هذا هو حكم الإخوان.. قتلي ومصابون وانهيار شامل في كل مناحي الحياة في مصر.. الآن يحكمنا نظام ليس فاشلاً فحسب، وإنما عاجز عن فعل أي شىء أمام إدارة الدولة.. لم يحدث في تاريخ مصر ما يقع الآن، فهذه محافظة تنتفض وأخري تتظاهر، وثالثة تعتصم، وجميع مرافق الحياة كلها معطلة ومصالح الناس باتت في خبر كان!!. ماذا فعل الإخوان أمام هذا العجز الشديد الذي أوصل البلاد إلي حالة خراب شديدة، الدماء التي تسيل زادت عن الحد والوصف، والمصابون يتزايدون بشكل يدعو إلي الحسرة والألم، والدولة الفاشلة تقف متفرجة أمام اللا معقول الذي يواجه المواطنين في كل شىء.. جماعة الإخوان التي خرجت من جحورها وبقدرة قادر وصلت إلي سدة الحكم، فوجئت بأنها أمام دولة عريقة، وقيادات الجماعة التي ينقصها الخبرة السياسية والإدارة الصحيحة وجدوا أنفسهم مسئولين عن إدارة شئون البلاد!!.. لقد ظلمت الجماعة نفسها عندما وصلت إلي السلطة، والأجدر بها أن ترحمنا وترحم نفسها بالخروج من هذه المسئولية، لإنقاذ ما تبقي من الدولة المصرية. الأحداث التي تجري في محافظات مصر ليست احتجاجات أو اعتصامات للتعبير عن حالة غضب عارمة، وإنما هي رسالة واضحة جداً بضرورة تخلي الجماعة عن الحكم، وترك شئونه إلي من هو أجدر بذلك، وعن طريق الديمقراطية الحقيقية التي ينشرها المصريون، وقاموا من أجلها بأعظم ثورة في التاريخ المصري، وضحوا بخيرة الشباب من أجلها.. ولا يزال المصريون يقدمون أرواحهم فداءً من أجل رفعة شأن هذا البلد الغالي علي نفوسنا جميعاً. الأحداث التي تجري في المنصورة وبورسعيد والسويس والإسماعيلية والغربية، ليست أحداثاً فردية، كما تصورها «الجماعة» الحاكمة ومندوبها في الرئاسة.. إنما هي تعبير حقيقي عن رغبة جميع المصريين في التصدي لفساد «الجماعة» ومؤسسة الرئاسة التي باتت فرعاً من فروع مكتب الإرشاد في المقطم!!.. نعم مؤسسة الرئاسة لم تعد مسئولة عن شعب مصر، بعدما فقد الرئيس مرسي شرعيته السياسية والأخلاقية، وليس معني وصوله إلي الحكم بالصندوق الانتخابي أن يظل يفعل كل هذه المهاترات التي لا تعني سوي أنه يعمل لخدمة فصيل من الإخوان، ولا علاقة له بما يحدث علي أرض الواقع.. والحوار الأخير الذي أدلي به الرئيس مؤخراً مع الزميل عمرو الليثي أكد بما لا يدع أدني مجال للشك أن الرئيس منفصل تماماً عن المصريين، وما يحدث علي أرض الواقع.. وجاءت طامة كبري عندما قال إنه جاء بشرعية الصندوق، وأنه لن يتنازل عن الحكم وعلي حد وصفه - علي رقبته - إلا بعد مضي مدته الدستورية!!. أي دستورية هذه التي يتحدث عنها الرئيس وهو يضرب بالقانون والدستور عرض الحائط، ويأخذ منهما ما يتماشي مع أفكار جماعته وفصيله الذي لا يعرف العمل إلا في الظلام تحت الأرض.. وما يحدث من إدارة فاشلة للبلاد ودخول المصريين في عصيان مدني، هو رسالة صريحة جداً للجماعة بوقف المهازل التي ترتكبها، وضرورة رحيل الرئاسة، وترك مصر للمصريين يديرون شئونها بما يتوافق مع الدستور والقانون وإنقاذ ما تبقي، أم أن «الجماعة» مصرة علي أن تترك البلاد خرابة ولا تقوم لها قائمة؟!.