أثار هذا الكتاب عندي ذكريات كنت شاهدا عليها، خاصة ما جري عصرا علي ضفاف ترعة الاسماعيلية عندما رأيت استشهاد ستة من الخبراء الروس.. توقفت طويلا أمام عنوان الكتاب »ذات يوم في مصر« تأليف مجموعة من الخبراء الروس الذين حاربوا في صفوف الجيش المصري زمن حرب الاستنزاف، استشهد منهم وأصيب منهم وحصل آخرون علي أوسمة وأحيط دورهم بتعتيم شديد، غير أن الضجة التي صاحبت طردهم بقرار من الرئيس السابق أنور السادات كانت صاخبة، ربما كانت عربونا للحلفاء الجدد، نعم.. لم يكن مناسبا أن تخوض مصر حرب أكتوبر وفي صفوف قواتها خبراء روس وفي الخطوط الخلفية قوات روسية، لكن ما أري أنه لم يكن أخلاقيا، الطريقة التي عومل بها هؤلاء الذين جاءوا لمساندة مصر في توقيت صعب، وكان ذلك تلبية لطلب زعيم وطني عظيم قدره قادة الاتحاد السوفيتي حيا وميتا وأقدموا علي اتخاذ قرارات صعبة تلبية لما طلبه، ومنها ارسال قوات مقاتلة لحماية الجبهة الداخلية في مصر بعد أن تصاعدت المواجهة بين سلاح الطيران الإسرائيلي وقوات الدفاع الجوي المصري. الدور الذي قام به المستشارون الروس وقوات الجيش الأحمر قوبل بتقدير كبير من القيادة المصرية خلال زمن جمال عبدالناصر، وبعد انقلاب مايو 1791، والزج بقائد من أعظم قادة الجيش المصري منذ عصر مينا موحد القطرين، أعني الفريق أول محمد فوزي، الزج به إلي السجن، بدأ خلفه الفريق أول صادق حملة تشويه منظمة ضد الخبراء الروس، وقد استمعت إليه مباشرة في إحدي الوحدات العسكرية يتهمهم بسرقة الذهب، حاولت مرارا إلقاء الضوء علي هذه الحقبة غير أن تعتيما شديدا فرض عليها، لذلك سعدت بصدور هذا الكتاب الأول من نوعه في المكتبة العربية والذي ترجمه عن الروسية مباشرة علي فهمي عبدالسلام وأنور ابراهيم، وصدر عن المشروع القومي للترجمة، ويضم مجموعة من الشهادات المهمة التي كتبها ضباط روس عملوا في الجبهة المصرية، ذكرني الكتاب بمواقف عديدة مررت بها ولم أدونها من قبل، أذكر منها ما جري عصر ذلك اليوم علي ضفاف ترعة الاسماعيلية، عندما واجهت الموت مباشرة، وكنت بصحبة أستاذي وصديقي محمد عودة. في الجبهة يوم ما، يوليو ألف وتسعمائة وسبعون.عربة سوداء ملاكي، نصر 821، علي جانبيها علامة أخبار اليوم، كرتان أرضيتان عليهما الاسم الشهير، داخلها السائق علي، أشقر يميل إلي امتلاء، ليس من المعتاد سفره معي إلي الجبهة، غاب عم جويلي لسبب ما، اختاروه بديلا، منذ بدأنا الطريق المحاذي لترعة الاسماعيلية اتخذ جسده وضعا منحنيا، عيناه تتجهان يمينا وشمالا. أجلس إلي جواره. علي المقعد الخلفي العريض أستاذي محمد عودة، والضابط المرافق، الرائد محمود قابيل الفنان المعروف كان ضابطا احتياطيا وقتئذ، يخدم في إدارة الشئون المعنوية فرع الجيش الثاني الميداني، بعد تناولنا الغداء في مقر قيادة الفرقة الثانية مشاة ميكانيكي مع العميد حسن أبوسعدة، وضباط من أركان الفرقة، خرجنا من المبني الأسمنتي قوي التجهيز، كله تحت الأرض، جدرانه الأسمنتية مصممة ضد أثقل القنابل