لا تسأل الطاغين.. لماذا طغوا، ولكن اسأل العبيد: لماذا ركعوا؟!! آمال كبيرة يعلقها المصريون على يوم 30 يونيه.. يحلم المصريون باسترجاع ثورتهم المنهوبة، يحلمون باسترداد وطنهم، وكرامتهم ممن امتهنوا حرفة الكذب حتى استولوا عليهم، ففى يوم 30 يونيه إما التمرد أو التجرد من كل شىء حتى الوطن. وكما يعلق الناس آمالهم على التمرد يعلقون أكثر على الجيش ووقوفه وراء الشعب، وحمايته من هجمات الإخوان والقوة التى لوحت باستخدامها الجماعات الإسلامية والتكفيرية وحتى الجهادية. بالرغم من التأكيدات المستمرة التى يعد بها الجيش منذ قيام ثورة يناير، وحتى الآن من عهده مع المصريين بأنه حامى الحمى، ولن ينتصر لأى فصيل سياسى حتى ولو كان فصيل الحزب الحاكم، وكان سقوط مبارك خير دليل عليه، مازال الشعب المصرى يحتاج لتطمينات أخرى حتىيتمكن من المضى قدما لتحقيق تمرده، خاصة بعد المناوشات التى هدد بها الإخوان، مثلما حدث فى واقعة وزارة الثقافة.. وأيضا التهديدات التى صرحت بها قيادات الجماعات الإسلامية والتكفيرية، مثل تصريح عاصم عبدالماجد وتهديده للمتمردين والأقباط، وأيضا الكنيسة من نزول الأقباط حتى لا يتعرضوا للضرب أو حتى الموت «على حد قوله».
ولا ننسى الرسائل الأخيرة للفريق السيسى.. فقد أكد القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول عبدالفتاح السيسى على هامش الأنشطة التدريبية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة أن القوات المسلحة جاهزة وقادرة على حماية الوطن وصون مقدساته.
وقال: إن عقيدة القوات المسلحة الراسخة هى التضحية والفداء من أجل مصر وشعبها، وأوصى السيسى ببذل المزيد من الجهد والعرق فى التدريب والحفاظ على اللياقة البدنية والروح المعنوية العالية والاهتمام بتنفيذ الرمايات التخصصية للوصولإلى أعلى درجات الجاهزية وتنفيذ المهام بدقة عالية من أجل حماية تراب الوطن وصون مقدساته.
∎جاهزون
أكد لنا مصدر عسكرى رفيع المستوى أن القوات المسلحة لن تتدخل فى المظاهرات التى دعا إليها عدد من القوى السياسية والشعب.
كما أن الجيش فى حالة استعداد قصوى، وجاهز تماما، وسينزل إلى الشارع حال انتشار الفوضى والانفلات الأمنى وانسحاب الشرطة، على غرار ما حدث فى جمعة الغضب 28 يناير 2011، تجنبا لتعرض المنشآت الحيوية لأعمال نهب وسرقة.
وأضاف المصدر: القوات المسلحة ليس لها دور فى القرارات السياسية التى أصدرها رئيس الجمهورية، لأنها قوات قتالية دورها الرئيسى حماية الأمن القومى للبلاد، كما أن دور الجيش سيكون تأمين وزارة الداخلية والمنشآت الحيوية، عبر بناء جدران الأسلاك الشائكة والتدخل بعدد من القوات لتطويق هذه المنشآت فى حالة تصاعد الموقف.
وأعلن عن بدء انتشار عدد من أفراد القوات المسلحة، بمحيط وزارة الداخلية والسفارة الأمريكية، لوضع أسلاك شائكة بجميع الشوارع الجانبية، منعا لمحاولات اقتحام المقار الحكومية.
ورفض المصدر التعليق على قرارات الرئيس محمد مرسى الأخيرة، مؤكدا أن الجيش سيلتزم الحياد ولن يتدخل إلا إذا طلب منه ذلك، وقالوا: إن القوات المسلحة دائما بعيدة عن الصراعات السياسية، لأنها قوات انضباطية نظامية مهمتها حماية البلاد فى الخارج والداخل.
∎تحذير
وقد علمنا من مصادرنا الخاصة ما يفيد أن الفريق السيسى اتصل بالرئيس مرسى وحذره من مظاهرات 30 يونيو القادمة وحذره من خطورة الوضع الراهن خاصة بعد موضوع سد النهضة.
كما أخبره بالمعلومات التى وصلت إلى المخابرات العامة بشأن المظاهرات المتوقع قيامها مطالبا بعدم استخدام العنف أو القنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين بعدما نمى إلى علم الجيش نزول الجماعات الجهادية والإسلامية وعلى رأسها حازمون.
كما أكد السيسى لمرسى حرص القوات المسلحة ألا تسيل قطرة دم واحدة من أى مصرى، وأن الجيش سيعمل على حقن دماء المصريين.
وأشار السيسى إلى إمكانية تدخل الجيش إذا دعت الضرورة ليحمى الثورة وجميع المواطنين.
