منذ ألف عام ويزيد بقي الجامع الأزهر الشريف صامداً وقوياً يؤدي رسالته بأمانة واخلاص إلي كل شعوب العالم باعتباره أقدم وأشرف مؤسسة علمية بالعالم العربي والإسلامي ولأنه المرجع الديني الوحيد لكل خلاف فيرضي الجميع بحكمة لأنه صدر من علماء اجلاء اعطاهم الله بصيرة الايمان لهداية الناس بعملهم وتواضعهم وزهدهم في الدنيا والأزهر مؤسسة علمية مستقلة قائمة بذاتها وبعيدة عن السياسة والانتماءات الحزبية ومن داخل الأزهر خرجت أقوي الثورات ضد المستعمرين وضد الاتراك حكام مصر آنذاك وخرجت منه أقوي القرارات المصيرية ومن داخله توحد الهلال والصليب وثاروا ضد الفرنسيين في كفاح جسد معاني الوحدة الوطنية لشعب مصر ومن داخله أعلن الرئيس جمال عبدالناصر قرار تأميم قناة السويس الذي نتج عنه العدوان الثلاثي ورغم ذلك انتصرت الارادة المصرية واستمر الأزهر في أداء رسالته بعلماء مميزين بالاخلاق والعلم والتقوي والجهاد في سبيل الله دون الخوف من لومة لائم وكان شيخ الأزهر تختاره لجنة كبار العلماء فيكون قدوة في السلوك والانضباط وعنواناً للنزاهة والشرف والخوف من الله فهذا هو النهج الثابت الذي سار عليه الأزهر كل هذه الحقب الزمنية وقد تولي منصب مشيخة الأزهر علماء أفاضل اكرمهم الله بالعلم والحكمة والقبول بين الناس وتركوا للمكتبة العربية والإسلامية مؤلفات عظيمة من كتب الفقه والتفسير انتفع بها المسلمون في كل مكان ومن مشايخ الازهر الافاضل الشيخ مصطفي المراغي والشيخ سيد سابق والشيخ محمد عبده وتلميذه جمال الدين الافغاني والشيخ محمود شلتوت والشيخ الفحام والدكتور عبدالحليم محمود والشيخ جاد الحق والشيخ طنطاوي والشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي ومن علمائه البارزين الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ محمد الغزالي والشيخ عبدالحميد كشك والدكتور أحمد عمر هاشم والشيخ الشرباصي واسماء كثيرة وفي كل عام من شهر رمضان يرسل الأزهر علماءه إلي مختلف دول العالم لاحياء ليالي شهر رمضان الكريم بالوعظ وتلاوة القرآن الكريم حتي اصبحوا رسلاً للهداية في كل مكان وفي مدرسة الأزهر تخرج اعظم المقرئين لكتاب الله الكريم بترتيل يحرك مشاعر التقوي والايمان في قلوب السامعين منهم شيخ المقرئين محمد رفعت والشيخ الحصري والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ الطبلاوي والشيخ النقشبندي والشيخ أبوالعينين شعيشع والشيخ مصطفي اسماعيل والشيخ عبدالباسط عبدالصمد وفي عام 1981 اقتنع استاذ الصحافة بجامعة القاهرة المرحوم الدكتور إبراهيم إمام ان رسالة الأزهر اعلامية بالدرجة الأولي فلابد أن تكون فيه كلية للاعلام فعرض هذا التصور لشيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود الذي تحمس للفكرة ونقلها إلي الرئيس أنور السادات فاصدر قراراً جمهورياً بانشاء كلية الاعلام بالازهر واختار الدكتور إبراهيم امام رئيس الاعلام وكان ذلك بداية لتطوير الأزهر فقرر السادات ان يواكب الأزهر العصر الحديث في كل العلوم فأنشأوا فيه معهداً للغات والترجمة وكلية الهندسة وكلية الطب وكلية الزراعة وكلية التجارة فأضافت هذه الكليات للأزهر دفعة قوية في مواكبة العصر الحديث الذي يتخصص فيه رجال الأزهر في كل المجالات ويستطيعون مقارعة اعدائهم بالحجة والمعرفة بعد ان كانت رسالة الأزهر محصورة في ثلاث كليات هي اللغة العربية واصول الدين والشريعة والقانون .