اختتم جون كيري وزير الخارجية الامريكية زيارته للمنطقة والتي زار فيها تركيا والضفة واسرائيل والتي بدأت مع بداية الاسبوع وبعيدا عن مشاركة كيري اسرائيل في الاحتفال بذكري الهولوكست- يمكن القول بأن الزيارة لم تحمل جديدا في قضية الصراع العربي.. الاسرائيلي حيث نستطيع تلخيص نتائج جولة وزير الخارجية الامريكية بأنها كانت تهدف كسابقتها التي حدثت الشهر الماضي إلي تهيئة الاجواء لبدء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والتي توقفت في سبتمبر 2010؟! وذلك علي الرغم من أن صحيفة كبري مثل "التايمز" البريطانية كانت قد أشارت قبل بدء جولة كيري انه سيطرح رؤية الادارة الامريكية في فترتها الثانية لحل الازمة والتي تتضمن اعترافاً وتطبيعا عربيا كاملا مع اسرائيل في مقابل دولة فلسطيني ذات سيادة ونقلت التايمز عن مصدر فلسطيني ان اوباما أثار هذه المسألة بشكل مباشر خلال زيارته للضفة الغربية الشهر الماضي "خلف الابواب" المغلقة وان كيري كان قد طلب من الطرفين مهلة 8 أسابيع ليحاول تضيق الفجوة بين الطرفين. وإذا كانت زيارة كيري لم تحمل جديداً ملموساً في النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي إلا انها حملت بالتأكيد دعما امريكيا لدور تركي قوي وواضح في المنطقة خاصة ما يتعلق بعملية التسوية في تجاهل واضح لقوي اقليمية كبري في المنطقة مثل مصر والسعودية حيث أكد كيري في أولي محطاته في مدينة اسطنبول علي قدرة تركيا علي لعب دور رئيسي في عملية السلام في الشرق الاوسط وان تقدم مساهمة كبيرة لانهاء النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني بحسب كلماته. كما اشاد كيري "بالكرم التركي" تجاه اللاجئين السوريين والتزامها بفتح الحدود بين البلدين.. ووفقا لمصادر غربية فإن الهدف الاساسي لزيارة كيري هو تسريع عملية التطبيع في العلاقات التركية- الاسرائيلية التي تعتبرها الولاياتالمتحدة هامة من أجل الاستقرار في المنطقة والاستفادة من علاقات أردوغان مع حماس لتحريك عملية السلام... وايضا دعم المعارضة السورية وتحقيق الهدف المشترك لامريكا وتركيا في تحقيق الانتقال السلمي للسلطة في سوريا وفقا لتصريحات كيري. وإذا كانت تركيا تمثل للولايات المتحدة الآن اللاعب الرئيسي في المنطقة وهو ما وضح من زيارة أوباما للمنطقة الشهر الماضي وزيارات كيري المتكررة للمنطقة. فيبدو أن هناك لاعبي "سنيدة" للدور التركي حيث اعلن البيت الابيض ان أوباما سيلتقي خلال الاسابيع القادمة مع حلفاء من قادة المنطقة وهم قادة الاردن وقطر والامارات وتركيا لبحث القضايا العالقة في المنطقة والازمة السورية في صدارتها والقي ستبدأ بلقاء الملك عبدالله الثاني في 26 ابريل الحالي وهو اللقاء الثاني خلال شهر تقريباً؟! ووفقا لبعض المحللين فإن هذا التحرك الامريكي الذي يتجاهل دولا كبري في المنطقة يمكن تفسيره بضعف تأثير هذه القوي التقليدية أو بمحاولة امريكية غبية لتصعيد ما تراه قوي حليفة جديدة يمكن إحلالها بتلك القوي القديمة.