علي المسلم أن يحقق الغاية والهدف من الصوم. وتشغيل السماعات الخارجية في المسجد للآذان والإقامة فقط. ولا يجوز للمرأة أن تضع الروائح عند ذهابها لأداء صلاة جماعة في المسجد. كانت هذه أسئلة القراء نقدمها مع إجابات العلماء عنها. * يسأل القارئ حلمي عبدالسلام محمد من القاهرة قائلاً: ما حكم الدين في صيام المتظاهرين المعتصمين الذين يقطعون الطرق العامة؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور محمد عبدالستار الجبالي أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: التظاهر حق مكفول للجميع شرعاً وقانوناً فكل فرد له الحق أن يعلن عن رأيه صراحة ويستوفي هذا الأمر أن يكون الإعلان عن رأي الشخص من خلال تظاهره في أحد الميادين وهذا أمر لا غبار عليه لأن الإسلام يحترم الرأي والرأي الآخر وليس من تعاليم الإسلام الحجر علي رأي أحد. لكن ما نراه الآن من قطع للطرق أو من ترويع للآمنين أو تعطيل مصالح الناس فلاشك أن هذا عمل يتنافي مع تعاليم الإسلام ولا يتمشي مع روح الشريعة الحنفية السمحاء والتي من مبادئها أنه لا ضرر ولا ضرار. فما يحدث من قطع للطرق وترويع للآمنين وإيذاء للسكان المجاورين للميادين فهذا أمر لا يقره الإسلام ولكن فيما يتعلق بصيام هؤلاء فصومهم صحيح لكن عليهم أن يتخلقوا بأخلاق الصائمين التي حددها رسول الله صلي الله عليه وسلم في قوله "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل وإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم". وفضلاً عن ذلك فاتباع سنة رسول الله في شأن الصائمين تتحقق الثمرة المرجوة من الصوم وهي التقوي التي من معانيها الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل وليس من العمل بالتنزيل أن نقطع الطرق أو نمنع الناس من قضاء مصالحهم الضرورية فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والله أعلم. * يسأل القارئ عبدالرحمن محمود حسن من الجيزة قائلاً: بعض أئمة المساجد يقومون بتشغيل سماعات خارجية بصوت مرتفع أثناء الصلاة مما يزعج المارة خارج المسجد والمساكن المجاورة فما حكم الدين؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء يقول: لقد نص الفقهاء علي أنه يشرع للإمام أن يجهر بتكبيرات الإحرام والانتقال وغيرها ليسمع المأمومون حتي يتمكنوا من متابعة حركاته والائتمام به ومقتضي إقامة هذا أنه لا يشرع له ما زاد علي ذلك وإذا كانت إقامة الصلاة في المساجد والآذان من الشعائر المأمور بها فليس من مقصود الشرع وغاياته اسماع الناس صلاة الجماعة وقراءتها الجهرية. فإن تنبيه الناس إلي الصلاة إنما يحصل بالآذان الذي شرع للإعلام بدخول الوقت والإقامة التي شرعت لتنبيه المنتظرين للصلاة إلي الشروع فيها. فإذا رأي ولي الأمر أن في إذاعة الصلاة عبر مكبرات الصوت ضرراًَ علي الناس وازعاجاً لهم كما هو حاصل الآن في كثير من الأحيان فإن له أن يمنع ذلك والشرع أجاز له تقييد المباح للمصلحة فكيف إذا ما لم يكن هناك مصلحة علي مشروعية ذلك أصلاً تصير مخالفته حينئذ بإذاعته الصلوات عبر المكبرات الخارجية حرام لكونها افتئياتاً علي الإمام مع ما في ذلك من أذي للخلق وإزعاج للناس في كثير من الأحيان. والله أعلم. * تسأل القارئة ف. م. ر من الإسكندرية قائلة: قبل خروجي لأداء الصلاة جماعة في المسجد اتعطر فما حكم الدين؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبدالمهدي عبدالقادر الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر يقول: خروج المرأة إلي الصلاة في المسجد له آداب منها ألا تكون متزينة تلفت أنظار الرجال إليها فلا تلبس ثوباً شفافاً ولا ضيقاً ولا زاهي الألوان وثوبها لابد أن يستر كل جسمها. ولا يجوز لها أن تضع الروائح من الطيب لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ايما امرأة تطيبت لهذا المسجد لا تطيب إلا له لم يقبل الله لها صلاة حتي تغتسل من طيبها غسلها من الجنابة". فإذا خرجت المرأة إلي المسجد غير متزينة ولا متطيبة جاز لها ذلك مع العلم بأن الصلاة في البيت أفضل من الصلاة في المسجد بالنسبة للمرأة. ولا تحرص علي الصلاة في المسجد إلا لغرض شرعي كتعلم علم أو استفادة فتوي في حكم شرعي. ولقد جاءت امرأة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت له: إني أحب الصلاة معك في مسجدك. فقال لها أعلم أنك تحبين الصلاة في مسجدي. ولكن صلاتك في مسجد قومك أفضل من صلاتك في مسجدي. وصلاتك في مخدعك "أي في حجرتك" أفضل من صلاتك في بيتك "أي في فناء البيت أو غرفة الجلوس". وهذا يدل علي أن صلاة المرأة في بيتها أعظم أجراً من صلاتها في المسجد لما فيه من التستر والوقار. والله أعلم.