ماذا تستفيد جماعة الإخوان المسلمين من حرق البلاد بهذا الشكل؟! وما المنفعة التي ستعود عليها من حالة التردي السياسية التي تحدث بشكل لم يحدث علي مدار التاريخ؟!.. وهل بعد كل هذا الخراب الذي نحياه علي المستوي السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ممكن أن تتحقق منفعة ل«الجماعة» الحاكمة التي وصلت إلي سدة الحكم في غفلة من الزمن؟!.. هل سقوط الدولة المصرية عملية مخطط لها، تقوم «الجماعة» بتنفيذه مقابل تحقيق شهوتها في السلطة والحكم؟!.. ومن المستفيد الأكبر من انهيار مؤسسات الدولة ومصالحها؟!.. هذه التساؤلات تخطر ببال كل عاقل غيور علي هذا البلد، وتجول في ذهن كل مواطن يعشق تراب الوطن، والإجابات عن هذه التساؤلات ليست معضلة ويعرفها كل مصري ولا تحتاج إلي عملية رياضية لفهم أبعادها.. الأمر ببساطة شديدة أن «الجماعة» تعمل كل شيء لإسقاط الدولة وكل التصرفات الصادرة عن «الجماعة» بهدف واحد هو القضاء علي هوية الدولة المصرية التي عرفت نظام الحكم منذ فجر التاريخ، وإسقاط الدولة يُسهّل تماماً علي «الجماعة» تنفيذ مخططها السياسي الأوحد وهو أخونة مصر، وتحويل الدولة المصرية إلي دولة «الجماعة».. وتتعامل قيادات الإخوان بهذا الهدف بدليل أن حالة الفوضي والخراب السائد الآن والبلاد التي تحترق والعباد الذين يواجهون الذل والقهر والانهيار الشديد في مؤسسات الدولة لا تعيره الجماعة أدني اهتمام من قريب أو بعيد.. نعم مصر تحترق والرئاسة التي هي الآن فرع من فروع مكتب إرشاد «الجماعة» تتفرج علي هذه المصائب التي حاقت بكل شيء.. فالأحداث الدامية التي تحدث مثلاً في مدن القناة وعلي رأسها مدينة بورسعيد التي تقدم كل يوم أبناءها شهداء فداء للوطن بالإضافة إلي سقوط المئات مصابين، لم تحرك الدولة تجاهها أي ساكن، وكأن ما يحدث علي أرض المدينة الباسلة «فيلم» أكشن تتفرج عليه مؤسسة الرئاسة، ولا يخرج الرئيس مثلاً بأية تهدئة لهذا الشعب الثائر الذي قال كلمته بصراحة شديدة وواضحة، وحتي اليوم الذي فتح الله علي الرئيس فيه وأدلي بتصريحات إلي الزميل عمرو الليثي جاءت كلها تهديدات لهذا الشعب العظيم، بل إن الرئيس اعترف صراحة بأنه من أعطي الأوامر إلي الداخلية لترتكب هذه المجازر.. وهذه التصريحات وحدها كفيلة بمحاكمة «مرسي» وتقديمه إلي العدالة.. والمعروف أيضاً أنه في دولة اللا قانون يحدث مثل هذا وزيادة، لكن ما يجري الآن علي الأرض المصرية فاق الحدود والتصورات، وفي ظل اللا دولة أو الدولة الفاشلة تحدث مثل كل هذه المهازل. ويبقي السؤال المحير هل تستفيد «الجماعة» من كل هذا الخراب؟!.. نعم الجماعة تتعمد هذا الخراب حتي تتمكن من تنفيذ مخطط الأخونة بعد انهيار الدولة المصرية، ولكن نسيت الجماعة ومرشدها ومندوبها في الرئاسة أن الشعب المصري لا يقبل أبداً أن تهدر حقوقه أو تضيع هوية مصر، والدليل هو حالة العصيان التي ضربت محافظات مصر، ووصلت إلي حد إسالة دماء كثيرة زكية للمصريين، ومهما تعمدت «الجماعة» من زيادة الخراب، فإنه في المقابل سيقدم المصريون أرواحهم فداءً لبلدهم بكل السبل المشروعة والطرق القانونية، فالمصري بطبيعته الخاصة المتفردة لا يمكن أن يسكت عن حق له اغتصبه أي مغتصب، ويوم وراء الآخر تزداد شراسة المصري من أجل تحقيق حلمه في وطن آمن وحياة كريمة لا تعرف العضيم والذل والقهر، مهما استبد الحاكم أو تجبر. وإذا كان المصريون قد بدأوا في تحرير توكيلات للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، فهذه وسيلة من وسائل الضغط علي الجماعة الحاكمة حتي تعجل بالخروج من المشهد السياسي وترك السلطة للوطنيين المصريين الذين يعملون لصالح الوطن لا لحساب مخططات خارجية أو أجندات خاصة، ولذلك فإن الهدف الأسمي من هذه التوكيلات هو رسالة ضغط علي السلطة والنظام لأن يغادر سريعاً.. وكذلك لإيمان المصريين بوطنية الجيش المصري الذي لا يعرف ولاءً لأحد إلا الله وهذا الشعب العظيم الباسل، ولإيمانهم الشديد بأن جيش مصر هو الوحيد الذي يرفض انهيار الدولة ويسعي إلي الحفاظ علي الهوية المصرية. مخطط الإخوان هو انهيار مصر لصالح الصهيونية الأمريكية، بمعني أن أيادي الصهيونية تحركها الأطماع في تفتيت مصر وتحويلها إلي دويلات، والمنفذ لهذا المخطط الشيطاني هو «الجماعة» الحاكمة من خلال تحقيق شهوتها في الاستمرار بالحكم، رغم أن هذا الاستمرار لن يدوم طويلاً.. وستكون «الجماعة» هي أول الخاسرين علي كل المستويات، فلماذا لا تفهم ولماذا لا تعقل هذا هو السؤال المحير؟!