أسهل شىء اتهام الناس بالباطل.. وأسهل تهمة توجه إلى المعارضين السياسيين، التآمر والخيانة، وتلويث سمعة الناس تكون فى زمن الانهيار السياسى وسيلة الخصوم للنيل ممن يعملون بوطنية أو نزاهة أو شرف.. ودائماً من يكونون فى موقع المسئولية ليس أمامهم إلا اتهام واحد وهو التآمر والخيانة ضد معارضيهم.. ولأن جماعة الإخوان المسلمين التى وصلت إلى سدة الحكم فى غفلة من الزمن وجدت نفسها فى«حيص بيص» وتحولت مصر الكنانة على أيديهم إلى خرابة فى كل شىء، اقتصادياً وأمنياً وسياسياً، فلم يجدو أمامهم سوى رمى شرفاء الوطن الذين يرفضون هذه المهازل، بتهم لا تكون إلا فى الدولة الفاشلة الديكتاتورية.. «الجماعة» الفاشلة فى حكم البلاد تزعم أن القيادات الوطنية المصرية التى تقف لتصرفاتها بالمرصاد، تتآمر عليهم فى حين أن رجال الوطن الأوفياء لا يعرفون سياسة التآمر، وإنما هى فكر متأصل داخل الجماعة بل إنه تصل إلى حد ارتكاب المجازر فى حق الناس كما كانت تفعل وهى تعمل فى الظلام ومارست نفس الشىء الآن فى العلن، وفاق عدد الشهداء والمصابين فى عهد «الجماعة» ما فعله النظام السابق. هذه التهم الجرارة التى تطلقها جماعة الإخوان على المعارضين الوطنيين سواء من جبهة الإنقاذ أو غيرهم من التيارات الوطنية، تعكس بما لا يدع أدنى مجال لشك فشل الرئيس محمد مرسى فى إدارة شئون البلاد، وقام بتعليق فشل سياسته وخيبته فى إدارته البلاد على شماعة المعارضة الوطنية.. ولذلك يروج بين الحين والآخر بأنه يملك خيوط مؤامرة ويرفض الكشف عنها، ويتعلل بذلك لدواع أمنية.. شىء غريب وعجيب أن يعرف الرئيس أن هناك متآمرين ويرفض القبض عليهم أو تقديمهم إلي العدالة، والحقيقة أنه ليس هناك تآمر ولا يحزنون وإنما الأمر هو افتراء لتقليم أظافر المعارضة الوطنية وإلهائها فى مثل هذه الأمور حتى تتمكن «الجماعة»، من تنفيذ سياستها العرجاء أو فيما يطلقون عليه أخونة الدولة. والحقيقة أن الرئيس مرسى عاجز عن حل مشاكل البلاد ولديه ميليشيات تعتدى على المتظاهرين والمعتصمين، وعنده نائب عام خاص وأجهزة أمنية تعمل لصالحه، وإدارة اقتصادية فاشلة وشرطة تسحل الناس وتعريهم.. ولذلك هو يردد فكرة التآمر، حتى يشغل الرأى العام بعيداً عن هذه المهازل التى ترتكب فى حق مصر.. والذى نعرفه لو أن الرئيس لديه معلومات أو حقائق عن عملية التآمر المزعومة، فلماذا لا يتوجه بها فوراً إلى جهات التحقيق. إن الحديث عن فكرة المؤامرة حديث «إفك» ويستخدمه الرئيس وجماعته فى التأثير على البسطاء من أهلنا ثم إن الذين يعملون لخدمة الوطن والمواطن، أبسط شىء أن تتهمهم «الجماعة» بتلقى تمويلات، لإشاعة الفوضى بالبلاد، فى حين أن أساس الفوضى هى جماعة الإخوان التى لا تعرف إلا سياسة الإقصاء، والاستحواذ، وتسعى بكل السبل إلى أخونة الدولة. الإخوان يشبهون فى سياساتهم نظام مبارك ودائماً ما يصفون المعارضة الوطنية بأن لها أجندات خاصة فى حين أن «الإخوان» هم أصحاب الأجندات الخاصة.. كما أن هذه الاتهامات والتلفيقات ليست غريبة على «الجماعة»، بل تزيد عليها أنها تسير بطريقة ممنهجة فى تصفية المعارضين ليس فقط بالاتهامات، وإنما بالقتل العمد، وما يحدث اليوم للنشطاء السياسيين الذين يتساقطون يومياً ليس خافياً على أحد.