يبدأ وزير الخارجية الأمريكى الجديد جون كيرى، بعد غد الأحد، أولى جولاته الخارجية والتى تشمل تسع دول أوروبية وشرق أوسطية، يجرى خلالها مباحثات حول عدد من الملفات، أبرزها سوريا ومالى وإيران، وتطورات ثورات الربيع العربى. ويأتى الملف السورى فى صدارة أجندة مباحثات كيرى، والذى يبدأ به جولته الخارجية؛ حيث يتوجه إلى بريطانيا لحضور اجتماع للمعارضة السورية والدول التى تساندها والذى يعقد فى روما، للاستماع إلى الائتلاف الوطنى السورى المعارض، وماذا يمكن أن يفعله فى المرحلة المقبلة، ويستكمل مباحثاته حول الملف بزيارة تركيا لإجراء محادثات بشأن سوريا. مصر وملفات المرحلة ويبدأ كيرى جولته بالشرق الأوسط بزيارة مصر ولقاء العديد من المسئولين وبعض الناشطين فى المجتمع المدنى، وحسبما أعلنت وزارة الخارجية على لسان المتحدثة باسمها فيكتوريا نولاند، فإن زيارة القاهرة تهدف إلى تشجيع التوصل إلى توافق سياسى أكبر والمضى قدما فى الإصلاحات الاقتصادية، مضيفة أن كيرى سيلتقى بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى. وذكر مصدر دبلوماسى أن كيرى سيركز فى مباحثاته فى مصر مع وزير الخارجية محمد كامل عمرو على العلاقات الثنائية والملف السورى وعملية السلام فى الشرق الأوسط والملف النووى الإيرانى وجهود مكافحة "الإرهاب". وذكرت نولاند أن كيرى لن يزور "إسرائيل" أو الأراضى الفلسطينية خلال هذه الجولة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لا يزال فى طور تشكيل حكومة جديدة، وقالت إن كيرى سينضم إلى الرئيس باراك أوباما فى زيارته المقبلة للدولة العبرية. ويختتم الوزير الأمريكى جولته بزيارة السعودية والإمارات وقطر لإجراء محادثات مع قادة هذه الدول بشأن القضايا الإقليمية فى الشرق الأوسط، ويعقد اجتماعا وزاريا مع مجلس التعاون الخليجى فى الرياض. زيارة أوباما وتسبق جولة كيرى فى المنطقة، جولة سيقوم بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى 20 مارس المقبل وتشمل "إسرائيل" والأردن والضفة الغربية. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن الزيارة المرتقبة تثير شكوك الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بشأن مدى دورها فى تغيير الوضع الراهن للمباحثات المتعثرة، وأنه قد يكون هناك تحركات هامشية، ويتعلق بعضها فى تقديم واشنطن مساعدات للفلسطينيين تقدر بمائتى مليون دولار، وهى التى أوقفتها الولاياتالمتحدة منذ أشهر. ويتوقع البعض أن يقوم أوباما بعقد اجتماع قمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس، وسط تضاؤل احتمالات عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات. ونسبت نيويورك تايمز لبعض الخبراء قولهم إنه سيكون هناك محادثات بشأن منح الفلسطينيين سيطرة جزئية على بعض المناطق فى الضفة الغربية، والتى تسيطر عليها إسرائيل، إضافة إلى احتمال إطلاق إسرائيل سراح سجناء فلسطينيين لإظهار النوايا الحسنة. ويزور وفد فلسطينى واشنطن قبيل زيارة أوباما وكيرى للمنطقة، وسيلتقى الوفد الذى يضم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات والمفاوض محمد أشتية مسئولين فى واشنطن لتوضيح الموقف الفلسطينى وشرحه للإدارة الأمريكيةالجديدة -حسب تصريح أشتية للوكالة. وقال أشتية: الإيضاح مهم للتواصل والتحاور مع الولاياتالمتحدة ولمناقشة احتياجات نجاح عملية السلام وهى ليست تحضيرا للزيارة، بل لشرح الموقف الفلسطينى بشموليته من رؤيتنا للحل، وخاصة من قضايا الاستيطان وقضايا بناء الثقة والأسرى وكل القضايا الملحة. وتبقى الأجواء الدبلوماسية هى المظهر الأبرز على الزيارة التى تعد الأولى لكيرى بعد اختياره وزيرا للخارجية الأمريكية، فى ضوء ثبات نهج السياسة الأمريكية فى المنطقة العربية.