التي يستخدمها العدو، ألف رطل، ألفين رطل. وجهتنا الدفرسوار، سنقضي الليلة هناك، سنصل إلي حافة القناة، أو بالتعبير الشائع وقتئذ »ع الميه« الاقتراب إلي هذا الحد يعني التعرض لنيران القناصة الإسرائيليين، يتمركزون في مناطق أعلي. عند حفر القناة ألقي الأجداد بناتج الحفر إلي الشرق، عندما أتموا احتلالهم لسيناء، بدأوا بناء خط بارليف، كان هذا العنصر الايجابي في جانبهم. ولم يتجاوزه الجيش المصري إلا بعد وقف اطلاق النار في أغسطس عام سبعين، عندئذ ظهرت المصاطب الهرمية علي امتداد الجبهة، مكنت قواتنا من ركوب العدو، أي الارتفاع فوق مستواه، سخرت صحف العدو وقتئذ قائلة إن المصريين يحبون بناء الأهرامات أو ما يشبهها، عند العبور كانت المدفعية متمركزة فوقها، وسرايا الاستطلاع، ماتزال بقايا بعضها باقية خاصة قرب الكاب في الطريق المؤدي إلي بورسعيد شمالا. عند مروري بها الآن أستعيد اكتمالها وتمامها، أما الآن فمجرد طلل، تساوي ببعضه، امتزجت زواياه، تاه الشكل الهرمي مع الزمن. طيران في الجو فجأة ألمح جنديا يظهر من حفرة برميلية إلي يمين الطريق، يشير بيده إلي أعلي، في حركة دائرية أي »فيه طيران..«. »اركن يا علي..«. اتجه إلي ناحية الترعة، بمجرد توقف العربة، من خلال الصمت الخارجي بدأ هدير الطائرات المقاتلة وكأنه نابع من مصدر كوني، كان من الواضح ان الطائرات تستدير أو تناور لتتخذ وضعا يمكنها من الهجوم علي هدف ما. أسرعنا بعيدا عن العربة، أبوابها لم تغلق، ظلت مفتوحة، عندما انبطحنا أرضا تطلعت ناحيتها، بدا علي هيئتها ذعر ما، ربما لميلها، لأبوابها المفتوحة علي عجل، للوقائع، للانفعالات لحظات استثنائية في الحرب، الحرب ذاتها حدث استثنائي، ينسحب ذلك علي كل ما يتصل بها. هكذا رأيت عربتنا بوضعها منفرطة، مذعورة، أما ملامح الأستاذ محمد عودة فواجهتني عند انبطاحنا محاولين الالتصاق بالأرض إلي أقصي حد، ولو أمكننا الغوص فيها لكان ذلك أفضل. كان هدير الطائرات كأنه نابع من الكون. ومع مضي أجزاء الثواني كان يزداد اقترابا، رغم محاولات الاقتراب أكثر من الأرض، كنت أرفع رأسي محاولا الإلمام بالمفردات، بالموقف، ما أراه الآن بعد اثنين وأربعين عاما، ملامح الأستاذ محمد عودة، فيها من الثبات قدر ما تحوي من دقة وغزارة إنسانية، انتبهت إلي أن وقفتنا وانبطاحنا كان علي مقربة من كوبري فوق ترعة الاسماعيلية، لمحت عددا من الجنود يسرعون جريا بحثا عن ملجأ، وعندما أصغيت إلي نداء أحدهم، قلت للأستاذ عودة »روس..«. الكوبري مرة أخري، انبطحنا بالقرب من هدف محتمل.. في ذلك العام بلغت حرب الاستنزاف ذروتها. جزء كبير من المواجهة بين قوات الدفاع الجوي التي أنشئت بعد حرب يونيو واعتبرت قوة مستقلة مثل القوات البرية والبحرية والطيران، ولأن التفوق الجوي كان للعدو فقد جري الاعتماد علي تنمية قوات الدفاع الجوي، وجرت مواجهات شرسة للحيلولة دون بناء شبكة الدفاع الجوي خاصة في جبهة القناة والتي كانت الفرقة الثامنة دفاع جوي تتولي مسئولية