رغم نجاح عملية تحرير الجنود السبعة المختطفين في سيناء وترحيب الكثيرين بهذا الانجاز الذي تحقق دون إراقة دماء أو خسائر في الجنود أو القوات المشاركة في تنفيذ العملية إلا أن هناك سؤالاً مازال يبحث عن إجابة أين الخاطفون الذين ارتكبوا الجريمة ولماذا كل هذا الغموض الذي يكتنف تفاصيل عملية تحرير الجنود؟.. وهل هناك جهات داخلية أو خارجية متورطة في هذا الحادث؟ في الواقع هذه التساؤلات وإن كانت مشروعة لكن من المؤكد أن عدم الإفصاح عن التفاصيل وعدم الإجابة عليها لا يعني علي الإطلاق وجود مساومات أو مفاوضات أو وعود أو صفقات فهذا لم يتم علي الإطلاق لكن ماذا حدث؟ مصدر رفيع المستوي أجاب بوضوح عن هذه التساؤلات في انفراد جديد ل "الجمهورية" حول حادث اختطاف الجنود السبعة في سيناء. المصدر أكد علي الآتي: * أولاً: إن العملية التي تمت لتحرير الجنود السبعة كانت ناجحة بكل المقاييس ومورست فيها كل أنواع عمليات التدخل ومنها الاشتباك بالأسلحة مع المختطفين وأن المستقبل القريب سيكشف أن القوات المسلحة نفذت عملية ناجحة وفريدة وغير مسبوقة سوف يتم تدريسها في مثل هذه العمليات. * ثانياً: إن الجهة الوحيدة التي تعاملت ونفذت عملية تحرير الجنود المختطفين كانت القوات المسلحة "العملية العسكرية" وايضا جهاز المخابرات الحربية ولم يكن لأي جهاز أمني آخر علاقة بالعملية من قريب أو بعيد سوي شرف التواجد فقط وإن الجيش نفذ عملية حصار وتضييق الخناق علي الخاطفين وتعامل مباشرة وبعنف معهم حتي لم يجدوا مفراً من ترك الجنود سالمين. * ثالثاً: إنه تم إلقاء القبض علي جزء كبير من الخاطفين خلال عملية الاشتباك الناجحة ونجح جزء آخر في الهرب وتجري حالياً عمليات مطاردة وحصار للقبض علي الهاربين. * رابعاً: إن الجزء الأكبر من مرتكبي الجريمة الذين تم القبض عليهم في حوزة جهاز أمني كبير وهذه العناصر تخضع لتحقيقات مكثفة لمعرفة باقي الخلايا والبؤر الإرهابية والإجرامية الأخري والاستفادة بهذه المعلومات قبل إحالتهم للمحاكمة. * خامساً: العملية العسكرية الأمنية جادة بالفعل في تطهير سيناء من البؤر الإرهابية والإجرامية والعناصر المسلحة.. ومستمرة دون توقف ومازالت عملية الانتشار والتعزيزات مستمرة علي المداخل والمخارج والمنافذ والمحاور وجميع الأماكن والمناطق التي يتواجد فيها الإرهابيون والخارجون علي القانون.. وتمارس أعمالاً من نقاط تفتيش علي أعلي مستوي وتكثيف للحملات وتعزيزات لاستئصال هذه العناصر التي باتت تؤرق الأمن القومي المصري وتطهير سيناء بالكامل من هذا السرطان قبل انتشاره. * وصف المصدر رفيع المستوي الحديث عن علاقة بعض التيارات الدينية في الداخل بما حدث في سيناء واحتمال تورط أطراف أخري في الحوار بأن هذه الأمور مجرد مهاترات سياسية لا علاقة للجيش بها من قريب أو بعيد مناشداً الجميع عدم إقحام الجيش في مثل هذه الأمور لأنه أكبر من ذلك بكثير ولا تعنيه في شيء. عملية نموذجية * المصدر رفيع المستوي ايضا أكد علي أن العملية التي تم تحرير الجنود خلالها من العمليات الفريدة والناجحة وسوف يثبت الوقت أنها من