اليوم انتخابات نقابة الصحفيين.. والكتابة عن هذه الانتخابات ليست شأنا خاصا او تحيزا لأبناء مهنة، بل أن الأمر باختصار يتركز فى أنه لو صلح أمر الصحافة والصحفيين لربما صلحت أشياء كثيرة فى المجتمع. نتمنى أن تكتمل الجمعية العمومية اليوم، وأن يصوت كل شخص لمن يرى أنه الأفضل للمهنة .
بالأمس كتبت فى هذا المكان قائلا إننى سأنتخب يحيى قلاش نقيبا للصحفيين، وبعض القراء الأعزاء علقوا منتقدين هذا الأمر باعتبار ان ذلك تحيزا، وغاب عنهم أن المكان هو مساحة للرأى.. والرأى يعنى التحيز وهو لا يلزم إلا صاحبه، ، أما المهنة والحياد فقد التزمت به الجريدة حينما عرضت برامج المرشحين الكريمين يحيى قلاش وممدوح الولى فى نفس اليوم، إضافة إلى متابعة أخبار الانتخابات أولا بأول.
كل التقدير لكل المرشحين، لكن من حق الكاتب أن يقول رأيه، طالما لم يجرح أحدا.
نقفز من هذه الجزئية إلى الموضوع الجوهرى وهو مستقبل مهنة الصحافة.. معظم المرشحين تحدثوا بعبارات عامة عن المهنة لكنهم لم يقدموا لنا برنامجا محددا يتحدث عن الصحفى نفسه.
ما لا ندركه بوضوح أن مستوى الصحفيين المصريين يتراجع ويتدنى بصورة غير مسبوقة. هذا الأمر المحزن يدركه أكثر الذين سافروا وعملوا فى صحف عربية .
فى الماضى وربما حتى عشر سنوات ãÖÊ كان المصريون هم الأكثر عددا والأفضل تأهيلا فى معظم الصحف الخليجية.
الآن صار ذلك ينتمى إلى الماضى.
لم يتراجع عددنا فقط، بل تراجع مستوانا.
الصحفيون المصريون لم يعودوا يتولون مناصب قيادية كثيرة. فى الماضى كان الأشقاء اللبنانيون هم الذين ينافسوننا فى الخليج، الآن صار أشقاء آخرون مثل الأردنيين والمغاربة والفلسطينيين æيفعلون ذلك.
هذا التطور ليس وليد نظرية المؤامرة، بل نتيجة طبيعية للتطور.. هم تطوروا ونحن مازلنا محلك سر.
الامرليس فقط من ناحية التأهيل المهنى، بل من جانب غياب الإلمام باللغات الأجنبية الحية ومطالعة الصحافة الأجنبية، وإجادة برامج الكمبيوتر الحديثة.
نظام حسنى مبارك هو المسئول عن هذا التراجع المخزى ، الامر الذي ادي الي ضعف «قوتنا الناعمة» التى كنا نعتمد عليها فى علاقتنا العربية، لم يعد مدرسونا هم الأفضل وكذلك صحفيونا ومعظم نخبتنا والنتيجة أن «أم الدنيا» لم تعد كما كانت عربيا.
معالجة هذا الأمر والنهوض بالمهنة يحتاج جهدا هائلا وجبارا من النقابة والمؤسسات الصحفية.. وهو عمل لن يكلل بالنجاح إلا فى إطار منظومة متكاملة يكون شعارها الأول والأخير هو إعادة الاعتبار للقواعد المهنية فى العمل الإعلامى سواء كان صحافة أو فضائيات.
لدينا ورش عمل وبرامج تأهيل وتدريب متنوعة، لكن معظمها للأسف صورى ولزوم الحصول على منح ومعونات وتمويل أجنبى لأن الواقع يقول إن صحافتنا وكل إعلامنا انكشف بعد الثورة.
صارت الشائعات والنميمة هى الأصل وليست مصادر المعلومات الواضحة والمحددة. يا أيها المرشحون القضية ليست البدá والمرتبات والخدمات والشقق فقط. ..هى قضايا مهمة، لكن تأهيل وثقافة وتدريب الصحفي هى الأساس.