يصل الرئيس محمد مرسي إلي إسلام آباد اليوم في أول زيارة رسمية لرئيس مصري لباكستان منذ 30 سنة وصف المراقبون الزيارة بأنها غير عادية بين رئيس دولتين ديمقراطيتين لاسيما أن باكستان أنهت عمل الحكومة الأسبوع الحالي. أكد السفير المصري سعيد هندام أن زيارة الدكتور محمد مرسي والتي تبدأ اليوم تعد انطلاقة جديدة للعلاقات المصرية الباكستانية مشيراً إلي خروج مظاهرات تأييد في تسع مدن باكستانية عند إعلان فوز الدكتور مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية كما استقبلت السفارة وفوداً رسمية وشعبية للتهنئة بنجاحه مما يعكس الترحيب الشعبي العارم بالرئيس.. بخلاف الاهتمام الرسمي الكبير في ظل توقيت الزيارة الذي تمر فيه المنطقة العربية ومنطقة جنوب آسيا بتحولات كبري ويأمل الجانب الباكستاني في إقامة شراكة اقتصادية سياسية استراتيجية مع مصر لما يحظي به البلدان إضافة إلي اعتبارات ما بعد الثورة في العلاقة بين دولتين ديمقراطيتين. قال هندام في تصريحات صحفية أمس بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد حرصت الإدارة الباكستانية علي إتمام الزيارة وفقاً للجدول المقترح من الجانب المصري رغم الظروف السياسية الاستثنائية التي تمر بها باكستان حيث أنهت أمس الأول حكومتها ولاية كاملة مدتها خمس سنوات فيما يعد سابقة في تاريخ الحياة السياسية الباكستانية كما تم حل البرلمان تمهيداً لإجراء الانتخابات الجديدة.. ويجري حالياً الحزب الحاكم مفاوضات مع المعارضة حول الحكومة الانتقالية التي ستشرف علي الانتخابات ومن المنتظر أن يؤدي رئيس الحكومة الجديد اليمين الدستورية السبت القادم. وأوضح السفير هندام أن زيارة الدكتور مرسي كأول رئيس منتخب لمصر بعد الثورة لإسلام آباد في مستهل زيارته لجنوب آسيا تأكيداً للمكانة العالية التي تحفظها مصر لباكستان بالإضافة إلي تولي الرئيس رئاسة منظمة التعاون الإسلامي. مشيراً إلي أن الزيارة لا تكتسب أهمية سياسية فقط ولكن لها بعد اقتصادي هام لتحقيق متطلبات الشعب المصري بعد الثورة وإعادة تشغيل العجلة الاستثمارية لتوفير فرص عمل والوصول إلي الأسواق التقليدية والجديدة لرفع مستوي معيشة المواطن المصري.. لافتاً إلي أن لباكستان استثمارات في مصر تبلغ نصف مليار دولار أهمها مصنع للنسيج ببرج العرب ومصنع الإسفنج الصناعي وهناك عدد من المستثمرين الباكستانيين الذين يتطلعون للاستثمار في مجال الغزل والنسيج وصناعة الكبريت. وأكد السفير أن الدولة تقوم من جانبها بوضع البنية التحتية اللازمة للاستثمار والتبادل التجاري وتشجع رجال الأعمال علي النفاذ للأسواق العالمية وفي هذا السياق سيتم خلال الزيارة مذكرة تفاهم بين هيئة الاستثمار المصرية ومجلس الاستثمار الباكستاني كما سيتم التوقيع علي اتفاقية علي مذكرة تفاهم بين الصندوق الاجتماعي للتنمية والهيئة الباكستانية لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة كما توجد مذكرة تفاهم في مجال الخدمات البريدية والتعاون في مجال البحث العلمي والتكنولوجي من خلال التوقيع علي البرنامج التنفيذي الثالث للتعاون التكنولوجي بين البلدين إضافة إلي ذلك من المنتظر التوقيع علي بروتوكول تفاهم بين غرف تجارة الجيزة وغرفة تجارة كراتشي التي تمثل أعمالها 60% من إجمالي الأعمال في باكستان وفي مجال الإعلام بين البلدين تشهد طفرة ستبدأ بمذكرة تفاهم بين وكالتي أنباء الشرق الأوسط والأنباء الباكستانية كما يجري النظر في عدد من الاتفاقيات للتعاون الإعلامي بين البلدين بحيث يتم التوقيع عليهم في المستقبل القريب. وأوضح هندام أن مصر كان لها نصيب كبير في الاستثمارات بباكستان أهمها شركات الاتصالات ومصنع الأسمنت وشركة كابل الربط البحري لربط المعلومات والألياف الضوئية بالإضافة إلي بعض استثمارات التنمية العقارية بلغت الاستثمارات ذروتها في عام 2009/2010 وبالتالي مصر لها ثقل استثماري كبير.. مشيراً إلي أن هناك مشروعات استثمارية قيد البحث في مجالات الطاقة المتجددة توقفت المفاوضات بشأنها في أعقاب الثورة. وحول جدول الزيارة فإن الرئيس يلتقي بنظيره الباكستاني ورئيس الوزراء الذي تنتهي مدته فور تعيين رئيس وزراء الحكومة الانتقالي بمقر القصر الجمهوري حيث يعقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية مغلقة ثم تعقد جلسة مباحثات موسعة مع كافة أفراد الوفد المصري تبدأ بعدها مراسم توقيع علي الاتفاقيات ثم ينظم زرداي مأدبة غداء علي شرف مرسي.. يتوجه بعدها إلي الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا التي قررت منحه درجة الدكتوراه الفخرية للرئيس مرسي ويلقي كلمة.. كما يستقبل الرئيس مرسي في مقر إقامته بإسلام آباد الرئيس الجنرال أشفق برفيز كياني رئيس الهيئة العسكرية الباكستانية وزعماء الأحزاب الباكستانية وعلي رأسهم عمران خان رئيس حزب التحريك والإنصاف وشكري شجاعات حسين رئيس حزب الرابطة الإسلامي ومنور حسن أمير جماعة إسلامي "فرع الإخوان المسلمين في باكستان". وصف هندام التعاون الحالي بين الدولتين بأنه يسير بشكل جيد بعد فترة من البرود في طوال عهد مبارك كما أن التعاون الأمني بين مصر وباكستان قائم منذ فترة ولم يتغير علي مستويات المؤسسات الشرطية والعسكرية والتعاون في مجال الإرهاب كان ولايزال مستمراً وتؤمن مصر وباكستان بحق الشعوب للعيش في أمان وأن الديمقراطية هي السبيل الوحيدة للاستقرار.. كما أن باكستان دولة عضو في مجلس الأمن ونحن حلفاء لها في العديد من القضايا وعلي رأسها الفلسطينية والسورية بينما يبلغ التبادل التجاري 350 مليون دولار وهو ما لا يرقي لحجم الدولتين وتهدف هذه الزيارة لتعديل ذلك لاسيما أن الباكستانيين يتطلعون للاستثمار في مصر فور تحقيق الاستقرار ويريدون الاستفادة من الاتفاقيات التجارية لمصر مع أفريقيا وأمريكا وغيرها.