كانت ومازالت قضايا المهنة وهموم الصحافة شغلي الشاغلي وهو ما دفعني إطراراً لانتخابات التجديد النصفي لمجلس النقابة لكن نتائج الانتخابات "والتي أراها مجحفة وظالمة وغير معبرة عن رغبات الجمعية العمومية للصحفيين" عكست واقعاً مريرا نعيشه جميعا وهو الاحتقان والتوقع والانغلاق في بعض الاحيان فالصحفيون لم يخرجوا في الموعد المحدد للانتخابات ولم يكتمل نصاب النصف لتعاد بالربع الذي اكتمل علي آخر لحظة بالاضافة إلي الصراع علي الوصول إلي الكرسي والذي وصل إلي حد اختلاق الاكاذيب ونشر الاشاعات والدعاية السوداء وارهاب الناخبين من مرشحين بعينهم بحجج انتمائهم إلي تيارات اسلامية وظهرت دعوات بعدم اخونة النقابة واستخدمت حيل واساليب رخيصة ونشرت قوائم مزيفة لا لشئ الا لمنع وصول أي اعضاء غير مرغوب بهم في المجلس.. وكنت كغيري ضحية هذه الاكاذيب التي روجوها رغم انني مستقل تماماً ولا انتمي إلي أي حزب سياسي وكانت النتيجة الاقصاء لاول مرة بشكل مزعج رغم الارقام التي حصلت عليها ونافست بشرف لم اسع إلي منصب ابدا وانما كنت اريد الدفاع عن المهنة واعادة الهيبة لها وابعادها عن المعترك السياسي الذي افقدها الكثير من رونقها. ولاشك ان هيبة المهنة تأثرت كثيراً وأصبحت علي المحك وضاعت كرامة الصحفي وصار مهانا يعاني من سلطان رئيسه ونظرة المجتمع إليه.. وكان ترشحي لعضوية مجلس نقابة الصحفيين لتحقيق هذا الهدف النبيل والسعي لان تكون الصحافة مهنة مهيبة في المجتمع.. والهيبة هنا ليس المقصود بها الخوف أو الفزع بل الاحترام والاجلال للصحافة وفي الانجليزية تعني "بريستيج" وهي المكانة المرموقة للصحفيين. باعتبارهم قوة مؤثرة ولهم حظوة كبيرة ومنهم قادة الرأي والمثقفون والمفكرون والادباء والشعراء والمسئولونے وهم أصحاب تقدير واعتبار في كل مكان.. ولك ان تتخيل زميلي الصحفي أنك وأنت خريج جامعي وتعمل في مهنة هامة ومؤثرة يلجأ إليك الناس ليعرفوا منك الحقيقة والاخبار ويسترشدون برأيك وتلتقي كبار المسئولين وتساعد الفقراء وتنشر المظالم والشكاوي ومكانتك الاجتماعية وهيبتك انحدرت إلي هوة سحيقة وقتها ستشعر بخيبة كبيرة وستبحث فوراً عن رد اعتبارك وأن تكون محل تقدير لدي المجتمع الذي تعيش فيه.