الدفاع عن المنطقة، كنت مقيما تقريبا في الجبهة مع زميلي مكرم جادالكريم أطال الله عمره منذ أن قرر الأستاذ موسي صبري تفرغنا لتغطية الشئون العسكرية، في ذلك الوقت كانت هذه الشئون حربا يومية، كل لحظة قدتحمل خبرامثيرا، ولأننا كنا في مواجهة منافسة شرسة من الأهرام الذي يجلس علي قمته أكبر قامة صحفية في مصر، الأستاذ محمد حسنين هيكل، ولصلاته القوية فقد كان الصراع المهني محتدما، إضافة إلي وجود محرر عسكري قديم، مخضرم، وطني إلي جانب احترافيته العالية، أعني عبده مباشر، إلي جانب صلته الوثيقة بالفريق محمد أحمد صادق مدير المخابرات الحربية وقتئذ، ثم رئيس الأركان في زمن السادات، ثم وزير الدفاع حتي عام اثنين وسبعين، ولهذا تفصيل يطول، كان الاجتماع اليومي للتحرير في التاسعة صباحا وكانت المقارنة عنصرا أساسيا فيه، أي أخبار انفرد بها الأهرام تحديدا، وكان الاجتماع يفيض حيوية إذا حضره موسي صبري، كان الأقرب إلي شخصية مصطفي أمين شديدة الحيوية ولكنني دخلت الأخبار عام تسعة وستين، كان في السجن ولم أتعرف عليه جيدا إلا في عام تسعة وسبعين عندما منعه الرئيس السادات من الكتابة. كان التواجد في الجبهة باستمرار حيث الصراع يوما في مواجهة انفرادات الأهرام، ان التواجد المستمر بين الضباط والجنود في مواقع القتال يؤصل لحميمية وتواصل عميق. كانت المشاعر الوطنية جياشة، وكان الجميع يضعون أمامهم هدفا واحدا، تحرير الأرض وإزالة العار الذي لحق ظلما بالجيش في يونيو 7691، مع الإقامة شبه الدائمة تمكنت مع زميلي المصور مكرم جادالكريم من تحقيق انفرادات صحفية أحدث بعضها أصداء عالمية، مثل ازاحة الستار عن اغراق الغواصة الإسرائيلية داكار. وتقديم وصف تفصيلي لاسقاط طائرات الفانتوم بالصواريخ المصرية في الصحراء جنوبالاسماعيلية، في منطقة طوسون. في عام سبعين رافقت اثنين من الأقرب إلي شخصي وروحي، كلاهما صاحب فضل في تكويني وخطوي الثقافي، محمد عودة وعبدالفتاح الجمل، محمد عودة زار الجبهة مرتين، أمضي في كل منهما أكثر من أسبوع، تنقلنا من عتاقة جنوبا إلي بورسعيد شمالا، رغم تقدمه في العمر إلا انه أبدي إقداما وجلدا وفيضا وطنيا أتجدد كلما ذكرته، ولكم أتمني تدريس ما كتب في المراحل الاعدادية والثانوية، خاصة كتابه البديع »سبعة باشوات« وسائر ما أبدع، كان قديسا في محراب الوطنية المصرية. في هذه اللحظات من ذلك العصر وقفنا علي حافة الخطر، تواجهنا، ومازالت ملامحه الصامدة الحية تطالعني. أمسكت بيده ربما مودعا فلا أحد يعرف ما سنصير إليه في اللحظات التالية. اعتدت مواجهة الموت، المتابعة بهدوء لحظة مواجهة الخطر، كأن شخصا آخر غيري يراقب لي، بعد انقضاء الموقف تبدأ خشيتي بأثر رجعي. غير انني أواجه الموقف التالي بجدية أكثر، بتأهب أغزر. مدفوعا بأنني اكتسبت فرصة جديدة للحياة، كان المفروض أن أقضي في الموقف الأخير الذي تعرضت له ولكن الأجل لم يحن بعد، يصبح الإنسان أشجع بعد مواجهة الخطر مرة تلو مرة، لن أنسي أبدا ذلك الهدوء الحاني في