** تواكبت زيارة نائب الرئيس الأمريكي "جون كيري" مع أحداث الشغب التي شهدتها مدينة المنصورة منذ أيام ولم تنطفيء جذوتها حتي كتابة هذه السطور.. لم تكن المنصورة في عداد المدن التي شملتها الاضطرابات مؤخرا في أعقاب قرار رئيس الجمهورية بإجراء انتخابات مجلس النواب أواخر الشهر القادم. فكلما اقتربت مصر من استكمال مؤسساتها الدستورية والعبور من المرحلة الانتقالية. زادت حدة الانفلات الأمني في الشارع المصري بفعل مليارات الثورة المضادة التي تخوض معركتها الأخيرة بعد أن باءت كافة محاولاتها لافشال الدولة بالفشل. لقد فقدت المعارضة صوابها وتجاوزت كل الخطوط الحمراء. وبدا واضحا أن الخلاف مع الرئيس لم يعد خلافا سياسيا حيث تحول إلي خصومة شخصية لا ترضي عن "الإقصاء" بديلا. ومن ثم شرعت في التصعيد باستخدام كل ما هو متاح من حجارة وخراطيش وكرات لهب دائرية كانت أو أسطوانية ولا مانع من استخدام ونش لاقتحام القصر الجمهوري علي من فيه. فكم احتدم الصراع علي سدة الحكم وتحول إلي صراع وجود بين طرفي الأمة "المعارضة والنظام" حيث توارت كافة الأساليب السلمية التي تنتهجها الشعوب المتحضرة واستبدلت بكافة أساليب العنف حتي أصبحت مصر علي المحك ولم يعد أمام الشعب سوي الاختيار بين الفوضي. والحكم الديكتاتوري من ناحية. أو الاحتكام للصناديق وبناء المؤسسات باتجاه الطريق الصحيح من ناحية أخري. وواقع الحال أن كراهية الاخوان- وما هم بشياطين- قد تحولت في نفوس البعض إلي حاجز منيع حال بينهم وبين رؤية الأخطار المحدقة بالبلاد..! ** اختلف المحللون حول الربط بين أحداث المنصورة وزيارة نائب الرئيس الأمريكي. وذهب بعضهم إلي القول بأن تلك الأحداث رسالة واضحة إلي الولاياتالمتحدة مفادها إن الرئيس الذي جاء بالصندوق فشل في إدارة شئون البلاد. بينما ذهب البعض الآخر إلي اتهام السفارة الأمريكية بافتعال هذه الأحداث إلي جانب صب الزيت علي البنزين في مدن القناة حتي تزداد الأمور تعقيدا. وبالتالي ينجح المسئول الأمريكي في مهمته للضغط علي الحكومة المصرية واخضاعها لتعليمات العم سام بتأمين حدود الدولة العبرية. وبعيداً عن التحليلات السياسية واصلت جبهة الخراب تصعيدها علي الأرض بإعلان العصيان المدني أو بمعني أدق التحريض علي العصيان المدني خاصة في مدن القناة وعندما فشلت دعوتها في تحقيق أهدافها ابتدعت طريقة شيطانية لهدم المعبد علي من فيه. حيث شرعت في استعداء المؤسسة العسكرية للانقلاب علي الشرعية وتوريط الجيش في تنفيذ مخططهم من خلال سيناريو محكم يعتمد تنفيذه أكثر ما يعتمد علي نشر الشائعات المثيرة للفتنة بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية ثم التحرك علي الأرض بدفع المأجورين نحو مقار الشهر العقاري لعمل توكيلات للجيش المصري لإدارة شئون البلاد وما أدراك أن يستدرك الجيش للوقوع في هذا الفخ العميق. فتنكشف حدودنا وتصبح بلادنا في مهب الريح. وبذلك يتم تنفيذ المخططات الصهيونية لتفكيك الجيش المصري بإيدي المعارضة المصرية. ولعل المشهد الذي نقلته الفضائيات لشاب مصري يتلفح بالعلم الاسرائيلي علي أرض بورسعيد الباسلة دليل دامغ علي ضلوع الموساد الاسرائيلي في إشعال البلاد. ** آخر الكلام: تتواصل تضحيات الشرطة المصرية الباسلة في حماية الجبهة الداخلية والدفاع عن منشآت الدولة ومؤسساتها السيادية. ويسطر رجال الشرطة الشرفاء بدمائهم ناتجاً مجيداً لهذا الجهاز الوطني في محاصرة رموز الثورة المضادة والتصدي لكافة المحاولات المستميتة لاسقاط الدولة. ولذا كان طبيعيا أن يحرص رموز الفساد من الساسة ورجال الأعمال علي توجيه سهامهم المسمومة نحو وزير الداخلية الهمام الذي يؤدي دوره الوطني بأمانة وشرف وفروسية. وتبقي التحية واجبة للواء محمد إبراهيم ورجاله الأبطال الذين يقدمون حياتهم فداء لهذا الوطن الغالي وفي مقدمتهم الشهيد بإذن الله الملازم أول محمد أحمد أبوالعز ناصف الذي دفع حياته فداء الواجب فجر يوم الثلاثاء الفائت أثناء تصديه لمحاولة سرقة فرع البنك الأهلي بمنطقة مصر القديمة.