قبل أن أكمل عاما علي التعيين محررا بجريدة الجمهورية قامت حرب 6 أكتوبر .1973 قبل الحرب كان بكل جريدة محرر عسكري واحد أو اثنان وأحيانا ينضم إليهما أحد المحررين الذين يتم تجنيدهم. كانت الصحف آنذاك الأهرام والأخبار والجمهورية والمساء فقط.. وللجمهورية محرران عسكريان هما المرحوم محمد حسين شعبان والد الزميل ايهاب شعبان بالمساء وزميله المرحوم أحمد عبدالقادر. ولأن خطوط المواجهة مع العدو طويلة بطول خط القناة وضرورة وجود محرر بغرفة العمليات وآخر للجبهة الداخلية فقد طلبت ادارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة من كل صحيفة اختيار خمسة صحفيين لحضور دورة تدريبية مكثفة للتدريب علي التغطية الصحفية الميدانية من خط المواجهة وكيفية ارسال الرسائل الصحفية ولم تكن هناك وسيلة من وسائل الاتصال الحالية.. لم يخترع التلكس أو الفاكس ولا الايميل ولا يوجد حتي تليفون علي الجبهة. عقد اجتماع مجلس التحرير في جريدة الجمهورية برئاسةالمرحوم الأستاذ عبدالعزيز عبدالله رئيس التحرير آنذاك وفوجئت بترشيحي للدورة ثم الذهاب إلي خط النار في الجبهة وكان الخمسة هم الزملاء محمد أبوالحديد وعبدالوهاب اليرقاني والسيد المعبدي ورياض سيف النصر وأنا وكنت أصغر المختارين من كل الصحف والاذاعة والتليفزيون. في هذا الوقت كان عبدالوهاب اليرقاني مندوبا للجريدة في وزارة الداخلية وقال في مجلس التحرير انه سيتولي تغطية اخبار الجبهة الداخلية من الوزارة وفجأة سافر السيد المعبدي إلي النرويج بحثا عن عمل هناك وانشغل محمد ابوالحديد بخطوبته وزواجه وتلقي رياض سيف النصر دعوة للسفر إلي بغداد ووجدت نفسي المحرر العسكري الوحيد مع الزميلين محمد حسين شعبان واحمد عبدالقادر وقد تولي أحدهما تغطية الاخبار من ادارة الشئون المعنوية والآخر من غرفة العمليات وبالتالي أصبحت وحدي الذي سيذهب إلي جبهة القتال بعد حدوث ثغرة الدفرسوار وعبور القوات الإسرائيلية إلي المنطقة الغربية لقناة السويس ومحاصرتهم لقرية الدفرسوار ووصولهم إلي الكيلو 91 في طريقهم إلي القاهرة. ركبنا السيارة الجديدة ماركة فيات 1300 الزرقاء اللون - كبير مصوري الجمهورية - المرحوم عم ابراهيم عمر وسائق السيارة المرحوم عم محمد هيكل ومررنا إلي ادارة الشئون المعنوية بمصر الجديدة لتلقي التعليمات ثم الاتجاه إلي خط النار علي بركة الله. غدا نكمل ذكري المغامرة الجميلة المثيرة الممتعة المتعبة!! استعد للذهاب إلي الجبهة!!