عيني محمد عودة وملامحه، الذي تدفق منه إليّ عصر ذلك اليوم والهدير يتزايد اقترابا. قصف مباشر تظهر الطائرة أولا، ثم يتبعها الصوت، لذلك يتجسد الوصف القائل »أسرع من الصوت«، كأن الطائرتين تقلعان من الأرض، رأيتهما علي ارتفاع جد منخفض، طراز سكاي هوك. كنت قادرا علي تمييز الطائرات المعادية، لما قرأته عن تسليح الجيش الإسرائيلي ولمشاهدات في الجبهة، تصعدان في الفراغ وكأنهما ستنطلقان بعيدا، تختفيان، تنقضان منزلقتين في الفضاء صوب الجسر. انه الهدف إذن، كنا علي بعد قدرته بمائة متر. أدركنا تفريغ الهواء الناتج عن الانفجار ولكنه فقد زخمه للمسافة، يبدو أننا خارج دائرة القتل، ارتفع الطين من التربة والغبار ليغمرنا، لاحظت استلقاء مكرم علي ظهره وتسديده آلة التصوير إلي الطائرتين المهاجمتين، كان هدفه إلتقاط لحظة اصابة طائرة معادية بصاروخ مصري. أو قذيفة مضادة، هل أصغيت إلي صراخ إنساني؟ ربما، لم يتح الوقت للتأمل، إذ عاد الهدير، وفي هذه المرة كنا الهدف، إن رصد عربة مدنية في الجبهة وعدد من البشر ينبطحون أرضا يبدو مغريا لطيار مهاجم. خاصة مع وهن الدفاعات وقتئذ. رأيت الطائرتين تتجهان نحونا، طلقات الرشاش المثبت في الطائرة تنغرز متفجرة في الأرض، في المرة الأولي كانت بعيدة نسبيا، مع الهجمة الثانية انفجرت بيننا، علي مقربة، في جزء من اللحظة رأيت خوذة الطيار وملامحه، مازال ذلك في ذاكرتي، بدأنا نستعد للهجمة الثالثة، غير ان الهدير راح يبتعد شيئا فشيئا ليسود صمت عميق. قمنا ننفض الطين والغبار، مكرم بدا مبتسما، كان ذا جلد وأعصاب حديدية، محمود قابيل كان يتطلع إلينا هادئا، ينفض الطين والغبار عن ملابسه العسكرية، السائق كان محدقا إلي الأمام، فقدت ملامحه صلاتها ببعضها، لا أعرف كيف ظهر هذا العدد من الفلاحين والجنود، كل منهم راغبا في المساعدة، علمنا أن ستة من الخبراء الروس كانوا إلي جوار الجسر يصيدون السمك من الترعة، قضوا جميعا، قصف مباشر بقنبلة زنة خمسمائة رطل. رشاش الطائرتين لم ينل منا. ولا من العربة، قال محمود قابيل انه قرر العودة إلي مقر قيادة الفرقة الثانية، مواصلة التقدم إلي الدفرسوار فيه مخاطرة، خاصة ان اشتباكا بدأ بالمدفعية قرب الموقع الذي نقصده. في المساء لمحنا كبير مستشاري الفرقة. كان مثل زملائه يرتدي الملابس المصرية، لعلها المرة الوحيدة في تاريخ الجيش السوفيتي التي أرتدي فيها رجاله زي جيش آخر خلال الحرب. يذكر أحد المساهمين في الكتاب ان ذلك أثار رد فعل سلبيا بين بعض المشاركين، لكنهم في النهاية انصاعوا امتثالا لطلب القيادة المصرية. في الممر المؤدي إلي غرفة قائد الفرقة تحت الأرض، تقدم محمد عودة من كبير المستشارين الروس. صافحه مقدما العزاء، نطق بعض الكلمات بالروسية، أحني المستشار السوفيتي رأسه شاكرا. »سباسيبا..