** الجماعة الصحفية المصرية بخير والصحفيون هم حماة الجبهة الداخلية في مواجهة القلاقل والفتن وعلينا أن نعترف بأن المأزق الحقيقي الذي تواجهه مهنة الصحافة يكمن في عنصرين.. الأول: النخبة من أهل الثقة كانوا. أم من أهل الكفاءة. فإذا كان أهل الثقة يجيدون استخدام أساليب النفاق ويسلمون ضمائرهم قبل أقلامهم لأصحاب القرار في جرائدهم فإن أهل الكفاءة يستخدمون موهبتهم وقدراتهم في الاستعاضة عن المناصب القيادية بتحقيق مزيد من الشهرة والثروة باللجوء إلي فضائيات رجال الأعمال. وتصدر برامج التوك شو حيث يستبدلون أقلامهم بألسنتهم. وكلاهما أهل الثقة وأهل الكفاءة أقلية في الجماعة الصحفية. ولكنهم أكثر نفوذا في جرائدهم وأكثر تأثيرا في رجل الشارع. ولذا كان طبيعيا أن يستبدل زواج السلطة بالمال والذي تسبب بشكل مباشر في اندلاع الثورة الينايرية. بزواج الصحافة بالمال لإجهاض نفس الثورة ومحاولة تدوير النظام البائد.. أما العنصر الثاني لمأزق الصحافة فيكمن في بعض القيادات المنوطة بالملف الصحفي والتي تصر علي إعمال منظومة الإقصاء دون تمييز. وتصفية الحسابات مع الجماعة الصحفية جمعاء. وذلك باستبعاد فكرة المد للصحفيين اسوة بالقضاة الذين يستمرون في العمل حتي سن السبعين. ويصرون علي تقاعد الصحفي فور بلوغه سن الستين رغم ان أعداد الجماعة الصحفية أقل من نصف أعداد رجال القضاء هذا من ناحية. ومن ناحية أخري فإن مهن الصحافة لا تعترف بسن المعاش. وإذا كان القضاة قادرين علي العطاء حتي سن السبعين فإن الصحفيين قادرون علي العطاء حتي آخر العمر. وإذا أصر بعض مسئولي الإخوان علي المضي في تفريغ الجماعة الصحفية من كوادرها والاستغناء عن شيوخ المهنة فسوف تنهار المهنة لا محالة. والبدليل سيكون كارثة علي النظام. خاصة في ظل السماح باصدار الصحف بمجرد الاخطار كما ورد في إحدي مواد الدستور الجديد! ** وعندما يتوجه آلاف الصحفيين إلي مقر نقابتهم صباح اليوم. فإنهم يدركون ان قوتهم في وحدتهم وان رافعي الشعارات من التيارات السياسية المختلفة إلي جانب أصحاب المصالح الذين يعتبرون كرسي النقابة الباب الملكي لتولي المناصب واهمون وأن المهنية هي الأصل فيمن يتقدم لخدمة الجماعة الصحفية فالدفاع عن مهنة الصحافة. وتبني قضايا الوطن لا ينفصل عن حق الصحفيين في الحياة الحرة الكريمة ومطلبهم العادل في التصدي للقوانين سيئة السمعة. فكم أحزنني عجز النقابة عن توفير معاش الصحفيين أواخر الشهر الماضي. وإذا كانت الأزمة قد انفرجت بعد وصول شيك الحكومة - منحة لا تكرر - طبقا لتأشيرة وزير المالية. فإن شيوخ المهنة قد أصبحوا في مهب الريح. أولئك الأساتذة الذين أفنوا جل عمرهم في العطاء لهذه المهنة الجليلة ومازالوا يحافظون علي استمرار جرائدهم. يحرصون أكثر ما يحرصون علي حماية المهنة وضرب المثل والقدوة للأجيال الجديدة من الموظفين في بلاط صاحبة الجلالة. لقد مضي قطار العمر بالصحفيين الرواد ولحق بهم في نفس القطار تلاميذهم من جيل الوسط في الصحافة المصرية المعاصرة وحان الوقت لتدعيم هؤلاء الرواد وتلاميذهم من جيل الوسط باصدار تشريعات تحفظ لهم كرامتهم وترد لهم اعتبارهم ودعوني أفاخر بأساتذة وزملاء في دار الجمهورية للصحافة. مازالوا يحملون الراية ويصرون علي مواصلة العطاء لمهنة صاحبة الجدلالة وحتي الرمق الأخير وفي مقدمة هؤلاء أحمد طوغان ومحمد العزبي ومحمد فودة والسيد العزاوي ومحمد أبوالحديد وناجي قمحة وفاروق عبدالعزيز وعبدالوهاب اليرقاني وصالح إبراهيم. ** آخر الكلام: حرص النظام البائد علي تجويع الصحفيين ليضمن ولاءهم وخضوعهم واشهد الله اني انحزت لضميري بامتداد مسيرتي الصحفية منذ أواخر السبعينيات وأزعم اني من هؤلاء الذين تصدوا علانية لكافة محاولات احياء الدولة العميقة ورغم تحفظاتي علي سياسة بعض الاخوان فإن الأمل يحدوني في استجابة الرئيس محمد مرسي لمطالب الجماعة الصحفية وتبني العديد من التشريعات الملحة والضرورية للحفاظ علي الصحافة والصحفيين وفي مقدمتها الزام وزارة المالية بتخصيص نسبة مقبولة من ضريبة الاعلانات المنشورة لصالح النقابة وتفعيل قانون الدمغة الصحفية وايضا تعديل المادة رقم 97 من قانون النقابة رقم 76 لسنة 1976 والذي ينص علي تقاعد الصحفي فور حصوله علي معاش النقابة ويحرمه من التواصل مع زملائه وممارسة حقه في اختيار مجلس نقابته وأظن ان المجلس الجديد سوف يضع هذا المطلب في مقدمة أولوياته.