أكد خبراء سياسيون واستراتيجيون عسكريون، أن خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، بشأن الأحداث الراهنة، رسالة بالانحياز الكامل للشعب وإرادة المواطنين الغاضبين، وليس للسلطة، مشددين على أن القوات المسلحة لن تسمح لفصيل بفرض إرادته، وأن واجبها الوطنى يدفعها للتدخل من أجل حماية الدولة والتصدى لدعاوى تقسيم الوطن والفتنة، وأنه لا توجد خطوط حمراء للجيش إلا إرادة الشعب والصالح العام. قال اللواء حمدى بخيت، مستشار رئيس أكاديمية ناصر العسكرية، إن خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، يؤكد ضرورة احترام إرادة الشعب بأغلبيتها دون النظر إلى الملايين التى جمعتها حملة تمرد لسحب الثقة من الرئيس مرسى، أو ملايين حملة تجرد، التى تدعمه، مضيفاً: «ما يقصده السيسى هو الأغلبية الشعبية وليس فصيلاً معيناً، ولن ينحاز لفصيل على حساب آخر». وأكد بخيت أن الخطاب فى مجمله لم يأت بجديد، قائلاً: «السيسى حاول التأكيد على ثوابت الجيش والمصرى والتذكير بها وسط تجاهل البعض لها، أو محاولة البعض لدفع القوات المسلحة فى اتجاه معين، لكنه أكد أن القوات المسلحة ستظل خلف شعبها لصون إرادته واختياره». وأضاف مستشار رئيس أكاديمية ناصر العسكرية، أن رسالة القوات المسلحة للسلطة هى ضرورة الالتزام بتعهداتها والدخول فى مصالحة مع الشعب، مشيراً إلى أنه على المعارضة أن تسارع بالدخول فى مصالحة وحوار لتقديم أفكارها. وقال اللواء محمد على بلال، الخبير الاستراتيجى، إن خطاب السيسى موجه للشعب ككل وسينحاز إلى الشعب، وليس «تجرد» أو «تمرد»، محافظاً على الوطن، قائلاً: «الجيش سيتدخل لمنع الاقتتال الأهلى وتنظيم أمور الدولة». وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجى، إن خطاب السيسى كان إيذاناً ببدء مرحلة جديدة بين القوات المسلحة والشأن العام، وسط حالة من الانقسام الداخلى والإساءة للقوات المسلحة وتهديد للمواطنين، قائلاً: «أهم ما فى الخطاب هو الدعوة لإيجاد حل». وأضاف: «بيان السيسى لم يكن واضحاً بالشكل المطلوب، وكل فصيل فسره حسب ما يريد». وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تصريحات «السيسى» حول الانحياز للإرادة الشعبية، تعنى انحيازه للشعب الغاضب وحق المواطنين فى التظاهر السلمى، وأنه لن يسمح لفصيل معين أو طائفة بالتغلب على باقى الشعب وبفرض إرادته ويتمكن من الدولة، وأضاف: هذا الموقف المنحاز للشعب وليس السلطة، نابع من طبيعة الجيش وعقيدته. وقال «نافعة»: إن الفريق السيسى أراد إجهاض احتمالات نشوب التقاتل والحرب الأهلية، وأكد أن القوات المسلحة هى حصن الشعب للتصدى لما يهدد بنيان الدولة أو يحض على الفتنة الطائفية ويؤدى لتقسيم الشعب، متابعاً: «الجيش أوضح أنه سيتدخل لتأدية دوره فى هذا الشأن، وليس لأنه يتطلع للسلطة». ولفت أستاذ العلوم السياسية، أن دعوة «السيسى» لإيجاد صيغة للتفاهم محاولة أخيرة لإنقاذ الوضع الحالى، مستدركاً: «إذا لم يحدث ذلك قبل 30 يونيو، سيكون هناك خياران لوزير الدفاع، إما أن يدعو للحوار بنفسه، باعتبار أن رئيس الدولة أصبح طرفاً فى الأزمة، أو ينتظر حتى تصاعد الأحداث، ثم يتعامل مع الأزمة منحازاً لإرادة المواطنين فى الشارع ولا توجد لديه خطوط حمراء إلا الصالح العام».