« أي »شكرا«. جري ذلك في صيف العام السبعين من القرن الماضي، زمن الحرب والاستشهاد من أجل الوطن. رسالة: وصلتني الرسالة التالية من الدكتور صلاح طاحون الأستاذ بجامعة الزقازيق. كتب اللواء طيار محمد عكاشة، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، منذ أربع سنوات مجموعة قصصية تتناول سردا واقعيا لملاحم بطولات بعض أفراد جيشنا العظيم أثناء حربي الاستنزاف وأكتوبر. وقد تخير اللواء عكاشة أن ينهي مجموعته بقصة تدخل أدب اللامعقول، مفادها أن سكان القاهرة قد فوجئوا عصر أحد الأيام الخوالي بمظاهرة قوامها نحو مائة وخمسين ألف شهيد من شهداء الحروب المصرية الأخيرة يتزعمهم الفريق عبدالمنعم رياض، يتجمعون في ساحة نصب الجندي المجهول علي طريق النصر في مدينة نصر، يحملون علم مصر وينصتون بانتباه للفريق عبدالمنعم رياض وهو يخطب منددا بسياسات أضاعت هيبة مصر والمصريين، ويطالب السلطة الحاكمة باتخاذ قرارات عاجلة للاصلاح القومي تعلن توجهاتها قبل منتصف الليل، تجنبا لعواقب اجراءات يتخذها الشهداء تعبيرا عن غضبهم. ومضي منتصف الليل دون أن تعلن السلطة الحاكمة شيئا. وقد فسر البعض ذلك بداء العند المستعصي الذي تميزت به السلطة في ذلك الوقت، بينما فسره آخرون بعادة اتخاذ القرارات بعد فوات الأوان. وفي صبيحة اليوم التالي توافد مئات الألوف من سكان القاهرة والمحافظات المجاورة علي مدينة نصر، بعضهم ساقه الفضول وبعضهم بنية المشاركة في المظاهرة للاحتجاج علي سوء الأوضاع. غير ان الجميع كان في انتظارهم مفاجأتان. المفاجأة الأولي هي اختفاء تجمع الشهداء، والمفاجأة الأكبر هي اختفاء نصب الجندي المجهول دون أن يترك أثرا علي سابق قيامه في ساحته لعشرات السنين. والمحزن ان نهاية هذه القصة الرمزية تكاد أن تتنفذ في الوقت الحاضر، حيث تمكن أحد رموز العهد البائس من استقطاع جزء من حديقة الزيتون المطلة علي نصب الجندي المجهول في مدينة نصر، لإقامة مستشفي بطول نحو ثمانين مترا وارتفاع سوف يتجاوز ارتفاع النصب ثلاث أو أربع مرات. والمؤكد ان صاحب هذا المشروع التعيس قد استوفي جميع الشروط القانونية لإقامة مبناه، ولكننا نتساءل أين هي الشروط الأخلاقية التي تسمح لبناء شائه أن يتجاور مع منطقة عسكرية تتضمن هرما طاهرا يضم رفات ممثل شهداء مصر العظام؟ وأين هي الشروط البيئية التي تجيز تلويثا بصريا قبيحا لأحد أكثر المنشآت العسكرية احتراما وقداسة؟ وهل يدرك من رخصوا لهذا المبني أنه سيطل راكبا علي ساحة الجنازات العسكرية والقومية الكبري التي يشارك فيها كبار رجال الدولة، فيستحيل تأمينهم؟ وللجندي المجهول، الشجاع النبيل، الذي اختار أن يموت شهيدا في لحظة وموقع ومشاعر لا يعلمها إلا الله دفاعا عن مصر وشرفها، نحن نتبرأ من الذين يزاحمونك اليوم استنهابا معنويا لروضة رقادك الأخير بعد أن ضاقت بهم أرض مصر الواسعة. وهنيئا لك ربوع الجنة الوارفة وجلال اتساعها الذي لا تحده الأبصار. من ديوان الشعر العربي قال الأبنودي: يلبسوا لبس الحَمَل إنما النيبان: ديابة يعملوا زرّاع أمل والأمل: وَهم الغلابة احنا.. ماطردناش مبارك ولا حطيناه في سجن بُص في الجورنال.. مبارك نَفسُه بس طلع له دقن!! من أشعار لم تنشر بعد