ساد أمس الاثنين علي غير العادة في وسط الأسبوع حالة من الهدوء الحذر والمصحوب بالخوف والفزع شوارع وميادين القاهرة التجارية في وسط القاهرة بسبب أحداث التحرير وما صاحبها من إطلاق الخرطوش والمولوتوف وأحداث عنف وحرائق وتعطيل للمواصلات العامة وخطوط المترو وإغلاق حركة المرور علي الكباري في ظل غياب الأمن مع تزايد الهجوم علي رجال الشرطة مما أدي إلي بث الهلع والخوف لدي الكثير من المواطنين فالتزموا البقاء في منازلهم مكتفين بالمتابعة علي الفضائيات رغم أجازة نصف العام الدراسي. "الجمهورية" رصدت الوضع في الشارع المصري عبر جولة واسعة في القاهرة الكبري للوقوف علي حقيقة الهدوء الحذر في الشارع والذي أدي إلي معاناة المحال التجارية لعدم وجود زبائن لها وأيضاً أسباب السيولة المرورية فوق الكباري خاصة 6 أكتوبر الذي شهد منع الحركة المرورية عليه من قبل المتظاهرين الأيام الماضية وكذلك في شوارع رمسيس وأحمد سعيد وبورسعيد وشبرا وعدد من الميادين بينها طلعت حرب ورمسيس وروكسي ومنطقة محطة السكة الحديد برمسيس والعتبة والفجالة واللافت أن عددا كبيرا من المحال التجارية والنشاطات المختلفة أغلقت أبوابها علي غير العادة. والملاحظ أن القلق سيطر علي مسارات الحياة اليومية لدي محال الملابس والمطاعم والخدمات في منطقة وسط القاهرة التجارية وطالت الصيدليات أيضاً والمقاهي التي بدت شبه خالية من زبائنها التقليديين فيما بدت وسائل النقل العام خالية من الزحام المعهود في مثل هذا اليوم ورفعت شعار أين الركاب حيث بدأ من خرج أمس في شوارع القاهرة فقط المضطر لقضاء حاجة ضرورية أو الذهاب للمستشفي وبالطبع المشهد داخل محطات المترو لم يكن مختلفاً كثيراً فقد غابت عنه الزحمة في الدخول والخروج وخلت محطاته الرئيسية المعروفة بالتلاقي كرمسيس والسادات من التدافع والزحام فيما سيطرت علي أحاديث الركاب عن حال البلد والأحداث الجارية في الميادين وخاصة التحرير والاتحادية وبورسعيد والسويس والإسماعيلية والإسكندرية واستعراض ما جاء في خطاب الرئيس مرسي للأمة مساء أمس الأول. أجمع المواطنون الذين التقتهم "الجمهورية" علي أن أسباب السيولة المرورية وخلو الشوارع من السيارات والمقاهي من السيارات بمنطقة وسط البلد أو بالقرب من ميادين الأحداث ومنطقة الكورنيش يعود إلي الخوف الذي سيطر علي الجميع علي سياراتهم وأبنائهم في ظل حالة الفوضي التي تسود الشوارع. المواطنون أكدوا وأجمعوا في أحاديثهم أن أسباب سيولة المرور وعدم التكالب علي إيقاف السيارات الخاصة بمنطقة وسط البلد أو بالقرب من الميادين يعود للخوف الذي سيطر علي الجميع علي سياراتهم في ظل حالة الفوضي التي تسود الشارع. صفاء محمد ربة منزل قالت إنها اضطرت للنزول فقط بسبب عارض صحي للذهاب للمستشفي رغم أن أشقائها نصحوها بعدم النزول للشارع بسبب الخوف الذي تملكنا بسبب الأحداث وتضيف لقد وجدت المواصلات سهلة وشبه خالية من الركاب. هلع وخوف تقول حنان محمود إنها مقيمة في شبرا الخيمة وخرجت إلي وسط البلد لقضاء مصلحة خاصة أنني مستغربة من عدم الزحام والهدوء في شوارع شبرا ومنطقة شارع رمسيس وقالت أعتقد أن الجميع خائف. اتفقت مع هذا الكلام نهي رضا ودينا عامر علي أن الرعب والخوف يسيطر علي الناس وهذا السبب في خلو الشوارع من السيارات وأصبح الخروج للشارع مجازفة غير مأمونة في ظل البلطجة وإطلاق الخرطوش عشوائياً والتحرش والسرقات. المبيعات صفر يري محمد بيومي بائع بأحد محلات وسط البلد أن الأحداث تسببت في خسائر فادحة لأصحاب المحال التجارية بكل نشاطاتها في المنطقة وقال: المبيعات صفر مما يؤدي إلي اتخاذ قرار لإغلاق مبكر بسب عدم وجود زبائن وتوفير الكهرباء. يؤكد شعبان حسن أن جو الانقسام والتخوين الذي يسيطر علي حركة التظاهر في عموم الجمهورية وراء تصاعد الأحداث التي تعكس الخوف والحذر ويستنكر ما يحدث من أنه تسبب في تعطيل مصالح المواطنين بكل فئاتهم. أوضح ناصر أمين الحداد محاسب أن الهدوء الذي ساد الشارع أمس ينطبق عليه مقولة "الهدوء الذي يسبق العاصفة" متوقعاً أن استمرار هذا الوضع يضعنا وجها لوجه أمام ثورة جياع أمام الغلاء في الأسعار وارتفاع الدولار أمام قلة الإنتاج التي تضعف من قوة الجنيه الشرائية. قال لا أخرج من المنزل وأخشي علي أسرتي وزوجتي وبناتي النزول للشارع وحدهن في ظل غياب الأمن.