وسط موجة من الغضب التي تجتاح بنزرت منذ أيام . يخوض الأهلي مباراته الصعبة والمهمة في مسيرة الدفاع عن اللقب الأفريقي عندما يحل ضيفا علي البنزرتي في الثالثة من بعد ظهر اليوم بتوقيت تونس الرابعة بتوقيت القاهرة في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أفريقيا. وعلي عكس ما كان يتمناه الأهلي . ستقام المباراة اليوم علي استاد "15 أكتوبر معقل الفريق التونسي بمدينة بنزرت بعد مراحل عديدة من الشد والجذب بين مسئولي البنزرتي والسلطات الأمنية في تونس والتي كانت ترغب مثل الأهلي في إقامة المباراة علي استاد "رادس" بالعاصمة تونس لضمان المزيد من التأمين للمباراة ولبعثة الأهلي. في ظل هذه الأجواء الملتهبة بسبب قرار رابطة كرة القدم المحترفة في تونس بإقصاء البنزرتي من مرحلة التتويج بلقب الدوري التونسي لصالح فريقي الترجي والأفريقي . تزايدت الضغوط التي تعرض لها الشيباطين الحمر منذ وصولهم إلي تونس بل وقبل سفر الفريق من القاهرة.. وأصبح الفريق بحاجة إلي استدعاء كل خبرته لعبور موقعة بنزرت العصيبة والتي يواجه فيها منافسا متحمسا علي قدر غضبه من مشاكله المحلية. لذلك . سيكون الأهلي بحاجة إلي التعامل بأقصي درجات الهدوء والحكمة في مواجهة هذا الغضب الكامن في نفوس لاعبي ومشجعي الفريق التونسي الذي يضع كل أمله حاليا علي البطولة الأفريقية بعدما تبددت آماله المحلية وضاع حلم اللقب التونسي بل وأوقف النادي جميع أنشطته ردا علي قرار الرابطة المحترفة وكان هذا اللقاء مهددا أيضا بعدم إقامته قبل أن يعدل البنزرتي عن عناده علي المستوي الأفريقي فقط. تأتي المباراة كحلقة جديدة ضمن سلسلة المواجهات بين الأهلي والأندية التونسية في السنوات العشر الأخيرة والتي أحرز خلالها الأهلي لقب دوري الأبطال الأفريقي عدة مرات وكان طريقه إلي اللقب أحد الفرق التونسية في معظم هذه المرات.. ويدرك الأهلي أن البنزرتي قد يكون العقبة الأخطر في طريق دفاع الشياطين الحمر عن لقبهم وذلك لعدة أسباب يأتي في مقدمتها الحماس المشوب بالغضب الذي يسيطر علي البنزرتي وارتفاع مستوي الفريق التونسي حاليا بعدما أنهي مسيرته في الدوري المحلي علي قمة مجموعته بالتساوي مع الترجي والأفريقي إضافة لاكتمال صفوف الفريق والرغبة في تحقيق مفاجأة والإطاحة بالأهلي حامل اللقب وصاحب التاريخ الكبير في البطولات الأفريقية. لكن الأهلي يستطيع استغلال كل هذه العوامل وتحويلها لصالحه وقلب الطاولة علي مضيفه من خلال الحذر الشديد في التعامل مع حماس البنزرتي بالتأمين الدفاعي الذي سيضاعف من غضب الفريق التونسي ويخرجه عن تركيزه ويدفعه لارتكاب الأخطاء خاصة في ظل الضغوط التي سيتعرض لها من جماهيره وإن اقتصر عددها في المدرجات علي 1500 مشجع طبقا للتعليمات الأمنية بتونس. كما أعد حسام البدري المدير الفني للأهلي خطة متوازنة لخوض المباراة حيث يسعي البدري لتسجيل هدف مبكر يربك به حسابات البنزرتي ويضاعف به من الضغوط الواقعة علي الفريق المنافس.. ويدرك البدري أن الحذر والهدوء هما السبيل إلي قنص "القروش" في عقر دارهم والعودة بنتيجة إيجابية سيكون لها دور كبير في تسهيل مهمة الفريق بالقاهرة وحسم المواجهة لصالح الأهلي للعبور إلي دور الثمانية "دور المجموعتين". كان الأهلي قد استعاد قدرا كبيرا من توازنه وخطورته في الآونة الأخيرة وهو ما ظهر في نتائج الفريق بالدوري الممتاز وكذلك في دور ال32 بدوري الأبطال إضافة لعودة نجم هجومه عماد متعب إلي هز الشباك وهو ما يضع البدري أملا كبيرا علي استمراره في الفترة المقبلة.. وينتظر أن يعتمد البدري علي نفس التشكيل الذي خاض به المباريات في الفترة الماضية. وفي الوقت الذي تبدو فيه صفوف الأهلي شبه مكتملة باستثناء استمرار غياب اللاعبين الغائبين عنه للإصابة أو الإعارة منذ بداية الموسم . اكتملت صفوف البنزرتي بعودة اللاعب نور حضرية صانع اللعب للمشاركة مع الفريق في التدريبات بعد تعافيه من الإصابة وهو ما يمثل قوة ضاربة كبيرة للفريق مع زميله كمال زعيم.