كما وضح له السيسى الصعوبات التى يمر بها المجتمع المصرى وناقش مع الرئيس الحلول المطروحة لحل مشكلة سد النهضة وتحسين الأوضاع الاقتصادية فى البلاد وكيفية مساهمة الجيش فى ذلك.
∎تجهيز كامل
ويعقب على ذلك اللواء مختار قنديل الخبير الاستراتيجى قائلا: بالتأكيد سيكون هناك استعداد من قبل القوات المسلحة، وكل فرد سيعرف موقعه، وأين سيذهب؟، وستكون هناك عدة وحدات للقوات، حتى يتدخلوا إذا تطور الأمر، ولزم التدخل، وبالمعنى الأدق سيكون هناك تجهيز كامل.
وأنا أؤكد أن الجيش لن ينحاز لأحد على حساب الآخر، وسيلتزم الحيادية المطلقة، ولن يتدخل إلا فى حالة وجود اشتباكات.
وهنا تدخلت مستفسرة بشأنالتهديدات التى صرح بها التكفيريون والإسلاميون، وموقف الجيش منها، فأجاب قائلا: بالضرورة فى حالة وقوع اشتباكات سيفصل بينهم الجيش، ولن يكون هناك تهريج، أو هزار فى هذا الشىء.
أما بالنسبة للجزء المتعلق بالشائعات التى تفيد تورط عناصر مسلحة بالنزول إلى الشارع فى زى رجال جيش، أكد اللواء قنديل أن من يضبط بتهريب أو ارتداء ملابس خاصة بالجيش وهو ليس من أفراده، سيتم القبض عليه فى الحال، وسيعرض على النيابة العسكرية، وستتم معاقبته بدون أى هوادة وستكون الأحكام رادعة ليكونوا عبرة، وعلى الشعب المصرى أن يعى جيدا أن القوات المسلحة لن تستخدم ضدهم أى عنف لأنها جزء منهم، وهم جزء منها.
وإذا حدث أى خروج عن المألوف سيكون نتاج مؤامرة محاكة ضده، هدفها الإيقاع بين الشعب وجيشه، نفس الأمر لمن يحمل سلاحاً غير مرخص.
ويتوقع اللواء قنديل أن يوم 30 يونيه لن يمر بسلام، إذا نفذت الجهات الإسلامية تهديداتها واستخدمت العنف، فمن المفترض أن يكون هذا اليوم للمتمردين الراغبين فى توصيل مطالبهم للرئيس، ولا دخل لأى جماعات إسلامية بذلك.
وأود أن ألفت النظر إلى أن الكثرة تغلب الشجاعة، ولابد من الانتباه إلى ذلك.
ويضيف اللواء قنديل: ورأيى الشخصى بعيدا عن كونى رجل جيش أنه فى حالة احتدام الوضع وتصميم الشعب على انتخابات رئاسية مبكرة.. على الرئيس مرسى أن يرضخ لمطالب الشعب حتى ولو أراد الترشيح مرة أخرى، وسيكون هذا بمثابة استفتاء على شعبيته وقياسها لدى الشعب.
ويؤكد اللواء قنديل فى نهاية حديثه أنه مهما حدث، فلن يلجأ الجيش لاستخدام الأحكام العرفية، وحتى لو أمر بها رئيس الجمهورية فلن يستمع إليه الجيش ولن ينفذ كلامه، وسيخبره أنه لن يصطدم بالشعب مهما حدث.
∎إرادة الشعب
ويقول اللواء حمدى بخيت الخبير فى الأمن القومى: المؤسسة العسكرية دورها هو حماية إرادة الشعب، والذى سيريده الشعب هو ما ستنفذه القوات المسلحة.
النقطة الثانية هى أن الأمن القومى مسئولية القوات المسلحة، وأمن المواطن هو جزء من الأمن القومى، ولذا فإن رأت القوات المسلحة أن المواطن المصرى يذبح أو يقتل فى الشوارع، فلن يصمت.
كما أنها لن تنجر وراء الأحداث وتتدخل إلا فى حالة الضرورة، وطبقا لرؤيتها الخاصة ولن يفرض عليها شىء، ولن تنصر فصيلا على الآخر، لأنه حتى الآن هناك الكثير من المرجفين سواء فى الإعلام، أو فى الحياة السياسية.
وقبل كل ذلك، فهى لن تسمح لفصيل اليمين المتطرف أى التيار الإسلامى والإخوان أن يعتدى على أى مواطن يريد أن يعبر عن مطالبه وحقوقه.
وبالتالى فالتوازن مطلوب بين هذه الأطراف التى تعبر عن الوطن، خاصة فى مثل هذا اليوم التاريخى الذى يخرج فيه المصريون للتعبير عن آرائهم.
ويضيف اللواء بخيت: وكما قال الفريق السيسى يوم احتفالية مسرح الجلاء إن الشعب إذا أراد التغيير، فلن يمنعه أحد، والقوات المسلحة ملك لإرادة الشعب.