لأول مرة في تاريخ مصر القديم أو المعاصر يضع المصريون أياديهم علي قلوبهم خوفا مما سيحدث في 30 يونيه. فدائما كان الشعب المصري يقف يدا واحدة في وجه الغزاة والمحتلين الغرباء لدرجة جعلت المؤرخين يطلقون علي مصر مقبرة الغزاة وذلك لأن شعبها في رباط إلي يوم القيامة كما أخبرنا النبي صلي الله عليه وسلم. ماذا حدث للشعب المصري هل تغيرت أيقونته التي ظل محتفظا بها طوال القرون الماضية من وحدة وتماسك لدرجة جعلتنا نقف لبعضنا وجها لوجه في الشوارع نحمل الحجارة والمولوتوف والخرطوش لفرض سيطرة فصيل علي الآخر؟ لماذا كل هذا؟ هل الصراع علي السلطة والانتخابات الرئاسية وكرسي الحكم يستحق ان تراق دماء مصري واحد أو حرق الوطن ومقدرات ابنائه. إلي كل عبده مشتاق لكرسي الحكم ويدعو لانتخابات رئاسية مبكرة مهما كان الثمن فالمهم ان يصل إلي كرسي الحكم ولو علي جثث المصريين اقول لهم اتقوا الله في شعب مصر فهذا الشعب الابي الطيب لايستحق كل هذا الصراع وكل هذا الحشد وكل هذا الرعب الذي أصبح يحلم به الاطفال الصغار قبل الكبار في احلامهم لماذا؟ تعالوا نتفق علي كلمة سواء بيننا وبين بعض ان يكون يوم 30 يونيه هذا يوم عيد للديمقراطية وليس يوم فوضي وقتل وتخريب وحرق للوطن فكل من اراد ان يتظاهر أو يرفض سياسات معينة عليه ان يتظاهر سلميا من اجل صالح الوطن وليس لمصلحة شخصية أو غرض في نفس يعقوب الا وهو اسقاط النظام واسقاط الدولة بعدما وضعنا اقدامنا علي أول درجة من درجات سلم الديمقراطية. ماذا لو نجحت حركة تمرد في دعواتها وتنحي مرسي طوعا أو كرها.. من هو البديل؟ وكيف سيكون شكل مصر بعدها؟.. هل سيتوقف الزمن عند يوم الاحد 30 يونيه أم هناك بديل واقعي ومنطقي يرضي عنه الجميع؟ فالجميع ينظرون تحت اقدامهم.. وبحسبة بسيطة فكل البدلاء غير قادرين علي اقناع المجتمع كاملا أو حتي يحظي بقبول ولو 30% من الشعب. فإن الواقع يؤكد ان تمرد والانقاذ والقوي المعارضة لاتملك بديلا جاهزا تقنع به جموع المشاركين في 30 يونيه. وحتي لو يملكون البديل فلن ينال التوافق والرضي من كل القوي الاسلامية التي ظهرت علي سطح الاحداث بعد ثورة 25 يناير. فبلغة العقل والمنطقة هل أعدت القوي المدنية نفسها لمرحلة ما بعد مرسي؟ أم أن الأمور ستترك كما تركت بعد مبارك؟.. الجديد هذه المرة أن كل البدائل مطروحة.