ذاع الإرهاب وانتشر منذ بدء الخليفة.. فمنذ إرهاب قابيل لأخيه هابيل والبشرية منذ ذلك الحين يتخذ فصيل منها الإرهاب وسيلة لترويع الآمنين حتي يستطيعوا أن ينفذوا أهدافهم التي هي بالأساس عامل من عوامل المجتمعات الحرة الديمقراطية تلك المجتمعات التي بنيت علي مبادئ من العدالة والحب والتي سرت في كيان المجتمع فجعلته قويا متماسك البنيان. ومضي التاريخ بسنواته وأيامه المتعددة والإرهاب علي وتيرة متقلبة فحينا يخبو لهيبه وأحيانا أخري تجده وقد اشتعلت جذوته فأخذت في طريقها الأخضر واليابس وأعاقت تقدم خطي المجتمعات نحو بناء ديمقراطي وتنموي مكتفية بما تحقق من إنجازات محدودة في مختلف الميادين. أقول ذلك بمناسبة ما يجري في وطننا الحبيب مصر فمنذ اندفاع ثورة 25 يناير والأحوال في مصرنا متقلبة إلي أبعد الحدود للدرجة التي جعلت الاقتصاد المصري يتراجع بصورة غير مسبوقة في التاريخ الحديث بحيث يمكن تعرضه للانهيار في أي وقت هذا علاوة علي تردي الحالة الأمنية وحدوث انفلات أمني أدي إلي التراجع في كل شيء اقتصاديا وصناعيا واجتماعيا وتجاريا.. إلخ. إذن الإرهاب أخذ ينمو وينمو في ظل وجود المجلس العسكري بل وزادت وتيرته بعد تولي زمام الأمور في البلاد لأول رئيس مدني منتخب.. بل والأكثر غرابة في هذا الأمر تلك الدماء التي اريقت والأرواح التي ازهقت بفعل هذا التيار الفاشي الذي لا يراعي في بني وطنه لا ديناً ولا ضميراً.. بل صار قتل النفس عند هؤلاء الخوارج البغاة أسهل من إزهاق روح "دجاجة" وهم في ذلك متوهمون يظنون أنهم بذلك إنما يدافعون عن الإسلام والإسلام منهم براء. آخر تلك المجازر التي ارتكبتها جماعات الخسة والنذالة الأيادي الملوثة بدماء الأحرار الأطهار تلك التي ارتكبت فوق ثري مصر الطيب بمدينة رفح شمال سيناء تلك الجريمة النكراء التي راح ضحيتها أكثر من عشرين مجندا مصريا غطت دماؤهم الذكية هذه البقعة الطيبة من أرض مصر هؤلاء قتلوا بدم بارد من قبل أولئك الخوارج عن الدين الذين يعتبرون أنفسهم المدافعين الأوائل عن الدين والدين بريء منهم ومن كل أفعالهم النكراء التي تزيد المجتمع كراهية وبغضا لهم لا لشيء إلا أنهم يعيثون في الأرض بالفساد وهؤلاء المعنيون بالآيات الكريمة "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المهاد". وهكذا كان القرآن الكريم دائما وأبدا سباقا في كشف زيف هؤلاء الضالين المضللين. رحم الله شهداءنا الذين كان غالبهم من أبناء محافظة "المنوفية" التي خرجت في مظاهرات غضب مطالبة بالثأر لمصرع هؤلاء الجنود البررة.. ونحن علي يقين بأن أبناء مصر الشرفاء في القوات المسلحة والشرطة لن يخيبوا أمل أبناء المنوفية وغيرها من المحافظات التي قدمت الشهداء في موقعة رفح الشهيرة.. وإننا لمنتظرون.