أكبر العمليات والتي سيتم تدريسها عالمياً بما نفذته من أساليب جديدة وآليات للتعامل في مثل هذه المواقف مؤكداً أن الجيش لا يمكن أن يخضع للمساومات أو الابتزاز أو عقد صفقات أو السماح بإعطاء وعود لعناصر إرهابية فالقوات المسلحة وعقيدتها الوطنية أكبر وأسمي من ذلك مؤكدة علي ضرورة احترام هذا الجهد الرائع والعظيم وعدم تشويه البعض له لأن معرفة تفاصيله في الوقت المناسب ستكون محل فخر للمصريين وتجسيداً لقدرة وقوة جيش مصر. سيناء ليست مجالاً للمساومة * المصدر رفيع المستوي أكد أيضاً ل "الجمهورية" أن القوات المسلحة لم ولن تسمح بالمساس بأمن سيناء أو أن تنال منها قوي الظلام والإرهاب لأنها دفعت الثمن غالياً من دماء أبنائها من الشعب المصري المكون الرئيسي للقوات المسلحة لاسترداد كل حبة رمل في سيناء الحبيبة ولا مجال للتهاون في أمن وسلامة سيناء مهما كان الثمن من تضحيات وعطاء.. وأنه لا مجال للمساومة أو الابتزاز في سيناء أو علي حسابها فهي بالنسبة للمصريين جميعاً دم وعرض لا يمكن التفريط فيه. أكد المصدر رفيع المستوي أن أهل سيناء بالفعل هم خط الدفاع الأول عن هذه البقعة الغالية وأنهم بحق حراس بوابتنا الشرقية وأنهم شرفاء ووطنيون يعشقون تراب مصر ومستعدون للدفاع عنها بكل غال ونفيس وأن هؤلاء المجرمين لا يمثلون أهل سيناء علي الإطلاق في ظل ما قدموه من تضحيات عبر السنوات الماضية ومساعدة ومساندة وتعاون خلاق خلال الأزمة الأخيرة التي تم حلها بنجاح دون خسائر تذكر سواء في الجنود المختطفين الذين تم تحريرهم أو القوات المشاركة في تنفيذ العملية بنجاح. تنمية سيناء شدد المصدر علي ضرورة تنمية سيناء لأن أهلها يستحقون منا أكثر من ذلك ولابد من الاهتمام بهم وتوفير الحياة الكريمة لهم كمواطنين مصريين من الدرجة الأولي وأنهم تعرضوا لظلم بين خلال السنوات الماضية وحان الوقت لنرد لهم الجميل. أكد المصدر أن الجهة الوحيدة التي لم تتخل عبر تاريخها عن أبناء سيناء هي القوات المسلحة ولها علاقات تاريخية قوية وعميقة معهم وهم يحفظون لها هذا الجميل وهي تحفظ لهم دورهم التاريخي خلال الحروب التي خاضتها مصر وانتهت بأعظم ملحمة عسكرية عرفها التاريخ في أكتوبر .1973 دور وطني مشرف وجه المصدر رفيع المستوي الشكر والتحية لمشايخ وعواقل وأبناء سيناء علي موقفهم الوطني المشرف وعدم سماحهم لهؤلاء الإرهابيين بالتواجد بينهم أو تشويه تاريخهم الوطني الحافل ومساندة ودعم أعمال القوات المسلحة في كل الأوقات وآخرها عملية تحرير الجنود المختطفين. قال المصدر إن العملية العسكرية التي مازالت تنفذ في سيناء هي عملية نموذجية مدروسة تكشف عن القوة التي يتحلي بها الجيش المصري عدة وعتاداً وكوادر مدربة علي أعلي مستوي عالمي ولم يكن الأمر مجرد استعراض قوة من خلال الحشد ولكنها عملية مخططة بأسلوب علمي يتوافق مع قدرات القوات المسلحة الفائقة في مختلف المجالات والتي تتبع أحدث أساليب إدارة الأزمات في العالم. أكد المصدر في ختام حديثه أن الخاطفين لم يغادروا سيناء منذ ارتكاب جريمتهم ولم يغادرها باقي الجناة وسيتم القبض عليهم.