رغم سخونة الأحداث واضطراب المشهد السياسي قطع عشرات المواطنين مئات الأميال للوصول إلي "ديوان المظالم" لعرض شكاواهم المتراكمة أملاً في الوصول لحل لها بعد أن تجاهلهم المسئولون وأدارت لهم الحكومة ظهرها. يقول منصور محجوب غريب: أبلغ من العمر "47 سنة" من حي البساتين بالقاهرة. كنت أنعم بحياة هادئة ومستقرة لمزاولة العمل كسائق تاكسي أستطيع من خلاله توفير متطلبات أسرتي إلا أن المرض داهمني وأجريت ثلاث جراحات بالعين اليمني تسبب في عجز نسبي بالسمع أعاقني عن العمل وتراكمت عليَّ الديون التي بلغت أكثر من عشرة آلاف جنيه وطردت من الشقة لعدم مقدرتي علي سداد قيمة الإيجار كما أن التأمينات ترفض اعطائي معاش أعمال حرة حيث انني مؤمن علي نفسي لمدة 16 سنة فقط طالبوا بسداد باقي المدة ولكنني لا أملك شيئاً تقدمت بطلب لمحافظة القاهرة في عام 2006 للحصول علي وحدة سكنية وتم عمل البحث وقامت اللجنة بالمعاينة وقالوا سوف نوافيك بالرد بعد أشهر وحتي الآن مازلت في رحلة البحث التي أنهكت قواي وحطمت معنوياتي لعجزي عن توفير مسكن يحمي أسرتي لذلك جئت اليوم إلي قصر عابدين لتقديم شكوتي لعلي أجد من ينصفني. الحي وصاحب العقار الجديد أما محمد زلط إبراهيم البالغ من العمر 67 سنة من سكان منطقة عابدين فقد أصر علي التحدث معنا وهو يبكي قائلاً: أملك فاترينة بعقد إيجار ثابت بتاريخ الشهر العقاري منذ 1/5/1983 وحصلت علي ترخيص لها منذ عام 1987ومعي كافة المستندات من سداد الضريبة العقارية عن الفاترينة وسداد رسوم النظافة وكشف مشتملات العوائد وملتزم بسداد استهلاك الكهرباء والمياه وأتمتع بحسن السير والسلوك بشهادة كافة سكان المنطقة إلا انني فوجئت بموظف إدارة إشغالات حي "عابدين" يخبرني بأن هناك قراراً بالإزالة والحي في طريقهم لتنفيذه بالقوة الجبرية وذلك نظراً لوجود صاحب جديد للعقار غير مكترثين بمدي الضرر الذي سيلحق بأسرتي المكونة من تسعة أفراد وأنا رجل بالمعاش المبكر وتقدم بي السن وهذه الفاترينة تمثل لأسرتي مصدر رزقهم الوحيد الجميع ضرب عرض الحائط باللائحة التنفيذية للقانون رقم 140 لسنة 1956 والتي أجازت التصريح بوضع فاترينات الحي رفض تجديد الرخصة استناداً للقرار الصادر من المحافظ تحت رقم 202 لسنة 1987 بتجميد ترخيص الأكشاك والفتارين لذلك أرجو من القائمين علي نصرة الحق أن يسعوا جادين لعودة الحق لأصحابه. الكهرباء ظلمتني صلاح عبدالرشيد من سكان مركز أبو النمرس بالجيزة تحدث قال:استطعت من خلال عملي وجهدي طوال الأعوام السابقة تدبير مبلغ مادي تمكنت من وراءه شراء مسكن يحمي أسرتي من عذاب التنقل بين العقارات والحفاظ علي المنقولات وحمدت الله علي ذلك إلا أني بدأت معاناتي عند محاولتي ادخال التيار لمنزلي حيث انه ضمن وحدات سكنية بها كافة المرافق من مياه وصرف لذلك تقدمت بأكثر من طلب إلي وزارة الكهرباء منذ عام 2007 لتقنين وضعي وتركيب عداد تجنباً للمحاضر التي تكلفني ما لا أطيق وأنا موظف محدود الدخل فتقدمت اليوم بشكوي إلي ديوان "عابدين" للنظر فيه وإعطاء تعليمات للسادة القائمين في وزارة الكهرباء بإدخال التيار لمنزلي أسوة بكافة العقارات الأخري. فرصة عمل لبناتي بوجه شاحب تستطيع بمجرد رؤيته أن تقرأ ملامح الفقر الذي يعيشه هذا الرجل وقف أمام "ديوان المظالم" لعرض شكواه قائلاً: اسمي أبو الفتوح عطية محمد أعمل مفتش تليفونات بسنترال "غرب الزقازيق" بالشرقية جئت اليوم بعد يأسي من الشفافية وتحقيق العدالة الاجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص وفي محاولة أخيرة لاستشعار هذا المبدأ للبحث عن فرصة عمل لبناتي كريمة أبو الفتوح حاصلة علي دبلوم صناعي بمجموع 75% قسم الكترونيات وحاسب آلي. وشيماء أبو الفتوح الحاصلة علي دبلوم تجاري حيث تقدمت لهن بعشرات المسابقات الروتينية والوهمية بالشركة المصرية للاتصالات ومحافظة الشرقية والشباب والرياضة والتعليم والأوقاف وغيرها وآخرها علي ص. ب 11599 بوزارة المالية مسدداً جميع الرسوم التي ربما لم تكن سهلة بالنسبة لي فنحن أسرة تعيش تحت خط الفقر لذا حضرت اليوم من الشرقية لمناشدة سيادة الرئيس للنظر لبناتي بعين الأب الحانية ومراعاة ظروفنا المعيشية الصعبة وتعيينهم بعقد مؤقت أو المكافأة الشاملة في أي مكان.