بداية يجب أن نعلم أن الإخوان باتوا شأن عام فمنهم الرئيس ومنهم أقوي تنظيم وحزب في مصر وهم من يحكمون الآن ويجب هنا أن نذكر أنهم يجب أن ينشغلوا بجودة الأداء وليس بالبحث في نية أو قصد من يختلف أو ينتقدهم .. خلق الفزاعات والتبريرات أمر مدمر ليس علي الإخوان فقط ولكن علي مصر ...واذكرهم بمقولة دائماً أرددها من آن لأخر وهي لفضيلة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : " إن الانتقاد الصحيح لما وقع المرء فيه من أخطاء, أو الاستدراك على ما فاته من كمال, يجب أن نقبله على العين والرأس..ولو كان النقاد مدخولي النية سيئ القصد. فسوء نيتهم عليهم وحدهم, وخير لنا أن ننتفع بما أجراه القدر على ألسنتهم من تصويب... والعاقل يتسمع ما يقوله خصومه عنه. وإن كان باطلا أهمله ولم يأس له.. وإن كان غير ذلك تروى في طريق الإفادة منه..فإن خصوم الإنسان يفتشون بدقة في مسالكه, وقد يقفون على ما نغفل نحن عنه من أمس شئوننا..وقديما قالوا: رحم الله امرؤ أهدى إلي عيوبي, فمن أهدى إلينا عيوبنا قبلنا هديته في الحال, ثم سارعنا إلى إصلاح ما بطن وما ظهر من نفوسنا, حتى لا يبقى مجال لشانئ,أو فرصة لناهز) الغزالي رحمه الله يحدثنا عن الأفراد فما بالنا بجماعة أصبحت وأفرادها شأن عام لتصديهم تبعات العمل العام والأصل في أشخاصه الإبراء وليست البراءة ... الغزالي يحدثنا عن تقبل النقد من الخصوم فما بالنا ونحن أبناء مشروع واحد ... لن ينصلح حال إدارة بلادنا طالما الإخوان يسيرون بثقافة القبيلة أو الطائفة وينظرون للمعارضين أنهم مخربين أو بلطجية ... يجب أن نعترف أن أخطاء كثيرة أرتكبها الإخوان ومازالوا يرتكبونها في عناد منقطع النظير فلو أتهمنا الحزب الوطني بتخريب الحياة السياسية فأننا نتهم الإخوان بعدم الرغبة في إزالة الخراب وبداية إصلاح الحياة السياسية بالإصرار علي خلط التنظيم والجماعة بالحزب والحائط موجود لمن يعترض ليخبط رأسه فيه كيفما يشاء ...!! نعم هناك بلطجة تمارس من الفلول وقليل من المعارضة لكن هناك بلطجة سياسية وفساد جديد محتشم يمارس أيضاً من الإخوان يتمثل في الأخونة وتقديم أهل الثقة علي أهل الكفاءة وإهدار الطاقات وإقصاء المخالفين .. يجب آلا ننشغل بحال المخالفين والمعارضين وننشغل بالهم والمسئولية الذي أبتلينا بها وبتقديم نموذج راقي لأبناء المشروع الإسلامي في الحكم حتي ولو كان تحت ضغط .. لأن المدرس الفاشل يتحجج بعدم الشرح طوال الحصة لأنه كان مشغول بإسكات التلاميذ المشاغبين بالفصل وداهمه جرس الفسحة في حين المدرس المتوازن يفعل الإثنين معاً ولا يبرر إنكسارته أو تعثره بأشياء ثانوية ... البلد امام الإخوان الآن ... وأكبر منصب بات لهم ..ويوجد وزراء ومحافظين ونقابات ونوادي تحت أيديهم ...؟ ماذا يطلبون أكثر من ذلك ...؟ هل يريدون شعب يجلس القرفصاء مربع يديه حتي يبدأوا في التحرك والعمل الجاد الفعال ...؟!! لا تتهمومنا بالهدم .. فمهما أختلفنا مع الإخوان فلن نحرق الوطن لخلاف لكننا ننتظر أيادي ممدوة تستعين بنا لنطفيء سوياً بدل من أن تتهمنا وتلعنا ....أو تريدوننا مقاولين إطفاء ثم إذا أطفئت الحرائق تنصرفوا عنا ....!! ذاكرة الشعوب لا ترحم ...وهي تفرق جيداً بمن يمثلها ومن يمثل عليها ... وبمن هو مهتم بها ومن هو مهتم بأمور أخري كلمة أخيرة أقولها للإخوان ...لا تنشغلوا بالتفتيش في ضمائر مخالفيكم ... بل أنشغلوا بالتفتيش في عيوبكم وفي إرتباك القرارات وتعثر الأداء والإنجاز ... Comment *