الولايات المتحدة أفصحت عن النتيجة الحتمية لنهاية الأزمة السورية علي لسان أخطر رجل فيها هو جيمس كابلر رئيس غرفة صناعة القرار الأمريكي أو ما يطلق عليه جهاز الاستخبارات القومية عندما أكد أمام لجنة بالكونجرس انه "لا وجود لسوريا بعد بشار الأسد" قالها بصريح العبارة وبكل ثقة ودون مواربة ودون تزويق أو تجميل أنها سوف تقسّم علي أساس مبدأ الجغرافيا والعرق والمذهب. استند بالتأكيد إلي معلومات وتقارير من أجهزة جمع المعلومات الأمريكية وما يرد إليها من نظيراتها الغربية والعربية والتركية ومن مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية. كلام خطير قاله باكلر عن التنظيمات الإسلامية المتطرفة وعن نفوذها في المنطقة بعد الربيع العربي وتحدث بالطبع عن جبهة النصرة في سوريا وعن فرض سيطرتها علي بقية الجماعات المتشددة غير ان السؤال لماذا اطلقه الآن وهل هو تحذير بعد تفجير بوسطن؟! صحيح ان الحديث عن تقسيم سوريا ليس جديداً لكن الجديد فيه انه يأتي علي لسان مسئول بحجم باكلر والمرة الأولي تقريباً التي يصرح فيه مسئول أمريكي عن اختفاء سوريا والكلام السابق كان عن تغيير النظام وإقامة ما يسمي سوريا الجديدة علي غرار العراق الجديد وليبيا الجديدة ويبدو ان مدلول كلمة "الجديدة" لدينا مختلف عنه في الغرب وربما يمثل عندهم كلمة السر في خطة التقسيم. كانت هناك مخاوف من تحول الصراع علي السلطة في سوريا إلي حرب طائفية وانطلقت تصريحات المسئولين الغربيين تحذرمن قيام كيانات طائفية متشددة علي حدود الكيان الصهيوني خشية تهديدها آمنة فيما بعد. ولمن لا يعرف توجد 39 طائفة في سوريا من قرون طويلة عاشت في نسيج واحد جنباً إلي جنب دون نزاعات بينها ولم يعكر صفوها حادث دامي واحد ولم يسمع أهلها عن الطائفية الا مع غزو العراق رغم الحرب الطائفية الطاحنة علي تخومها سواء في العراق أو لبنان الا ان دوائر غربية لها مصلحة عملت علي تأجيجها بأدوات عربية. قبل ان يدلي باكلر بشهادته بيوم كان فيصل المقداد نائب الرئيس السوري قد حذر في حوار مع صحيفة الجارديان البريطانية من ان سوريا ستغيب عن الخريطة إذا تنحي الرئيس بشار الأسد الآن لكنه لن يفعل مؤكداً ان هناك مؤامرة كبيرة ضد سوريا لاجبارها علي تغيير سياساتها مواقفها من الصراع مع إسرائيل ومن القضايا العربية وإقامة حكومة تخدم مصالح الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والاخيرتان كانتا راضيتين عن دعم تنظيم القاعدة لكنهما خائفتان الآن بعد تدفق الأوروبيين للقتال إلي جانب القاعدة وأرادتا ان يأتي هؤلاء إلي سوريا ليقتلوا فيها الا ان رأيهما تغير مع عودة بعضهم لبلادهم. فهل يرضي أي عربي ما زال في وجهه بقية من حمرة الخجل ان يتوقف قلب العروبة عن النبض!!