد لسائقي الكارو والتكاتك. ويضيف محمد خلف "صاحب محل" التكدس المروري بالطريق الدائري تسبب في تأخري عن الطائرة واضطررت للعودة وانتظار الرحلة القادمة لشركة الطيران ويرجع ذلك إلي غياب ادارة المرور والشرطة. ويفسر أحمد كرم "صاحب قهوة خشبية ثابتة" تواجده علي الطريق الدائري بأننا في ثورة والدائري كله ملك للشعب وليس مشروعا استثماريا لوزير أو رئيس مشيرا إلي ان ظروف الحياة هي التي دفعته لذلك ليأكل منه عيش وسر الزحام من وجهة نظره أن تجارتنا بسعر رخيص من المشروبات الساخنة والباردة والهواء والمنظر تجعل أصحاب المقطورات والتباعين يقضون وقتا من الراحة. ويبرر مصطفي محمد "سائق نقل" الفوضي التي يتسببون فيها علي الطريق الدائري بأنها قسط من الراحة لارهاقهم من السير لمسافات طويلة ولراحة أعصابهم من القيادة للسيارات ويشاركه في الرأي سلامة إبراهيم "تباع"ك ان الضغوط الاقتصادية التي يمر بها المواطنون بسبب اهمال المسئولين هي السبب في التصرفات غير الحضارية التي يقومون بها.