علي رصيف ديوان المظالم يتوافد المئات حاملين طموحات وآمالا لعرض شكواهم والفوز بحلها. أمام باب قصر الاتحادية اقتربت منا سيدة تدعي أم محمد وأصرت علي الحديث معنا لتوصيل صوتها إلي رئيس الجمهورية. قالت تزوجت منذ سنوات ورزقني الله بولدين وسارت الحياة طبيعية حتي توفي زوجي وأصبحت المسئولية كاملة علي عاتقي وبدأت مأساتي مع صاحب العقار الذي أقيم به منذ سنوات وإيجار قديم 100 جنيه شهريا علي أثر طمعه في إخراجي من الشقة وطردي في الشارع فتحولت حياتي من الاستقرار إلي التنقل بين الاقسام والمحامين بعد ان قامت زوجة صاحب المنزل باتهام ابني الأكبر محمد جمال عبدالناصر بالتعدي عليها واصابتها بكسور وحكم عليه بخمس سنوات ظلماً بالرغم من أن اصابتها كانت سقوطها من علي سلالم العقار وابني اثناء ذلك لم يكن متواجداً بالمنزل فهرب وترك زوجة وطفلين اصبحت مسئولة عنهم بجانب الانفاق علي علاج ابني الاصغر 14 سنة ويعاني الصرع ومصاريف علاجي الشهرية حيث انني أعاني الضغط والسكر والقلب. جئت إلي ديوان المظالم اضع مأساتي ومعاناتي أمام رئيس الجمهورية لرفع الظلم عن ابني بعد انقطاع الدخل الرئيس الذي كان يحصل عليه من عمله كسائق وحمايتنا من سطوة صاحب العقار وتهديده الدائم لنا بالطرد. مصطفي محمود أحمد يقول جئت إلي ديوان المظالم للبحث عن فرصة عمل بعد ان طرقت جميع الأبواب دون جدوي وبسبب اصابتي بالعين التي كانت عائقا دائما في عدم حصولي علي أي وظيفة وعدم وجود وساطة لي بالرغم من حصولي علي دبلوم زراعة فاستقر بي الحال للعمل علي توك توك لتوفير متطلبات أسرتي حيث إنني متزوج ولدي طفل ومازلت أعيش مع والدي في شقته وأنا العائل الوحيد للأسرة تقدمت منذ شهرين إلي وزارة الكهرباء للحصول علي وظيفة ضمن 5% معاقين وتم تحويل أوراقي إلي شركة كهرباء شمال القاهرة وحتي الآن لا جديد. شقة لبناتي كمال محمد متولي علامات الحزن والأسي تملأ وجهه يقف في حيرة "هموم الناس" اقتربت منه لتسمع شكواه. قال: أبلغ من العمر 55 سنة عامل بأحد مصانع الملابس لم تعد قواي الجسدية تتحمل مشقة هذا العمل ولكنني صابر لأنني لن أجد البديل بعد فوات العمر وشبح الشيخوخة الذي يطاردني وأعبائي الأسرية وبناتي الصغار اللاتي يلاحقونني بمطالبهم. أبذل قصاري جهدي في توفيرها لهم هذه الهموم كلها أنا كفيل بعون الله ومدده ولكني أبحث عن مسكن يرحمني من الايجار الجديد الذي يأكل كل مالي حيث انني عامل يومية أحصل علي 20ج في اليوم والإيجار 450ج ونصحني أحد الاصدقاء أن أقدم شكوي بقصر عابدين لحصولي علي مسكن يحميني أنا وبناتي الأربع. أمام قصر عابدين وقف عبدالله نصري علي المعاش متزوج ويعول ثلاثة أولاد قال جئت إلي الديوان بهموم أولادي الشباب لعجزهم في إيجاد شقق يبدأ كل منهم حياته الاسرية بها فقمت بتقديم طلبات الحصول علي الشقة لأولادي واتمني ان يكون هذه المرة صحيحا حيث انني تقدمت أكثر من مرة عن طريق البريد ووزارة الاسكان دون جدوي. ألتمس من رئيس مصر والمسئولين عن الاسكان لتوفير شقق للشباب محدودي الدخل. محمد حسين حسن متزوج ولديه طفلة واعول أختي وخالتي في نفس الشقة ويعمل موظفا بالشركة المصرية لتجارة الأدوية يقول احصل علي راتب 650 جنيها شهريا لا يكفي لدفع إيجار الشقة التي اسكن بها بقانون إيجار جديد ب550 جنيها شهريا يبقي 100 جنيه من المرتب فهل يكفي لباقي متطلبات الحياة الضرورية في ظل الارتفاع المستمر في الاسعار. فجئت إلي باب قصر عابدين لتقديم طلب بحصولي علي شقة تناسب دخلي لا أستطيع توفير جزء من رابتي للانفاق علي أسرتي.