لا أستطيع أن أكتب في الرياضة والوطن يعيش لحظات حاسمة ستقرر مصيره ومستقبله.. فلا حديث اليوم عن الرياضة.. ولا حديث عن الكرة.. فالموقف السياسي والأحداث المتلاحقة وبيان القوات المسلحة وردود الفعل عليه ودعوات الاحتشاد في الشارع لا تسمح بأي كلام عن الرياضة.. والرياضيون أنفسهم وعلي رأسهم نجوم الكرة خرجوا في الشوارع والميادين للتعبير عن آرائهم السياسية والوقوف بجانب الشعب. إنني لا ولن أنتمي لأي فصيل أو تيار إسلامي.. بل وأرفض التحزب الديني.. أرفض المسميات الإخوانية والسلفية والجماعة الإسلامية والجهاد والسلفية الجهادية.. ولكنني واحد من جموع المسلمين الوسطيين المعتدلين وهم الأغلبية الساحقة للشعب المصري الذين يحرصون علي أداء كل الفرائض ويغارون علي دينهم ووطنهم.. وإنني شخصيا وأسرتي بالكامل انتخبنا الرئيس محمد مرسي مثل الكثيرين من المصريين تعاطفا مع الإخوان الذين تعرضوا لظلم كبير وقهر وسجن في عهود سابقة.. وأملا في مستقبل مشرق تكون دعائمه العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. ولكن بعد مرور عام كامل علي ولاية الرئيس تراجع أداؤه وتراجعت شعبيته بعد وقوعه في أخطاء كثيرة ومتكررة وإصراره علي الدخول في أزمات مع المعارضة والصحفيين والإعلام والقضاء والشرطة بدلا من أن يمد جسور الثقة معهم.. وكان يستمع لمكتب الإرشاد أكثر من أن يستمع لشعبه.. وترك بعض أنصاره من قيادات الجماعة يوجهون سهامهم لمؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات. لقد خرجت الملايين في معظم ميادين مصر احتجاجا علي حكم الإخوان والرئيس مرسي.. وفي نفس الوقت خرج مؤيدو الرئيس أيضا لدعم الشرعية والشريعة علي حد زعمهم.. وأمهلت القوات المسلحة الجميع حتي عصر اليوم للاستجابة لمطالب الشعب وعلي رأسها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهو مطلب شرعي لأنه لجوء للصندوق مرة أخري خاصة بعد اعتراف الرئيس نفسه وجماعته بالوقوع في أخطاء. وإذا كان الإخوان متأكدين من شعبيتهم وأن غالبية الشعب المصري تساندهم وتدعمهم.. إذن لماذا الخوف من الصندوق؟!! التظاهر السلمي حق للجميع.. ولكنني أرفض العنف.. أرفض واستنكر الاعتداء علي مقرات الإخوان والحرية والعدالة وعلي بعض أعضائها و قتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد بالمقطم بالرصاص الحي. إنني واثق كل الثقة أن القوات المسلحة والشرطة لن تسمح بأية تجاوزات أخري من أي فصيل أو جماعة و سيحميان الدولة والشعب.. الشعب بكل طوائفه بلا استثناء بما فيه الإخوان.. فإنني أرفض أي نوع من الإقصاء لأي مواطن مصري مهما كان انتماؤه الديني والسياسي.. كما أنني أرفض أي نوع من دعوات المواجهة بين أبناء الشعب الواحد. أدعو الله سبحانه وتعالي أن يوفق الجميع.. من في السلطة ومن خارجها.. أن يحكموا صوت العقل وصوت الضمير لتجنيب البلاد والعباد من الفتنة والحرب الأهلية.. فالكراسي والمناصب زائلة ولا تساوي إراقة قطرة دم واحدة لمواطن مصري. وأري أن الإسلاميين هم أولي من يستوجب عليهم عدم اللجوء للعنف مهما كان الموقف.. حتي لو كان الثمن كرسي الرئيس مرسي.