الظروف الدقيقة التي تمر بها مصرنا الحبيبة تحتم علي المؤيدين والمعارضين أن يصبحوا يداً واحدة ضد الأفاعي السامة التي تريد تدمير الوطن من خلال البلطجة والجهلاء والمأجورين والقتلة والموتورين.. نعم يجب أن ينصهر المؤيدون والمعارضون في كيان واحد بالرغم من اختلافاتهما السياسية وتباين الرؤي بينهما ليكونوا سداً منيعاً في مواجهة أية محاولات شريرة لاشتعال الموقف وانفجار براكين الغضب في كل مكان لتتحول أرض الكنانة إلي مقبرة للأبرياء ولشهداء الخديعة والمؤامرات الدنيئة التي تنسج خيوطها أياد مدربة علي الوقيعة واشعال الفتن بين الأمة الواحدة فمن المؤكد أن الذين يتخذون موقف المعارضة أو التأييد فكلاهما يحمل في أعماقه الهوية المصرية التي تعشق تراب هذا الوطن وأن كليهما يجاهر بأنه الأصوب وهذه فرصة كبيرة لنؤكد للعالم بأن ثورة يناير قد أثمرت عن فتح أبواب الديمقراطية والحريات وبأن كل مصري الآن في مقدوره أن يعبر عن رأيه دون خوف أو تستر ولهذا فالتصدي لمحاولات نثر بذور العنف وبث الدسائس بين الجميع يكون أمراً حتمياً حتي للآخرين قبل أنفسنا بأننا جديرون بتلك الملحمة الثورية التي سردها الشعب المصري بدون إراقة دماء لولا بعض المأجورين الذين حاولوا تلويث ثوبها بأياديهم القذرة وقتلوا غدراً وعمداً أطهر شبابها وهم لايزالون في مقتبل حياتهم العمرية نعم من حق المعارضة أن تتمسك بمواقفها وأن تدافع عن أفكارها وكذلك الجبهة المؤيدة من حقها أن تبرر وجهة نظرها ولكن أيضاً من حق مصر عليهما أن يختلفا كما يشاءا وأن يتنافسا كما يريدان بشرط أن يتفقا علي أمر في غاية الأهمية وهو مواجهة الإرهاب والبلطجة والمندسين بينهما.. من حق مصر عليهما أن يتصدا للمتربصين بها وأن يكونا أكثر حذراً حتي لا يقعا فريسة للانفلات الأمني وبالتالي يقدمون آمن البلد وأبناءها علي طبق من ذهب لهؤلاء المرتزقة الحاقدين والشامتين والموتورين وتقع الكارثة التي بلاشك سوف تنال من الجميع.. نحن نقف علي أعتاب مرحلة تاريخية وحياتية تمثل نقطة انطلاق في مفترق الطرق فإما تستدرجنا المكابرة والعناد إلي هاوية التخلف والتقهقر إلي أزمنة الجهل والفقر والمرض وأما ننطلق نحو مستقبل مشرق تتلألأ علي قمته ضياء الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والتفوق العلمي والثقافي وزيادة مواردنا والاستفادة من إمكاناتنا العظيمة من ثروات لا حصر لها وهبها الله لمصرنا الحبيبة ولكننا للأسف الشديد أغفلنا لأسباب عديدة كان يمكن تجنبها لو استدعينا من أعماقنا كل موروثاتنا الأخلاقية الرائعة من تراحم ومحبة وعشق للوطن وتماسك اجتماعي تحسدنا عليه الكثير من الأمم ولنتذكر دائماً أن تاريخ الشعوب لا يمكن العبث فيه أو تزييفه مهما حاول المنتفعون تغيير ملامحة لبعض الوقت فلابد من الآن وليس من الغد أن نتكاتف معاً من أجل بناء وطننا الغالي كل واحد في موقعه وتخصصه لاستعادة مكانة مصرنا الحبيبة في الريادة التي تستحقها بجدارة لما تملكه من مقومات فكرية وبشرية وموارد اقتصادية لم تكن مستغلة استغلالاً صحيحاً فمصرنا أبداً لن تضام ولن تسقط وبأبنائها ورجالها ونسائها سوف تعلو بإذن الله إلي حيث المكانة التي تستحقها اللهم احمي مصرنا الغالية وإنك علي كل شيء قدير.