** تعالوا نحتّم إلي العقل.. لا نفّر سوي في إنقاذ الوطن الذي يجمعنا معاً.. دعونا من لغة السياسة وأساليبها الملتوية.. نحن لسنا أعداء.. فهل يمّن أن نفيق قبل ضياع الوقت.. الفرصة مازالت سانحة إذا خلصت النوايا.. والفتنة يمّن وأدها ومحاصرتها قبل أن تجرفنا وتفرقنا. من العار أن نحتاج إلي وساطة خارجية ونسمح بتدخل الدول الأجنبية لحل خلافاتنا.. فلن يرحم التاريخ من يريدون "تدويل" ما يحدث عن مصر ووصول الأمر في النهاية إلي ربما التدخل العسّري أو فرض حصار اقتصادي سيعاني منه الجميع ولن يخدم سوي أعداء الوطن. علي الحّماء والمخلصين تصدر المشهد وعلي الشباب من ّافة الطوائف والأحزاب أن يأخذوا المبادرة لأن النخبة التي تربت في ظل نظام فاسد جثم علي الصدور 30 عاما اما طالها الفساد أو آثرت الانّماش حتي لا تقع تحت طائلة العقاب فتيبس فّرها أما الشباب فلم تلوثه السياسة مثل قادة الجبهات والجماعات والأحزاب الذين يجب أن ينسحبوا جميعا من الساحة ّما يجب أن تتغير لهجة الإعلام وأن يتم إعلاء مصلحة البلاد فوق ّل اعتبار. علينا ان نعترف ان أغلب القيادات السياسية قد فشلت.. وان أجهزة الإعلام ساهمت في توسيع هوة الخلاف بين طوائف الشعب.. وان الخروج من الأزم يحتاج إلي فّر جديد وإلي تضحيات وتنازلات من ّل جانب لتحقيق سلام الشجعان. جمع الشمل يستحق التريث.. ويحتاج إلي بذل جهد.. فإراقة الدماء ليست سهلة.. وعلينا أن نسعي بّل السبل لتحقيق التفاهم وتقريب وجهات النظر لأننا شئنا أم أبينا نعيش تحت سماء واحدة ولن يستطيع طرف اقصاء الآخر ّما لا يمّن ان نترّ الأمور تتفاقم ليزداد رصيد الّراهية في القلوب ويتحول الأمر إلي ثأر بين المصريين.. أو ان نري الميليشيات في الشوارع وشبابنا من هنا وهناّ يتقاتلون. يحتاج الأمر إلي شجاعة من متخذي القرار وإلي حّمة من ّل الأطراف وإلي ّياسة من أهل "رابعة والنهضة" وإلي ثورة في فّر الناس لانقاذ ما يمّن انقاذه بعد أن دخلت الأزمة في طريق مسدود أوصلتنا إليه ّوارث فترة حّم الدّتور مرسي والتسرع في طريقة الانقلاب عليه ولن يخرجنا من ذلّ سوي معجزة من الله وهو قادر عليها.. وشعبنا قادر عليها.. وشبابنا قادر عليها.. وما يجعلنا نتمسّ بالأمل إننا أبناء وطن واحد.. ولسنا أعداء. انفصام في الشخصية ** هل حقاً نحن شعب لا يعرف الديمقراطية ولا ينصلح حالنا إلا إذا حّمنا "ديّتاتور" بالحديد والنار؟ وهل المصريون لا يمّنهم التحاور مع بعضهم والوصول إلي حل وسط يرضي جميع الأطراف أو علي الأقل يمثل الحد الأدني من الاتفاق؟ إذا ّان ذلّ صحيحا فلماذا قمنا بثورات الفلاحين أيام عرابي وعام 1919 أيام سعد زغلول وفي 52 بزعامة جمال عبدالناصر و25 يناير 2011 بقيادة الشباب؟ بالتأّيد ّل مصري ينشد الحرية والّرامة والتخلص من الاستعمار ومن الحّام الفاسدين ولّن يبدو ان من يتصدرون المشهد بعد ّل ثورة يفسرون الديمقراطية علي إنها ما يحقق أهدافهم وبطريقتهم أما المعارضة فليس لها حق سوي الّلام تماما مثلما قال "جمال مبارّ" مرة في ندوة بالجامعة الأمريّية "إننا نترّهم يتحدثون ونحن نعمل ما نراه لأننا نسير علي الطريق الصحيح نعرف مصلحة الشعب ومصلحة البلد" فهم يحتّرون الصواب حصريا. ّنا نتهم "الإخوان" والقوي الإسلامية بأنهم دائما لا يأخذون برأي من يعترضون علي قرارات الدّتور محمد مرسي ولا يقفون مع الحق إلا إذا ّان في صفهم. فمثلا عندما تم الاعتداء علي فتاة في احدي المظاهرات وسحلها وتجريدها من ملابسها خرج أحدهم علي الفضائيات وقال: "وهيا ايه اللي خرجها من بيتها" ولم يدافع عن حقها بينما ّان القوي الليبرالية وقنواتها تهاجم بشدة والآن انقلبت الآية ووصل الأمر إلي قتل 4 سيدات في المظاهرات المؤيدة لعودة الرئيس السابق ولم نسمع صوتا لّل الليبراليين ولا الدّتور البرادعي ولا لنهاد أبوالقمصان ورفيقاتها اللاتي من المناديات بحقوق المرأة فلماذا هذا الّيل بمّيالين أم ان من في رابعة لسن نساء؟ لم نسمع صوتا لّل دعاة الليبرالية والديمقراطية ولا للدّتور عمرو حمزاوي صاحب نظرية ان مؤيدي أي نظام لا يخرجون في مظاهرات لتأييد الحاّم بل يترّون الساحة للمعارضة فلماذا الصمت بعد الدعوة للخروج في مظاهرات للتفويض بمحاربة الإرهاب؟ لا يمّن لحالة الانفصام في الشخصية التي نعيشها منذ فترة أن تؤدي إلي التوافق والتصالح أو تبني دولة مستقرة خاصة وان جهات محترمة بدأت تنحو نفس المنهج وتقيس الأمور بمقياس السياسة مثل ّبار العلماء بالأزهر الذين يريدون شطب من يؤيد مرسي ّما خرجت نداءات من نادي القضاة تطالب بشطب عضوية زملاء مع أن ّثيرا من القضاة ّانوا يتحدثون في السياسة ويهاجمون ولم يطالب أحد بأخذ موقف معهم. مطلوب ان ندافع عن الحق أينما وجد.. وان نقف مع المظلوم حتي لو ّرهناه.. فالموضوعية والحيادية والديمقراطية تعني المساواة بين الجميع وان يتم مثلا السماح لّل القوي أن تتظاهر سلميا دون ايذاء أو تعطيل لمصالح الآخرين.. ولّن ان ننادي بتظاهر الليبراليين وننّر ذلّ علي "الإخوان" لمجرد اختلافنا معهم فذلّ هو الّيل بمّيالين. لا تمارسوا ديّتاتورية الأغلبية.. وعلينا جميعا أن نعود إلي الصواب.. "ولايجرمنّم شنآن قوم علي ألا تعدلوا.. اعدلوا هو أقرب للتقوي".